موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

السبت، 20 أبريل 2013

أصل البلاء في الطاعة العمياء


أصل البلاء في الطاعة العمياء
رضوان محمود نموس
ركز الدعاة الربانيون والعلماء الصادقون في الإسلام على ربط المتعلم بالله تعالى والمنهج الإلهي, لا بالأشخاص ولا بالقادة, ومن يسعى لربط تلاميذه به فقط فهو من أشباه التتار المغول والطغاة.
لأن الأصل في الدعوة والتربية والتعليم مرضاة الله عز وجل, وربط المتعلم بمنهج الله, وأن تتركز الجهود على ربط الناس برب العالمين وصراطه المستقيم ومنهجه القويم.
جاء في صحيح البخاري (5/ 6) 3667  عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ، - ... فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ " فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُذِيقُكَ اللَّهُ المَوْتَتَيْنِ أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، وَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144 ولذلك جاء القرآن ليقرر هذه الحقيقة الأولية حقيقة التعلق بالمنهج ونبذ التعلق بالأشخاص ولو كانوا رسلاً. وكأنما أراد الله سبحانه أن يجعل ارتباط المسلمين بالله تعالى وبرسالته ومنهجه سبحانه مباشرة وأن يجعل عهدهم مع الله. {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 111] فالعهد مع الله تعالى والبيعة له سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 10]
فمسؤوليتهم في هذا العهد أمام الله بلا وسيط، حتى يستشعروا تبعيتهم المباشرة لله تعالى وكما كان القرآن يربي الصحابة والأمة من بعدهم على التعلق بالمنهج وذم التعلق بالأشخاص، كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يربط الصحابة بالمنهج.
فقد أورد الحاكم في مستدركه (1/ 172) 319 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "

