الأجوبة
الشرعية عن الأسئلة الشامية (38)
رضوان محمود نموس
أرسل لي الأخ محمد علي شيخ
ويس يسأل:
أسئلة للسادة العلماء في
سوريا وأرجو أن يجيبوا على أي منها
خصوصا شيخنا الصابوني والشيخ كريم راجح عالما حلب ودمشق
هل تتوقعون خيرا من أمريكا وأوروبا وحكام العرب تجاه الثورة السورية؟
هل رأيتم التضحيات والجهاد إلا من الشباب المسلم؟؟
لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا ... هل كان سيترك شكل الدولة إلى ما بعد سقوط الكلب بشار؟ وكان سيستفتي الناس إن كانوا يقبلون بشرع الله أم لا ؟
وهل كان سيعطي كل هذه الحصص والمناصب لأقليات كافرة ومرتدة؟
خصوصا شيخنا الصابوني والشيخ كريم راجح عالما حلب ودمشق
هل تتوقعون خيرا من أمريكا وأوروبا وحكام العرب تجاه الثورة السورية؟
هل رأيتم التضحيات والجهاد إلا من الشباب المسلم؟؟
لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا ... هل كان سيترك شكل الدولة إلى ما بعد سقوط الكلب بشار؟ وكان سيستفتي الناس إن كانوا يقبلون بشرع الله أم لا ؟
وهل كان سيعطي كل هذه الحصص والمناصب لأقليات كافرة ومرتدة؟
سؤال من طالب علم ينتظر
الجواب من أي عالم
هدانا الله وإياكم للحق ... وكشف عن بصائرنا وبصائركم
هدانا الله وإياكم للحق ... وكشف عن بصائرنا وبصائركم
فأقول وبالله التوفيق
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد أقول للأخ محمد علي ولسائر
من يسألون مثل سؤاله:
العلماء
أقسام كثيرة سأذكر من أقسامهم ما يخص السؤال والجواب:
هناك
علماء ضمن أحزاب وجماعات ومنظمات وهؤلاء لن يكونوا قادة للمنظمات بل أعضاء لأنه
حسب مفهوم السياسيين ليس من المناسب أن يكون العالم قائداً لأن ذلك لا يرضي القوى
العالمية، وإذا كانت الجهات العالمية راضية عن هذا الرجل فتأكد أنه ليس عالماً.
وهناك
علماء موظفون في بعض البلدان بمناصب ورواتب جيدة.
وهناك
علماء ممنوع على وسائل الإعلام أن تلتقي بهم.
وهناك
علماء لا يصل صوتهم إلا لدائرة أقل من المحدودة جداً جداً.
فالعلماء
الموظفون هاك مثال على حالهم: عندما أرادت السعودية تبرير خيانتها في التعاون مع
أمريكا لضرب العراق أحضرت العلماء وألزمتهم بالفتوى لتشريع الخيانة ومحادة الله
تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فقام علماء السعودية الرسميون بالتوقيع والبصم دون
تردد أو تذمر لأنهم عبيد عند ولي أمرهم.
والموظفون من الجنسيات الأخرى قالوا لهم إما أن تبصموا مع الباصمين أو تلغى عقودكم وترحلوا خلال 24 ساعة ففعل غالبهم وباعوا دينهم بعرض
من الدنيا، قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ } [النحل: 107] لأنه لم يكن توقيعهم بسبب جهل منهم
ولا بتأويل مستساغ شرعاً بل {أُولَئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} [البقرة: 86] وهم {الَّذِينَ
اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا }
[الأعراف: 51] {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ
وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ
بَعِيدٍ} [إبراهيم: 3].
أما
علماء الأحزاب والجماعات والتنظيمات فهم جزء من طائفة ممتنعة يحكمها نظام واحد
ولهم نفس الحكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
فكيف
تتوقع من عالم هو جزء من تنظيم ينادي ليل نهار بالديمقراطية واحترام ما يسمونه
الشرعة الدولية والمواطنة والدولة المدنية ؟ كيف تتوقع من هذا العالم أن يفتي
ويقرر ما يخالف تنظيمه وقد رضي بالتنظيم وأغضب الله؟.
