معاذ الخطيب
والدعوة للحوار
رضوان محمود
نموس
لم تكن دعوة
معاذ الخطيب للحوار مع نظام الزنادقة المجرم مفاجئة أبداً, فالرجل جيء به أصلاً
لعدة مهمات أبرزها هذه المهمة.ولنعرف الرجل بوضوح ودون رتوش ومداهنات؛ علينا أن
نعرف من أتى به من المجهول, وجعله زعيماً للائتلاف.
فكل
المتابعين للشأن السوري يعلمون أن معاذاً أتت به أمريكا.
(وقل لي من
وظفك أقل لك من أنت).
وحسب مجلة فورن بوليسي
الأمريكية الشهيرة. فقد نشرت يوم 30 أكتوبر 2012 مقالاً
بعنوان: إدارة أوباما تعمل لإطلاق مجلس جديد للمعارضة السورية.
وقال جوش روغن كاتب المقال: فقد تدخلت (وزارة الخارجية الأمريكية)
مؤخراً بقوة في صياغة المجلس الجديد
وقال المسؤول الأمريكي: “علينا أن نجعل (المعارضة الداخلية) تبارك هيكل القيادة السياسية الجديدة التي يجري تأسيسها،
وقال المسؤول الأمريكي: “علينا أن نجعل (المعارضة الداخلية) تبارك هيكل القيادة السياسية الجديدة التي يجري تأسيسها،
وفي واشنطن قال مساعد المتحدث
باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن الولايات المتحدة تعتبر الائتلاف الوطني
السوري "ممثلا شرعيا" للشعب السوري.
وأمريكا لم
تأت به حباً بلحيته ولا بمذهبه القائم أفكار غاندي ولا لأنه كان خطيباً وموظفاً
عند بشار الأسد, بل أتت به لتنفيذ أجندة محددة, وكنت قد كتبت عن هذا في حينه
ومن هذه
الأجندة
1-
تشكيل قوة عسكرية لحرب
المجاهدين (جبهة النصرة وشقيقاتها في الجهاد)
2-
التفاوض مع نظام الزنادقة
لتشكيل حكومة مختلطة يهيمن عليها العلمانيون المرتدون وتنفذ الأجندة الأمريكية.
3-
إبعاد المجلس لأن فيه نسبة
كبيرو ممن أصولهم من المسلمين السنة بغض النظر عن انحرافاتهم وضلالهم.
4-
إسكات صوت الجهاد الإسلامي من
خلال رجل فلسفته في الحياة محاربة الجهاد.
ولعلم بقية
المعارضة وخاصة المجلس بمهمة معاذ القادمة؛ لم يدخلوا في الائتلاف إلا بعد اشتراط
عدم مفاوضة النظام؛ والذي وقع عليه معاذ ورفع اللاءات الأربعة
لا تفاوض مع بشار الأسد.
لا تفاوض مع بشار الأسد.
لا تعويل
على مهمة الأخضر الإبراهيمي.
لا للذهاب إلى طهران أو موسكو.
لا لتولي أي منصب في الحكومة الانتقالية أو
المؤقتة.
ظناً منه أن فعله هذا انحناء للعاصفة وسيتم تدجين الناس لقبول أجندته بالتفاوض وكان عملاً أمريكياً متناسقاً بقصد التدجين :
ظناً منه أن فعله هذا انحناء للعاصفة وسيتم تدجين الناس لقبول أجندته بالتفاوض وكان عملاً أمريكياً متناسقاً بقصد التدجين :
- النظام
يرتكب مزيداً من المجازر.
- الأخضر
مندوب الأمم الأمريكية يقول الحل السياسي أو الجحيم.
- منع
المساعدات العسكرية واللوجستية عن المجاهدين.
- إجبار
الدول العربية وتركيا التي كانت تساعد على النوم الإجباري.
- تصريحات
حكام بعض الدول العربية عن خطورة الجهاد في سوريا.
- هجوم
إعلامي علماني ومأجور بضرورة الحل السياسي.
كل هذا كان بمثابة القصف الجوي والمدفعي تمهيداً
لضربة معاذ؛ وتفجير قنبلته بالحوار, تلاها امتداح الإعلام والقوادة السياسية لمعاذ
على واقعيته وحسه السياسي.
وكانت شرط
الحوار شروطاً هشة متناسبة تماما مع شخصية معاذ؛ إن كان هو صاحب الاقتراح أو أن دوره
كان القراءة فقط.
إن هذا
الاقتراح بالتفاوض والمرفوض من سائر المجاهدين, ربما يكون له دور إيجابي فعال إلا
وهو تمييز الصفوف تمهيداً للمعركة الإسلامية الفاصلة.
قال الله
تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ
الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ
الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ
يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ
تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ
بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ} [آل عمران: 179، 180]
هذه الدعوة
ربما تؤدي إلى فصل الخبيث عن الطيب وتكون بمثابة النهر الذي امتحن الله به بني
إسرائيل في معركتهم الفاصلة مع الطاغية جالوت.
قال الله
تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ
بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ
مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا
قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا
لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا
لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ
أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ
بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ
وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} [البقرة: 249 - 251]
فهذه الدعوة
ربما تقسم الناس إلى فئات, فأناس يشربون منها وينفصلون عن جسد الجهاد, ويشكلون
غفلات على الطريقة الأمريكية العراقية.
وأناس
يستسلمون ويقولون لا طاقة لنا بمحور الكفر الصليبي المجوسي الرافضي بمباركة طواغيت
العرب, ويخضعون ويتزلفون ويتسابقون للمحطات الفضائية؛ يتبرؤون فيها من المجاهدين
والفكر الإسلامي الشمولي, ويعمِّدون أنفسهم بنهر الدنس الديمقراطي الأمريكي علَّ
أمريكا والكفر يرضى عنهم.
والقسم
الثالث الذي قال: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ
اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ
وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا
وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 249، 250]
وإن شاء
الله تكون الغلبة لهم ويصبح مصيرهم كمصير داود عليه السلام كما قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ
بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ
وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ } [البقرة: 251]
وأظن أن
المجاهدين لا يهمهم ما تقوله معارضة الخارج, لأنهم صلوا عليها أربعاً دون ركوع
وسجود منذ زمن برهان غليون.
والاعتماد
الوحيد هو على الله, والثقة بالله مطلقة, فهو وعد عباده النصر ولن يخلف وعده.
قال الله
تعالى: { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]
وقال الله
تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ
أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرً} [الطلاق: 3]
0 التعليقات:
إرسال تعليق