وفي مسند أحمد (11/ 179) 6606  عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ، فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ» - قَالَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - «وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، أُوتِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ، وَعَلِمْتُ كَمْ خَزَنَةُ النَّارِ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَتُجُوِّزَ بِي، وَعُوفِيتُ، وَعُوفِيَتْ أُمَّتِي، فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ، فَإِذَا ذُهِبَ بِي، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ» فالربط بكتاب الله وسنة رسول الله وهما المنهج وليس بأشخاص ولا زعماء.
ولقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا الأمر جيداً جاء في  دلائل النبوة للبيهقي مخرجا (3/ 248)  عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا فُلَانُ، أَشَعَرْتَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُتِلَ؟ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ قُتِلَ فَقَدْ بَلَّغَ، فَقَاتِلُوا عَنْ دِينِكُمْ، فَنَزَلَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] الْآيَةَ
ومن أخطر المنزلقات في الدعوة والجهاد التعلق بالأشخاص وربط الحق بهم, بل محاكمة الحق إليهم بدلاً من محاكمتهم إلى الحق, إن عمر رضي الله عنه عزل خالد بن الوليد وهو سيف الله المسلول حتى لا يتسرب لعقول المسلمين أن النصر بسبب خالد ولم يؤثر ذلك على خالد لأنه مرتبط بالمنهج وليس بعمر.
وجاء في شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي قال ابن عباس: أوشكت السماء أن تمطر عليكم حجارة، أقول لكم: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!
بل أن أحد أهم أسباب انتشار الشرك والكفر والضلال والظلم والبغي والإجرام هو تقديس الأشخاص ثم طاعتهم الطاعة العمياء, لذا ركز الإسلام على مبدأ الطاعة الواعية المنضبطة بالمنهج الرباني طاعة بالمعروف وليس طاعة عمياء. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [النساء: 59]
وقال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ } [آل عمران: 32]
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} [الأنفال: 20]
وقال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } [النور: 54]
فأصل الطاعة مرتبطة بالمنهج. طاعة الله والرسول والرد إلى الله والرسول . ونهى الله عن طاعة المسرفين فقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء: 150 - 152]
وقال تعالى{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } [الكهف: 28]
وقال تعالى {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } [الأحزاب: 1]
وقال تعالى {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ } [القلم: 8]
وقال تعالى {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} [القلم: 10]
وقال تعالى {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24]
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } [آل عمران: 100]
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [آل عمران: 149]
وقال تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116]
وقال تعالى {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف: 54]
فبينت التوجيهات الإلهية أن الطاعة للمنهج الإلهي, وليست لمجرد أن يكون فلان قائداً أو زعيماً أو شيخاً أو ما شابه, لأن الناس غير معصومة, والطاعة المطلقة لغير الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم تورث الضلال والهلاك, لذا يندم هؤلاء المطيعون للسادة والكبراء في غير منهج الله ساعة لا ينفع الندم ووصفهم الله تعالى بقوله: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 67، 68]
وقال الله تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [الأحزاب: 66]
كما ركزت التوجيهات النبوية على ذات المعنى. فجاء في صحيح البخاري (4/ 49) 2955 عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» وجاء أيضاً في صحيح البخاري (9/ 63) 7144 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ»
وجاء أيضاً صحيح البخاري (9/ 88) 7257  عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا فَأَوْقَدَ نَارًا وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: «لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ»، وَقَالَ لِلْآخَرِينَ: «لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» وفي صحيح مسلم (3/ 1469) 38 - (1839) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ»
وفي سنن ابن ماجه (2/ 956) 2865 عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي، رِجَالٌ يُطْفِئُونَ السُّنَّةَ، وَيَعْمَلُونَ بِالْبِدْعَةِ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُهُمْ، كَيْفَ أَفْعَلُ؟ قَالَ: «تَسْأَلُنِي يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كَيْفَ تَفْعَلُ؟ لَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ» وقال الألباني صحيح.
وفي جامع معمر بن راشد (11/ 335) 20699 عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أَيُّمَا أَمِيرٍ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُمْ، فأَمَرَكُمْ بِغَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ فَلَا تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ»
وفي مسند أحمد ط الرسالة (2/ 318) 1065  عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا طَاعَةَ لِبَشَرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "
وفي مسند أحمد ط الرسالة (20/ 441) 13225  أَنَّ مُعَاذًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ لَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ، وَلَا يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ، فَمَا تَأْمُرُ فِي أَمْرِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا طَاعَةَ لِمَنْ لَمْ يُطِعِ اللهَ "
ولا تكون الطاعة في المعصية والمنكرات وأمثالها إلا إذا ضعف تعلُّق العبد بربه، وانحسر تحقيقه لعبودية الله تعالى فيتعلُّق قلبه بغير الله، فما كان لبشر أن يُستعبَد قلبه لبشر مثله إلا بسبب إخلاله بعبودية الله تعالى. فكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته لقضاء حاجته ودفع ضرورته، قويت عبوديته له وحريته مما سواه؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له، فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. وكل من علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك.