كان
عليه أولاً أن يترك هذا التنظيم الذي يخالف شرع الله ويسير وفق شرع الطاغوت.
كيف
تتوقع من عالم أنشأ الطاغوت له تنظيماً أو رابطة أو اتحادا أو أي مسمى حول ذلك ثم
يقوم ليفتي بخلاف رأي ولي نعمته؟.
لقد
كانت بعض التنظيمات تمنع علماءها من حضور اجتماعات للعلماء يمكن أن يصدر عنها مالا
يحب التنظيم .
بل
قرر العلماء في بلد إسلامي وضع حد لتفلت المرأة فأمرهم التنظيم بالانسحاب وعندما
روجع كبيرهم الذي ..... قال مبرراً انسحابه (وما أنا إلا رجل من قومي)
بل
عندما نشر بعض الشيوعيين كفره وشتمه لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم وللإسلام في الصحافة وقام بعض علماء البلد يردون
عليهم جاءهم الأمر من التنظيم بعدم الرد لأن التنظيم متحالف مع الشيوعيين ولا يجوز
إغضاب الحلفاء!!!!
ولا
أريد أن أنكأ جراحي أكثر من هذا فالأمثلة كثيرة والحديث يطول.
أما
هل يتوقع العلماء خيراً من أهل الكفر فأقول:
إذا
كنا نصدق الله تعالى فيما يقول فلقد بين لنا سبحانه وتعالى موقف الكفار منا .
قال
الله تعالى: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}(101) النساء
وقال
الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ
دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ
الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ
بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) آل عمران
وقال
الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا
الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ
يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (105) البقرة
وقال
الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ
مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ
أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ
وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} (120) البقرة
وقال
الله تعالى: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ
مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا} (212) البقرة
وقال
الله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ
دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ
وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(217)} البقرة
وقال
الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنْ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (100) آل عمران
وقال
الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا
يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (149) آل عمران
وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا
فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} (89) النساء
وقال
الله تعالى: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا
إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}
(2) الممتحنة
وقال
الله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ
مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (119) آل عمران
وقال
الله تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ } [هود:
113]
وقال
الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ } [الممتحنة: 13]
وقال
الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ
مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ
نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ
أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ
نَادِمِينَ } [المائدة: 51، 52]
ومعلوم
أن طلب النصرة وإنشاء المجالس والائتلافات المشتركة هو من الولاء .
أما
وعدهم بأنهم سيحكمون بالديمقراطية والدولة المدنية والالتزام بالقوانين الدولية
فهو ردة. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ
بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى
لَهُمْ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ
سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ
إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ
بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ
أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 25 - 28]
وإذا
كنا لا نعتبر إلا بالتاريخ فهذا تاريخهم وأقوالهم:
يقول أيوجين روستو رئيس قسم
التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار
الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967م يقول:
"يجب
أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو
شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية". لقد كان الصراع
محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة،
بصور مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي
للتراث المسيحي. ويتابع :
إن الظروف التاريخية تؤكد أن
أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف
معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا
تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم
الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها
وثقافتها ومؤسساتها. إن روستو يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير
الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا
استمراراً للحروب الصليبية.([1])
ويقول باترسون سمث في كتابه
"حياة المسيح الشعبية" باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاً خطيراً
وقع بعد ذلك، حينما بعثت انكلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة، إن
حملة اللنبى على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هي الحملة الصليبية الثامنة،
والأخيرة. ([2])
لذلك نشرت الصحف البريطانية
صور اللنبى وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس: اليوم انتهت
الحروب الصليبية.