قال الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (10/ 598) [وَهَذَا مُطَابِقٌ لِهَذَا الْحَدِيثِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ عَبْدًا لِلَّهِ خَالِصًا مُخْلِصًا دِينَهُ لِلَّهِ كُلَّهُ حَتَّى لَا يَكُونَ عَبْدًا لِمَا سِوَاهُ وَلَا فِيهِ شُعْبَةٌ وَلَا أَدْنَى جُزْءٍ مِنْ عُبُودِيَّةِ مَا سِوَى اللَّهِ فَإِذَا كَانَ يُرْضِيهِ وَيُسْخِطُهُ غَيْرُ اللَّهِ فَهُوَ عَبْدٌ لِذَلِكَ الْغَيْرِ فَفِيهِ مِنْ الشِّرْكِ بِقَدْرِ مَحَبَّتِهِ، وَعِبَادَتُهُ لِذَلِكَ الْغَيْرِ زِيَادَةٌ. قَالَ " الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ " وَاَللَّهِ مَا صَدَقَ اللَّهَ فِي عُبُودِيَّتِهِ مَنْ لأحَدِ مِنْ الْمَخْلُوقِينَ عَلَيْهِ رَبَّانِيَّةٌ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نفيل:
أَرَبًّا وَاحِدًا أَمْ أَلْفُ رَبٍّ ... أَدِينُ إذَا تقّسَّمَت الْأُمُورُ ]
ولما أعرض قوم فرعون عن عبادة الله تعالى اشتغلوا بتأليه فرعون حتى صدَّقوه في دعواه {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات: 24] وما كان لفرعون أن يدعي ذلك لولا أن قومه خارجون عن عبادة الله تعالى فاستخفهم فأطاعوه.
والذي يطيع طاعة عمياء يزري بنفسه وعقله ويلحق شخصه بالبهائم بل كثير من البهائم لا تطيع بما فيه ضرر عليها, وإن تحرير العقل من رق تقديس الأشخاص إنما يكون بالرق لله وحده والارتباط بمنهجه وبالتفكر وإمعان النظر وتدبر التنزيل وعدم قبول الدعاوى إلا ببينة.
لذا فإن المجتمعات التي يعمها الجهل هي المرتع الخصب للطواغيت والمتألهين ولقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما جاء في جامع بيان العلم وفضله (1/ 145)
149 «النَّاسُ ثَلَاثٌ، فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَالْبَاقِي هَمَجٌ رِعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ»
وَقَالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ بْنُ هُبَيْرَةَ كما جاء في لوامع الأنوار البهية (2/ 465): إِنَّهُ مِنْ مَكَايِدِ الشَّيْطَانِ أَنْ يُقِيمَ أَوْثَانًا فِي الْمَعْنَى تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِثْلَ أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ، فَيَقُولُ: هَذَا لَيْسَ بِمَذْهَبِنَا تَقْلِيدًا لِمُعَظَّمٍ عِنْدَهُ قَدْ قَدَّمَهُ عَلَى الْحَقِّ.
بل هناك تلازم بين استبداد المتألهين وبين الجهل بالدين.
فالجهل يسبب الطاعة العمياء والاستجابة المطلقة للمتألهين؛ وإنما استكبر من استكبر من الفراعنة والجبابرة لأنهم وجدوا من الرّعاع من يسارع إلى إجابة أهوائهم وإطاعة نزواتهم دون بصر أو حذر فعتوا في الأرض وعلوا علواً كبيراً. وفساد الأديان يأتي من تزلف الأحبار والرهبان وعملهم على تأليه السلطان وحض الأتباع باسم الدين على طاعة أهل الطغيان.
إن الفراعنة والأباطرة وكفرة الصوفية وبعض قادة الأحزاب والجماعات المتأسلمة تألهوا؛ لأنهم وجدوا أتباعاً تسير بالركب دون وعي وتطيع دون فهم وتتعصب للقيادات أكثر مما تتعصب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } [البقرة: 165].
إن هؤلاء الأتباع الذين يطيعون قياداتهم في الضلال ألغوا وجودهم الأدبي والشرعي وتحولوا إلى مجرد أرقام يعبث بها طواغيتهم. من الأحبار والرهبان والشيوخ والسلاطين الذين يصدرون تعليمات ضالة مضلة تافهة مرذولة تهوي بمصدريها ومنفذيها إلى الجحيم فيقدمها الأتباع على وحي الله عز وجل.
بل حتى في مسائل النزاع لا يقدم سوى الحجة الأقوى ولا تعتبر الأضعف ولو تبناها السلطان قال الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/ 240) [وَأَمَّا إلْزَامُ السُّلْطَانِ فِي مَسَائِلِ النِّزَاعِ بِالْتِزَامِ قَوْلٍ بِلَا حُجَّةٍ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَهَذَا لَا يَجُوزُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُفِيدُ حُكْمُ حَاكِمٍ بِصِحَّةِ قَوْلٍ دُونَ قَوْلٍ فِي مِثْلِ ذَلِكَ، إلَّا إذَا كَانَ مَعَهُ حُجَّةٌ يَجِبُ الرُّجُوعُ إلَيْهَا فَيَكُونُ كَلَامُهُ قَبْلَ الْوِلَايَةِ وَبَعْدَهَا سَوَاءً]
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوى (3/ 245) لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَ أَحَدًا بِشَيْءِ وَلَا يَحْظُرَ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا بِلَا حُجَّةٍ خَاصَّةٍ، إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُبَلِّغُ عَنْ اللَّهِ. الَّذِي أَوْجَبَ عَلَى الْخَلْقِ طَاعَتَهُ فِيمَا أَدْرَكَتْهُ عُقُولُهُمْ وَمَا لَمْ تُدْرِكْهُ وَخَبَرُهُ مُصَدَّقٌ فِيمَا عَلِمْنَاهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْهُ وَأَمَّا غَيْرُهُ إذَا قَالَ هَذَا صَوَابٌ أَوْ خَطَأٌ فَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ ذَلِكَ بِمَا يَجِبُ بِهِ اتِّبَاعُهُ فَأَوَّلُ دَرَجَاتِ الْإِنْكَارِ أَنْ يَكُونَ الْمُنْكِرُ عَالِمًا بِمَا يُنْكِرُهُ وَمَا يَقْدِرُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَلَيْسَ لِأَحَدِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَائِنًا مَنْ كَانَ أَنْ يُبْطِلَ قَوْلًا أَوْ يُحَرِّمَ فِعْلًا إلَّا بِسُلْطَانِ الْحُجَّةِ وَإِلَّا كَانَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ: {إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إنْ فِي صُدُورِهِمْ إلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} وَقَالَ فِيهِ: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}
وما انتشرت الطواغيت وباضت وفرخت إلا بعصور الجهل التي أورثت الطاعة العمياء, ولن أتكلم عن طواغيت الحكومات التي كانت وما زالت تربي جنودها وموظفيها على طاعة الطاغوت طاعة أعمى من العمى, ففي الكليات العسكرية في جيوش الطاغوت التي المفروض بها أن تخرج قادة لحماية البلاد يأمرون الطالب المستجد أن يقول للمتقدم [ أقسم بالمتقدم العظيم , المتقدم العظيم ظل الله في الأرض يأمر فيطاع ولا مرد لأمره] ويأتي طالب متقدم ليقول لطالب مستجد قدم اسمك للجدار فينطلق المستجد ويحيي الجدار قائلاً: الطالب الضابط فلان الفلاني سيدي الجدار!!!! أو يمسك بصلة ويقول للمستجد ما هذه فيقول بصلة فيصيح به أنت أعمى هذه تفاحة فيقول آسف نعم هذه تفاحة فيقول كلها فيأكلها كما يأكل التفاح وعلى هذا فقس!!. ولن أكثر عن هؤلاء ولكن سأتكلم عمن يقولون عن أنفسهم أنهم شيوخ ودعاة.
وهذه أمثلة من دجل الصوفية عندما انتشر الجهل وبرزت الطاعة العمياء.
قال علي الخواص: [لا يكمل الرجل عندنا حتى يعلم حركات مريده في انتقاله في الأصلاب وهو نطفة، من يوم: ((أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)) [الأعراف:172]، إلى استقراره في الجنة أو في النار] الكبريت الأحمر هامش اليواقيت والجواهر: (2/3).

ومن (المنظومة على سفينة النجاة لأحمد زروق):

وملكت أرض الغرب طراً بأسرها ** وكل بلاد الشرق في طي قبضتي
وأبسط أرواحاً وأقبض أنفساً ** وأحيي قلوباً بعد موت القطيعة
وأقهر جباراً وأدحض ظالماً ** وأنصر مظلوماً بسلطان سطوتي
فكم كربة تجلى إذا ذكر اسمنا ** فنادِ أيا زروق آتي بسرعة
النفحة العلية في أوراد الشاذلية، (ص:27).

وقال الغزالي في الإحياء: [قيل لبعض العارفين إنك محب، فقال: لست محباً إنما أنا محبوب، والمحب متعوب، وقيل له أيضاً: الناس يقولون إنك واحد من السبعة فقال أنا كل السبعة (السبعة عند الصوفية مندوبوا الغوث أو القطب الذين يتصرفون بالأقطار السبعة والغوث يدبر أمر الدنيا كلها). وقيل له بلغنا أنك ترى الخضر عليه السلام، فتبسم وقال: ليس العجب ممن يرى الخضر ولكن العجب ممن يريد الخضر أن يراه فيحتجب عنه] إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي - (6 / 451).  [وحكي أن أبا تراب النخشبي كان معجباً ببعض المريدين فكان يدنيه ويقوم بمصالحه والمريد مشغول بعبادته ومواجدته فقال له أبو تراب يوماً: لو رأيت أبا يزيد فقال إني عنه مشغول فلما أكثر عليه أبو تراب من قوله لو رأيت أبا يزيد هاج وجد المريد فقال ويحك ما أصنع بأبي يزيد قد رأيت الله تعالى فأغناني عن أبي يزيد قال أبو تراب فهاج طبعي ولم أملك نفسي فقلت ويلك تغتر بالله عزَّ وجلَّ لو رأيت أبا يزيد مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين مرة قال فبهت الفتى من قوله وأنكره فقال وكيف ذلك قال له ويلك أما ترى الله تعالى عندك فيظهر لك على مقدارك وترى أبا يزيد عند الله قد ظهر له على مقداره فعرف ما قلت فقال احملني إليه فذكر قصة قال في آخرها فوقفنا على تل ننتظره ليخرج إلينا من الغيضة وكان يأوي إلى غيضة فيها سباع قال فمر بنا وقد قلب فروة على ظهره فقلت للفتى هذا أبو يزيد فانظر إليه فنظر إليه الفتى فصعق فحركناه فإذا هو ميت فتعاونا على دفنه] إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي - (6 /452).