ونشرت هذه الصحف خبراً آخر
يبين أن هذا الموقف ليس موقف اللنبى وحده بل موقف السياسة الإنكليزية كلها، قالت
الصحف :
هنأ لويد جورج وزير الخارجية
البريطاني الجنرال اللنبى في البرلمان البريطاني، لإحرازه النصر في آخر حملة من
الحروب الصليبية، التي سماها لويد جورج الحرب الصليبية الثامنة.
والفرنسيون أيضاً صليبيون:
فالجنرال غورو عندما تغلب على
جيش ميسلون خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي،
وركله بقدمه وقال له: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".([3])
ويؤكد
صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض
البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد
للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم: "إنها معركة بين الهلال والصليب".([4])
وقال راندولف تشرشل بعد
سقوط القدس: لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على
السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود. إن القدس قد خرجت من أيدي
المسلمين، وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن
تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود. ([5])
واستغلت إسرائيل صليبية الغرب
: فخرج أعوانها بمظاهرات قبل حرب الـ 1967 تحمل لافتات في باريس، سار تحت هذه
اللافتات جان بول سارتر، كتبت على هذه اللافتات، وعلى جميع صناديق التبرعات
لإسرائيل جملة واحدة من كلمتين، هما: "قاتلوا المسلمين"
فالتهب
الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط …
كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدات كتبت عليها "هزيمة الهلال". بيعت
بالملايين … لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوروبية في المنطقة،
وهي محاربة الإسلام وتدمير المسلمين([6]).
يقول لورنس براون:"إن
الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربى"([7]).
ويقول غلادستون رئيس وزراء
بريطانيا سابقاً : ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة
السيطرة على الشرق . ([8])
ويقول الحاكم الفرنسي في
الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر:إننا لن ننتصر على الجزائريين
ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم،
ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم([9]).
فهم يرون:
1-
أن الإسلام هو
الخطر الوحيد أمام استقرار الصهيونية وإسرائيل :يقول بن غوريون، رئيس وزراء
إسرائيل سابقاً : إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد. ([10])
2-
ويرون أن بقاء
اسرائيل مرهون بإزالة المتمسكين بالإسلام : يقول الكاتب الصهيوني (( إيرل بوغر ))
في كتابه العهد والسيف الذي صدر عام 1965 ما نصه بالحرف :
(( ان المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لا بد
أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معها ، ولكي يصبح هذا التعاون ممكناً فيجب القضاء
على جميع العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي ، وهي عناصر
رجعية تتمثل في رجال الدين والمشائخ([11]).
يقول اسحاق رابين
غداة فوز جيمي كارتر برئاسة الولايات المتحدة ، ونقلت قوله جميع وكالات الأنباء : إن
مشكلة الشعب اليهودي هي أن الدين الإسلامي ما زال في دور العدوان والتوسع ، وليس
مستعدا لمواجهة الحلول وإن وقتا طويلا سيمضي قبل أن يترك الإسلام سيفه([12]).
ويقول لورانس
براون : كان قادتنا يخوفننا بشعوب مختلفة، لكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل
تلك المخاوف.
كانوا يخوفنا
بالخطر اليهودي، والخطر الياباني الأصفر، والخطر البلشفي.
لكنه تبين لنا أن
اليهود هم أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعيون حلفاؤنا، أما اليابانيون، فإن هناك دولاً
ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم.