ولما دخل الزنج البصرة، فقتلوا الأنفس، ونهبوا الأموال، اجتمع إلى سهل إخوانه فقالوا: لو سألت الله تعالى دفعهم فسكت، ثم قال: إن لله عبادا في هذه البلدة لو دعوا على الظالمين لم يصبح على وجه الأرض ظالم إلا مات في ليلة واحدة ولكن لا يفعلون، قيل: لم؟ قال: لأنهم لا يحبون ما لا يحب، ثم ذكر من إجابة الله تعالى أشياء لا يستطاع ذكرها حتى قال ولو سألوه أن لا يقيم الساعة لم يقمها] ثم يعلق الغزالي، فيقول: وهذه أمور ممكنة في أنفسها، فمن لم يحظ بشيء منها فلا ينبغي أن يخلو عن التصديق والإيمان بإمكانها، فإن القدرة واسعة، والفضل عميم، وعجائب الملك والملكوت كثيرة ومقدورات الله تعالى لا نهاية لها وفضله على عباده الذين اصطفى لا غاية له ولذلك كان أبو يزيد يقول إن أعطاك مناجاة موسى وروحانية عيسى وخلة إبراهيم فاطلب ما وراء ذلك، فإن عنده فوق ذلك أضعافاً مضاعفة، فإن سكنت إلى ذلك حجبك به، وهذا بلاء مثلهم ومن هو في مثل حالهم، لأنهم الأمثل فالأمثل...فأمثال هذه المكاشفات لا ينبغي أن ينكرها المؤمن لإفلاسه عن مثلها.] إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي - (6 / 453)

وينسبون إلى الجيلاني أنه قال في محادثة مباشرة مع الله: [قال الغوث الأعظم المستوحش عن غير الله، والمستأنس بالله، قال الله تعالى: يا غوث الأعظم قلت: لبيك يا رب الغوث، ثم قال لي: يا غوث الأعظم، الإنسان سري وأنا سره، لو عرف الإنسان منزلته عندي لقال في كل نفس من الأنفاس لمن الملك اليوم، ثم قال لي يا غوث الأعظم: ما أكل الإنسان شيئاً وما شرب وما قام وما قعد وما نطق وما صمت وما فعل فعلاً وما توجه لشيء وما غاب عن شيء إلا وأنا فيه ساكنه ومتحركه، ثم قال لي يا غوث الأعظم: جسم الإنسان ونفسه وقلبه وروحه وسمعه وبصره ويده ورجله ولسانه وكل ذلك ظهرت له نفس بنفس لا هو إلا أنا ولا أنا غيره.] الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية ص 4-5.

وقال شعراً:

ضريحي بيت الله من جاء زاره *** يهرول له يحظى بعز ورفعة
وسري سر الله سارٍ بخلقه *** فلذ بجنابي إن أردت مودتي
وأمري أمر الله إن قلت كن يكن ** وكل بأمر الله فاحكم بقدرتي
وشاهدت ما فوق السماوات كلها *** كذا العرش والكرسي في طي قبضتي
الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية
وقال النبهاني: [قال الشعراني في كتاب الأجوبة المرضية وذكر الشيخ محيي الدين في باب الحج من الفتوحات المكية: أن الكعبة كلمته، وكذلك الحجر الأسود، وأنها طافت به، ثم تلمذت له، وطلبت منه ترقيتها إلى مقامات في طريق القوم، فرقاها لها وناشدها أشعاراً وناشدته فراجعه، وحاشا أولياء الله أن يخبروا بخلاف الواقع والله أعلم] جامع كرامات الأولياء للنبهاني1/ 210.
وحتى يتم تذليل المريد تذليلًا كاملًا ويلغي عقله إلغاءً تامًا فإن شيخه يأمره بأوامر في غاية الغرابة بل فيها المعصية الواضحة والكفر الصريح امتحانًا لطاعته، ومعرفة من الشيخ هل بقي من المريد مسكة عقل، أو أثارة علم، أو بقية غيرة أو دين غير الدين الصوفي الباطني فبعضهم يأمرون مريدهم بإحضار زوجاتهم لشيوخهم ليختلي بهن فإن تلكأ أو شك في عفة الشيخ علم أنه غير صادق, وشيخ آخر يأمر تلاميذه ومريديه بما هو أقبح من ذلك, وهذه بعض حكاياتهم في هذا الصدد. التي ترشد إلى طاعة العميان هذا نموذج منها جاء في (الإبريز ص186)
 [يقول أحمد بن مبارك مبينًا كيف يكون المريد صادقًا مع شيخه مطيعًا له ولو أمره بقتل والديه يقول: " سمعت من الشيخ ـ رضي الله عنه.ـ قال كان لبعض المشايخ مريد صادق فأراد أن يمتحن صدقه يومًا فقال له يا فلان أتحبني قال نعم يا سيدي فقال أرأيت إن أمرتك أن تأتيني برأس أبيك أتطيعني فقال يا سيدي فكيف لا أطيعك ولكن الساعة ترى فذهب من حينه وكان ذلك بعد أن رقد الناس فتسور جدار دارهم وعلا فوق السطح ثم دخل على أبيه وأمه في منزلهما فوجد أباه يقضي حاجته من أمه فلم يمهله حتى يفرغ من حاجته ولكن برك عليه وهو فوق أمه فقطع رأسه وأتى به للشيخ وطرحه بين يديه فقال له ويحك أتيتني برأس أبيك فقال يا سيدي نعم أما هو هذا فقال ويحك إنما كنت مازحًا فقال له المريد أما أنا فكل كلامك عندي لا هزل فيه فقال له الشيخ ـ رضي الله عنه ـ انظر هل هو رأس أبيك فنظر المريد فإذا هو ليس برأس أبيه فقال له الشيخ رأس من هو فقال له رأس فلان العلج قال وكان أهل مدينتهم يتخذون العلوج كثيرًا بمنزلة العبيد السودانيين قال وكان أبوه غاب تلك الليلة فخانته زوجته في الفراش وواعدت عليه كافرًا ومكنته من نفسها وكوشف الشيخ (رضي الله عنه) بذلك فأرسل المريد ليقتله على الصفة السابقة ليمتحن صدقه فعلم أنه جبل من الجبال فكان وارث سره والمستولي بعده على فتحه والله الموفق ". نقلاً عن الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة (ص: 331)
وليس بعيداً عن هذا تصرفات جماعة الإخوان المسلمين
فعندما ذهبوا لتأييد الخميني عام 1979 وناقشتهم في كفر الخميني رفعوا الفيتو بقولهم (عصام لا يخطئ ) أي عصام العطار!
 أما الإخوان الدوليين فأمروا أتباعهم في العراق بقتال المجاهدين تلبية لرغبة أمريكا فشكلوا الصحوات وبدؤوا بقتال المجاهدين الذين يدافعون عن الدين.
وفي فلسطين أمروا أتباعهم بقتال السلفيين تلبية لطلب أمريكا فاقتحموا مسجد ابن تيمية وقتلوا المصلين السلفيين داخل المسجد.
وفي اليمن شكلوا المجالس المحلية بناءً على طلب أمريكا وقاتلوا المجاهدين الذين يقاومون الأمريكان.
وفي الصومال قاتلوا المجاهدين بناءً على طلب أمريكا.
وفي الجزائر تحالف نحناحهم مع جيش الطاغوت ضد المسلمين وقال قولته المشهورة: مدافع الجيش أحب إلينا من أفواه الإنقاذيين.
وفي سوريا تحالفوا مع الشيوعيين والدروز والعلمانيين والنصيريين عام 1982 والأتباع تمشي دون تفكير كالقطيع.
ثم تحالفوا مع عبد الحليم خدام أجير طاغوت سوريا لمدة 40 عاماً.
وأصدر رئيس مجلس الشورى عنهم بياناً يؤيد ويتمسك بما يتمسك به النصيريون الزنادقة فقال: في [وقفات مع البيان الختامي لجبهة الخلاص الوطني 21-8-2006
 د. منير محمد الغضبان - عضو الهيئة التأسيسية لجبهة الخلاص الوطني
وقالت الجبهة في هذا الصدد: (وإن جبهة الخلاص الوطني تتمسك بما يتمسك به العلويون أنفسهم من انتماء وطني وإسلامي ..) والإخوان المسلمون الذين وقعوا على هذه الجملة في البيان مؤمنون بما وقعوا عليه وملتزمون به وهو من قواعدهم الثابتة وفكرهم الأصيل:
واعتبر البيان الختامي للمؤتمر أن (حزب البعث العربي الاشتراكي أحد ضحايا النظام .. ولذلك فإن جبهة الخلاص الوطني تدعو البعثيين للانضمام إلى جماهير الشعب لتحقيق خلاص سورية من نظام فاسد مستبد].
ثم كتب مقالاً في 21/9/2010 ونشر في موقع الشرق العربي وبانوراما سوريا وأهداه إلى ميشيل كيلو عنونه بقوله: ( تحية إلى النجاشي الجديد..مهداة إلى الأخ ميشيل كيلو) النصراني الكافر.
وقال في مقال على صفحة إعلان دمشق بتاريخ 16/3/2011 بعنوان :  يا قادة المعارضة.. أمامكم الرموز الثلاثة..  [وهاهو القائد المناضل الثالث رياض الترك يخاطب شعبه قائلا: لقد ولى زمن السكوت.لن تبقى سورية مملكة الصمت] ورياض الترك هو الأمين العام للحزب الشيوعي .
ثم شكلوا مع المرتدين مجلساً بزعامة النصراني جورج صبرا ولكن الأتباع تابعوا مسيرهم كالأنعام.
ما كان هذا ليكون لو كان هناك علم شرعي وطاعة واعية ولكنه الجهل والضلال الذي أورث الطاعة العمياء.
قال الربيع بن أنس: قلت لأبي العالية: (كيف كانت تلك الربوبية في بني إسرائيل؟ قال: كانت الربوبية أنهم وجدوا في كتاب الله ما أمروا به ونهوا عنه، فقالوا: لن نسبق أحبارنا بشيء، فما أمرونا به ائتمرنا وما نهونا عنه انتهينا لقولهم، فاستنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، فقد بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن عبادتهم إنما كانت في تحليل الحرام وتحريم الحلال، لا أنهم صَلُّوا لهم وصاموا لهم ودعوهم من دون الله، فهذه عبادة للرجال ..لذلك فمن أطاع العلماء والأمراء فيما فيه معصية لله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله عز وجل، وهذا شرك وعبادة لهم من دون الله، وأي ذنب أكبر من أن يتخذ الإنسان الآخر ربًّا مُشَرِّعًا يطيعه في معصية الله، ويحرم عليه ما أحلّ الله له. والطاعة في المعصية طاعة للطاغوت، وقد أُمِرنا بالكفر به] الموسوعة العقدية - الدرر السنية (8/ 85)
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28/ 201) [فَالْمَعْبُودُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إذَا لَمْ يَكُنْ كَارِهًا لِذَلِكَ: طَاغُوتٌ؛ وَلِهَذَا سَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَصْنَامَ طَوَاغِيتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ لَمَّا قَالَ: {وَيَتَّبِعُ مَنْ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ} . وَالْمُطَاعُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَالْمُطَاعُ فِي اتِّبَاعِ غَيْرِ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ - سَوَاءٌ كَانَ مَقْبُولًا خَبَرُهُ الْمُخَالِفُ لِكِتَابِ اللَّهِ أَوْ مُطَاعًا أَمْرُهُ الْمُخَالِفُ لِأَمْرِ اللَّهِ - هُوَ طَاغُوتٌ؛ وَلِهَذَا سُمِّيَ مَنْ تُحُوكِمَ إلَيْهِ مَنْ حَاكَمَ بِغَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ طَاغُوتٌ وَسَمَّى اللَّهُ فِرْعَوْنَ وَعَادًا طُغَاةً وَقَالَ فِي صَيْحَةِ ثَمُودَ: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} . فَمَنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُوَالِيًا لِلْكُفَّارِ: مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَوْ أَهْلِ الْكِتَابِ بِبَعْضِ أَنْوَاعِ الْمُوَالَاةِ وَنَحْوِهَا: مِثْلَ إتْيَانِهِ أَهْلَ الْبَاطِلِ وَاتِّبَاعِهِمْ فِي شَيْءٍ مِنْ مَقَالِهِمْ وَفِعَالِهِمْ الْبَاطِلَ: كَانَ لَهُ مِنْ الذَّمِّ وَالْعِقَابِ وَالنِّفَاقِ بِحَسَبِ ذَلِكَ؛ وَذَلِكَ مِثْلُ مُتَابَعَتِهِمْ فِي آرَائِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ؛ كَنَحْوِ أَقْوَالِ الصَّابِئَةِ وَأَفْعَالِهِمْ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ وَنَحْوِهِمْ الْمُخَالَفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ وَنَحْوِ أَقْوَالِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَأَفْعَالِهِمْ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ وَنَحْوِ أَقْوَالِ الْمَجُوسِ وَالْمُشْرِكِينَ وَأَفْعَالِهِمْ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَمَنْ تَوَلَّى أَمْوَاتَهُمْ أَوْ أَحْيَاءَهُمْ بِالْمَحَبَّةِ وَالتَّعْظِيمِ وَالْمُوَافَقَةِ فَهُوَ مِنْهُمْ؛ كَاَلَّذِينَ وَافَقُوا أَعْدَاءَ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ]
وهاهم الإخوان وأتباعهم يطيعون الكفار في تبني الديمقراطية والدولة الحديثة والدولة المدنية والمواطنة والالتزام بالشرعة الدولية.