لكننا وجدنا أن
الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام، وفي قدرته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته
المدهشة. ([13])
ويقول المستشرق
غاردنر: إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربة. ([14])
ويقول أشعيا بومان في مقال نشره في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية: إن
شيئاً من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي من الإسلام، لهذا الخوف أسباب،
منها أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عددياً، بل إن أتباعه يزدادون باستمرار،
من أسباب الخوف أن هذا الدين من أركانه الجهاد.([15])
ويقول أنطوني
ناتنج في كتابه "العرب": منذ أن جمع محمد صلى الله عليه وسلم أنصاره في
مطلع القرن السابع الميلادي، وبدأ أول خطوات الانتشار الإسلامي، فإن على العالم
الغربي أن يحسب حساب الإسلام كقوة دائمة، وصلبة، تواجهنا عبر المتوسط. ([16])
وصرح سالازار في
مؤتمر صحفي قائلاً: إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يُحدثه المسلمون
حين يغيرون نظام العالم. فلما سأله أحد الصحفيين: لكن المسلمين مشغولون بخلافاتهم
ونزاعاتهم ، أجابه: أخشى أن يخرج منهم من يوجه خلافهم إلينا. ([17])
ويقول مسؤول في
وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952: ليست الشيوعية خطراً على أوربة فيما يبدو لي،
إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي،
فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي
الخاص بهم. ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم
جديد، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية، فإذا
تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع، انطلقوا في العالم يحملون
تراثهم الحضاري الثمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية،
ويقذفون برسالتنا إلى متاحف التاريخ.
وقد حاولنا نحن
الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلمة، فكان
الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة.
إن العالم
الإسلامي عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً، فهو حائر، وهو
قلق، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبةً يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل
أحسن، وحرية أوفر …
فلنعط هذا العالم الإسلامي ما
يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي، والفني، حتى لا ينهض، فإذا
عجزنا عن تحقيق هذا الهدف، بإبقاء المسلم متخلفاً، وتحرر العملاق من قيود جهله
وعقدة الشعور بعجزه، فقد بؤنا بإخفاق خطير، وأصبح خطر العالم العربي،وما وراءه من
الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهي به الغرب،وتنتهي معه وظيفته الحضارية
كقائد للعالم . ([18])
ويقول مورو بيرجر
في كتابه "العالم العربي المعاصر": إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية،
ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام .
يجب محاربة
الإسلام، للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب
دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره. إن
الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأفريقية. ([19])
ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا: رغم انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها،
فإن الخطر لا يزال موجوداً من انتـفاض المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي
أنزلناها بهم لأن همتهم لم تخمد بعد ([20]).
وبعد استقلال
الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد عنوانها: لماذا كنا نحاول
البقاء في الجزائر. أجاب على هذا السؤال
بشرح مستفيض ملخصه :
إننا لم نكن نسخر النصف مليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها .. أو
زيتونها ..
إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم
به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها،
وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها، ويكتسحون أوربا
الواهنة، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم
الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة. من أجل ذلك كنا نحارب في
الجزائر. ([21])
ويقول غاردنر: إن
الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام.([22])
1-
ونشيد جيوش
الاستعمار كان يقول:
أنا ذاهب لسحق
الأمة الملعونة،
لأحارب الديانة
الإسلامية،
ولأمحو القرآن بكل قوتى
صرَّح الكاردينال بور ،
كاردينال برلين لمجلة تابلت الانكليزية الكاثوليكية يوم سقوط القدس عام 1967 بعد
أن رعى صلاة المسيحيين مع اليهود في كنيس يهودي لأول مرة في تاريخ المسيحية قال : إن المسيحيين لا بد
لهم من التعاون مع اليهود للقضاء على الإسلام وتخليص الأرض المقدسة . ( نشرة
التعايش المشبوه – ص 4 )
وقال لويس التاسع
ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة ، في وثيقة محفوظة في دار الوثائق
القومية في باريس :
إنه لا يمكن
الانتصار على المسلمين من خلال حرب وانما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة
باتباع ما يلي :
- إشاعة الفرقة
بين قادة المسلمين، واذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف
عاملاً في اضعاف المسلمين .
-
عدم تمكين البلاد
الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح .
-
إفساد أنظمة الحكم
في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء ، حتى تنفصل القاعدة عن القمة .
-
الحيلولة دون قيام
جيش مؤمن بحق وطنه عليه ، يضحي في سبيل مبادئه .
-
العمل على
الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة .
-
العمل على قيام
دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً ، انطاكية شمالاً ، ثم تتجه
شرقاً ، وتمتد حتى تصل إلى الغرب (1) .