ويعلق الأستاذ أحمد شاكر رحمه الله على حديث: ((السمع والطاعة على المرء فيما أحب وكره ... إلخ)) بقوله: ( ... ثم قَيَّد هذا الواجب - واجب الطاعة - بقيد صحيح دقيق، يجعل للمكلف الحق في تقدير ما كلف به، فإن أَمَرَه من له الأمر عليه بمعصية فلا سمع ولا طاعة، لا يجوز له أن يعصي الله بطاعة المخلوق، فإن فعل كان عليه من الإثم ما كان على من أمره، لا يعذر عند الله بأنه أتى هذه المعصية بأمر غيره، فإنه مكلَّف مسئول عن عمله، شأنه شأن آمره سواء.
ومن المفهوم بداهة أن المعصية التي يجب على المأمور ألا يطيع فيها الآمر هي المعصية الصريحة التي يدلّ الكتاب والسنة على تحريمها، لا المعصية التي يتأوّل فيها المأمور ويتحايل حتى يوهم نفسه أنه إنما امتنع لأنه أمر بمعصية مغالطة لنفسه ولغيره) انظر: حاشية المسند (6/ 301) لأحمد شاكر.
فهذا ردٌّ على الذين يرتكبون المعاصي بحجة أنهم قد أُمروا بها، فيقولون الإثم على من أمرنا لا علينا، والحق أن الإِثم على الآمر وعلى الفاعل، وكل ما سبق من أحاديث وأقوال للعلماء ردٌّ على زعمهم ومخادعتهم أنفسهم.
ويقول محمد الغزالي الجبلي انتقاداً لطاعة الإخوان لقياداتهم الطاعة العمياء: في كتابه من معالم الحق 154  [أما الطاعة العمياء لا لشيء إلا لأن القائد أمر ? وأمره واجب الإنفاذ ? فذلك منكر كبير وجهالة فاحشة لا يقرها شرع ولا عقل. ...والثقة خصوصا في أهل الدين تغرس حسن الظن فيما يأتون ويذرون ? وتجعل المرء يتلقى توجيههم بالقبول الحسن فهو ينزل عنده مطمئنا إلى أنه يطيع في المعروف. ونحن لا نلوم إنسانا على نقاوة صدره وليونة طبعه ? ولكن المؤمن لا يأذن لأحد أن يستغل هذه الصفات النبيلة فيه ليجعل منه شخصا طائش القياد ضرير العين والقلب. وفساد الأديان الأولى جاء من طراوة الأتباع في أيدي رؤسائهم وتحولهم مع مبدأ السمع والطاعة إلى أذناب مسيرة ? لا فكر لها ولا رأي.
وقد رأيت جمعا غفيرا من شباب المسلمين ينظرون إلى قائدهم نظرة يجب أن تدرس وأن تحذر. قال أحدهم : "القائد لا يخطئ" ...
وقال قائل: "إن الإيمان بالقائد جزء من الإيمان بالدعوة ". ثم أضاف: " ألا ترى أن الله ضم الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بذاته جل شأنه ؟ ذلك أن المظهر العملي للطاعة والأسوة هو في اتباع القائد اتباعا مطلقا "...! !
بل يجب أن نبحث عن الحق ? ونجتهد في الوصول إليه ? فإذا عرفناه عرفنا الرجال على ضوئه
وصادقناهم أو خاصمناهم على أساسه. إن المسلم الصادق هو الذي يعرف الرجال بالحق ?
أما أولئك الذين يعرفون الحق بالرجال ويثقون في أي كلام يلقى إليهم لأنه صادر عن فلان أ و
فلان ? فهم أبعد الناس من فهم الإسلام ?
وافقه أيها المسلم كلمة الإمام مالك ابن أنس : " كل امرئ يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا المقام " “يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم “.
فاعلم أن الإسلام بني على الوضوح والثقة والتعقل. “ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين”. “ إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون”. فارفض الغموض في رسالتك واحذر قبول الريبة باسم السمع والطاعة. .. فإن التسليم للأوهام بعض الطقوس الماسونية في هذا العصر ? وبعض طقوس الكنيسة في العصور الوسطى المظلمة. أما الإسلام فبريء من هذه المسالك]
ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن كل آمر بخلاف شريعة الله فهو طاغوت وكل من يطيعه في هذا فهو عابد للطاغوت، قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 257]
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } [النساء: 60]
وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76]
وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } [النحل: 36]
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ } [الزمر: 17].

2 التعليقات:

بارك الله فيك وفيما كتبت ...لقد قرأت ما كنت أفكر فيه، فحال الأمة اليوم هو الطاعة العمياء لمن تسموا بالشيوخ والعلماء وجعلهم وسطاء بين العباد وربهم.
اسأل الله العظيم القادر أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يزيل عرش الطواغيت.

بارك الله فيك وفيما كتبت ...لقد قرأت ما كنت أفكر فيه، فحال الأمة اليوم هو الطاعة العمياء لمن تسموا بالشيوخ والعلماء وجعلهم وسطاء بين العباد وربهم.
اسأل الله العظيم القادر أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يزيل عرش الطواغيت.

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.