ويقول المبشر
تاكلي: يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي
عليه تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد
فيه ليس صحيحاً. ([23])
ويجب أن نشجع
إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني، لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع
اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات
الأجنبية. ([24])
ويقول زويمر:
مادام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشيء لهم المدارس
العلمانية، ونسهل التحاقهم بها، هذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح
الإسلامية عند الطلاب. ([25])
و يقول جب: لقد
فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين
الاجتماعية، وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد
تم معظم هذا التطور تدريجياً عن غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى
بعيد، ولم يعد من الممكن الرجوع فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حدٍ بعيدٍ على
القادة والزعماء في العالم الإسلامي، وعلى الشباب منهم خاصة. كل ذلك كان نتيجة
النشاط التعليمي والثقافي العلماني. ([26])
وصرح وزيرا خارجية
أمريكا الأسبقين (دين أتشون) و ( جون فوستر دالاس) [بأن الأمم المتحدة هي حجر
الزاوية في سياسة أمريكا الخارجية]([27]).
وفي 15/5/1947 ظهر
في فب مجلة هيرالد تربيون إعلان بتمويل الأمريكيين لتقديم التبرعات لليهود قال
الإعلان: [إن يهود أمريكا معكم وكلما نسفتم مخزناً أو دمرتم قطاراً ليتطاير في
السماء أو نهبتم مصرفاً (بنكا) أو هاجمتم ببنادقكم وقنابلكم أولئك المخادعين فإن
يهود أمريكا سيحتفاون بذلك]([28]).
[وعرضت القناة
الثانية للتلفزيون الفرنسي فيلماً وثائقياً بعنوان (العالم وفق بوش) حققه المخرج
الفرنسي المتخصص في تعقب كواليس الحكم في واشنطن ويليام كايل وعرض كايل لعقيدة بوش
الابن مستعيناً ببعض حديث أدلى به بوش إلى صحيفة محلية في أوستن عاصمة ولاية تكساس
حين كان مرشحاً للرئاسة يقول فيه(( أريد منح السياسة الأمريكية رؤية مستوحاة من
التوراة فإنني أحمل رسالة سماوية))]([29]).
هذا
موقف الغرب الكافر منا كما أخبرنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن لا
يصدق كلام الله تعالى ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر
وهذا
التاريخ ينبئنا عن نواياهم ومقرراتهم فمن لم يتعظ فهو مجنون.
أما نظرة
العملاء للشباب المضحي في سبيل الله هي نظرته للأرقام لأن العملاء ولاؤهم للشيطان
وليس لله والمؤمنين بل بعضهم يضع الخطط من الآن لتصفية المجاهدين جسدياً بعد إزالة
النظام الزنديق ولا يحسبن أحد أن هذا مجرد توقعات فما نطقت به ألسنتهم أكثر من هذا
والله المستعان وعليه التكلان.
أما قول السائل: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا ... هل كان
سيترك شكل الدولة إلى ما بعد سقوط الكلب بشار؟ وكان سيستفتي الناس إن كانوا يقبلون
بشرع الله أم لا ؟
وهل كان سيعطي كل هذه الحصص والمناصب لأقليات كافرة ومرتدة؟
وهل كان سيعطي كل هذه الحصص والمناصب لأقليات كافرة ومرتدة؟
أما شكل الدولة فلقد حدد
الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مواصفاتها فقال تعالى:
{وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ
وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا
تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ
شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً
وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى
اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ
تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا
تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ
يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
(49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 48 - 50]
وقرر تعالى مرجعية الحكم
أنها إلى الله ورسوله فقال سبحانه: { إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ
الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: 57]
وقال الله تعالى: {إِنِ
الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 40]
وقال الله تعالى: {وَهُوَ
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ
الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص: 70]
والله أمرنا أن نتبع أحكام
رسوله صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى
يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء: 65] وقال الله
تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ
النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } [النساء:
105]
فحدد الله سبحانه وتعالى
مرجعية الحكم في الدولة ولم يتركها عبثاً وسدى يختارها الشعب
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا
خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ } [المؤمنون: 115]
قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة:
36]، جاء في السنن الكبرى للبيهقي (10/ 194) قَالَ الشَّافِعِيُّ: فَلَمْ
يَخْتَلِفْ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ فِيمَا عَلِمْتُ أَنَّ السُّدَى: الَّذِي
لا يُؤْمَرُ وَلا يُنْهَى , وَمَنْ أَفْتَى أَوْ حَكَمَ بِمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ
, فَقَدْ أَجَازَ لِنَفْسِهِ أَنْ يَكُونَ فِي مَعَانِي السُّدَى , قَالَ
الشَّيْخُ: " وَرُوِّينَا عَنْ مُجَاهِدٍ فِي تَفْسِيرِ الآيَتَيْنِ بِنَحْوِ
مَا قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ
وحدد أن هذه الدولة هي دولة
المسلمين قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ
سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ
شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ
تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]
وجاء
في سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 501) [هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ
قُرَيْشٍ وَيَثْرِبَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ، فَلَحِقَ بِهِمْ، وَجَاهَدَ مَعَهُمْ،
إنَّهُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النَّاسِ]. فقال المؤمنين والمسلمين ولم
يقل العرب ولا السوريين بمسلمهم وكافرهم ومرتدهم.
وقال صلى الله عليه وسلم كما
في دلائل النبوة للبيهقي محققا (5/ 86)
[وَالْمُؤْمِنُونَ يَدٌ
عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ
أَقْصَاهُمْ تُرَدُّ سَرَايَاهُمْ عَلَى قَعِيدَتِهِمْ، لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ
بِكَافِرٍ، دِيَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ].
وحدد أن الجهاد من أجل إعلاء
كلمة الله وراية لا إله إلا الله وليس من أجل حكم ديمقراطي مع الكافرين والمرتدين
قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ
لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ } [البقرة:
193]
وقال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ
حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ
انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [الأنفال: 39]
وقال الله تعالى: {أَمْ
حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ
وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ
وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [التوبة: 16]
وفي الحديث المتفق عليه صحيح البخاري (1/ 36) و123صحيح مسلم (3/ 1513)
150 - (1904) عَنْ أَبِي
مُوسَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ [ص:37]، مَا القِتَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَإِنَّ
أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ،
قَالَ: وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا، فَقَالَ:
«مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ولم يقل من قاتل من أجل الحرية والديمقراطية والدولة
المدنية!!
وأنبأنا سبحانه أن الكافرين أولياء بعض وليسوا أولياء المسلمين قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } [الأنفال: 73]
وأنبأنا سبحانه أن الكافرين أولياء بعض وليسوا أولياء المسلمين قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } [الأنفال: 73]
وأمر بإخراج المشركين من
جزيرة العرب ففي الحديث المتفق عليه صحيح البخاري (4/ 69) 3053 وصحيح مسلم (3/
1257) 20 - (1637) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ
بِثَلاَثٍ: «أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَأَجِيزُوا
الوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ»، وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ] فأمر بإخراجهم من البلاد ولم يعينهم في مجلس الشورى أو رؤساء للمجالس!!
وأما
المرتدين فأمر صلى الله عليه وسلم بقتلهم كما جاء في الحديث الصحيح الذي خرجه البخاري
(4/ 61) 3017 - وسنن الترمذي ت شاكر (4/ 59) 1458 - وسنن أبي داود (4/ 126) 4351 -وسنن
ابن ماجه (2/ 848) 2535 - ومسند أحمد ط الرسالة (4/ 336) 2552 - والمستدرك على
الصحيحين للحاكم (3/ 620) 6295 -
عن ابْنَ
عَبَّاسٍ فقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ»
أما
أن هل رسول الله كان سيستفتي حول شكل الدولة وهل يطبقون الشريعة أولا؟ فأقول إن
الاستفتاء حول تطبيق الشريعة بذاته كفر بغض النظر عن النتيجة: قال الله تعالى: {وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]
وقال
الله تعالى: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا
إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ
يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ
اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 48 - 52]
بل
الذي يريد أن يبدي رأيه في حكم الله أيقبل به أو لا؟ لا شك في كفره ومن يرض بهذا
لا شك في كفره أيضاً فهؤلاء جعلوا قولهم ورأيهم فوق حكم الله وهم يقررون أيقبلون
بحكم الله أم لا بل من لا يكفر أمثال هؤلاء مع علمه فهو كافر.
فكل
من أراد أن يحكم برأيه أو أي رأي غير حكم الله فهو طاغوت، قال تعالى: {
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا
بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ
يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا
إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ
يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا
قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا
إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا
بَلِيغًا * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * فَلا
وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 60- 65]
أما سؤالكم (وهل كان سيعطي كل هذه الحصص
والمناصب لأقليات كافرة ومرتدة؟)
فقد جاء
في سنن أبي داود (4/ 295) 4977 عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ
إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ» وقال الألباني
صحيح
وجاء
في الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد مرفوعاً (2/ 51)
عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ
لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدًا، فَقَدْ أَهَانَ اللَّهَ "
وفي
شعب الإيمان (12/ 57) 9018 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ
بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ "
ولكن
علماء التنظيمات رضوا بأن يقود المجلس والائتلاف مرتدون ونصارى!!!!!! لأن القيادة
السياسية للتنظيم هكذا تريد! ومصدر التلقي عند علماء التنظيمات هو رأي القيادة
السياسية وليس القرآن والسنة.
وأما موقف الصحابة رضي الله عنهم فأوجزه بموقف الفاروق رضي
الله عنه: " روى ابن أبي شيبة 8/470، وابن أبي حاتم "1274" بإسناد
صحيح عن عمر أنه قيل له في كاتب نصراني ليتخذه كاتباً له، فقال: "قد اتخذت
إذاً بطانة من دون المؤمنين". وقال الحافظ ابن كثير في شرح الآية الآتية وبعد
ذكره لهذا الأثر: "في هذا الأثر مع هذه الآية دلالة على أن أهل الذمة لا يجوز
استعمالهم .
وفي
السنن الكبرى للبيهقي (10/ 216) 20409
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضًا الأَشْعَرِيَّ، أَنَّ
أَبَا مُوسَى، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَفَدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُمَا , وَمَعَهُ كَاتَبٌ نَصْرَانِيُّ , فَأَعْجَبَ عُمَرَ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ مَا رَأَى مِنْ حِفْظِهِ , فَقَالَ: " قُلْ لِكَاتِبِكَ
يَقْرَأْ لَنَا كِتَابًا ", قَالَ: إِنَّهُ نَصْرَانِيٌّ , لا يَدْخُلُ
الْمَسْجِدَ , فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَهَمَّ بِهِ ,
وَقَالَ:قاتلك الله " لا
تُكْرِمُوهُمْ إِذْ أَهَانَهُمُ اللهُ , وَلَا تُدْنُوهُمْ إِذْ أَقْصَاهُمُ اللهُ
, وَلا تَأْتَمِنُوهُمْ إِذْ خَوَّنَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " وصححه
الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (8/ 255)
وفي هذا كفاية لمن أراد أن {يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:
44] و{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [النازعات: 26] و { إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
} [ق: 37].
[11] - الاسلام في معترك الحاضري ص 28 ( عمر بهاء
الدين الأميري – طبعة دار الفتح ، بيروت عام 1968 .
[12] - العدد ( 324 ) من مجلة المجتمع الكويتية / 9
نوفمبر 1976 .
(1) العدد 2106 آخر ساعة ، 5 آذار 1975 من خطبة أمير
الحاج المصري لعام 1975 الوزير أحمد كمال وزير الري المصري .
[27] - الأخوة الزائفة 134
[28] - الأخوة الزائفة 150
0 التعليقات:
إرسال تعليق