هذا هو
الدواء
رضوان محمود نموس
واضح للعيان أن الأمة تعاني من منظومة
مرضية؛ أخذ بعض أفرادها بعناق بعض, مرض في العقيدة؛ أورث مرضاً في السياسة, ومرضاً
في الاجتماع. ومرض في الفقه؛ أورث أمراضاً, حتى غدت مجموعة هذه الأمراض تشكل
منظومة مترابطة متعاونة على تدمير كيان الأمة وتفتيته من الداخل؛ بحيث لا يقوى على
مواجهة أي عارض.
هذه المنظومة المرضية لها ظواهر بيّنة,
مثل حياة الظلم والهوان, حياة الرخص والنسيان, شعوب مسلمة بلا وزن أو فاعلية, شعوب
تحيى واقعاً مشبعاً بالقهر, مفعماً بالذل, يعيشه كل مسلم حيّ بجوارحه, ويحسه مع
الخبز والماء والهواء, ويراه في العمل والشارع والمطار, وفي العيون الواجمة, وفي
كل زاوية من كيان هذه الأمة التي تعيش "دياسبورا" تكاد لا تنتهي, فلا عقيدة
يحيونها, ولا حرية يتنفسونها, ولا عزة يتذوقونها, بل خسف وضيم, وتعذيب وتشريد
واضطهاد.
مئات الملايين من المسلمين ليس لهم من
دنياهم إذا أكرموا إلا ما يملأ البطون, وشريعة الله مبعدة, وعباده مضطهدون,
والباطل يختال غروراً, والكفر سافر يعربد.
إنه بلاء يحل على العباد الذين حجبوا
النور عن عقولهم وآثروا العيش في الظلام.
وهنا لا بد من التنويه أن هذا التوصيف
هو الغالب ولا يستغرق جميع الأمة فبحمد الله يوجد عصابة قائمة على الحق تقدم
نموذجاً للأصحاء.
عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " زُوِيَتْ لِي الْأَرْضُ حَتَّى رَأَيْتُ
مَشَارِقَهَا، وَمَغَارِبَهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ، الْأَصْفَرَ أَوِ
الْأَحْمَرَ، وَالْأَبْيَضَ، يَعْنِي الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَقِيلَ لِي: إِنَّ
مُلْكَكَ إِلَى حَيْثُ زُوِيَ لَكَ، ... وَإِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَى
أُمَّتِي أَئِمَّةً مُضِلِّينَ، وَسَتَعْبُدُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي
الْأَوْثَانَ، وَسَتَلْحَقُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَإِنَّ
بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ دَجَّالِينَ كَذَّابِينَ، قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ
يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى
الْحَقِّ مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: لَمَّا فَرَغَ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: «مَا أَهْوَلَهُ»
سنن ابن ماجه (2/ 1304) 3952[حكم الألباني] صحيح.
وهذه الطائفة هي التي استضاءت بنور
الله وجاهدت في سبيل الله فعن عقبة قال َسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ
عَلَى أَمْرِ اللهِ، قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ،
حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ»، صحيح مسلم (3/ 1524) 176 - (1924)
ودواء الأمة المريضة موجود ومبذول لكل
من يريده, ولكن كثير من الناس أعرضوا عن الدواء, أو زهدوا به وفضلوا عيش المرض
الذي ألفهم وألفوه, فالدواء هو نور الله وهديه ووحيه وكتابه
قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ
(15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة: 15، 16]
وقال الله
تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
} [إبراهيم: 1]
وقال الله
تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[الحديد: 9]
ولكن الكثرة
الكاثرة أعرضت عن هذا النور والهدى والشفاء فماتت قلوبها, وألفت الهوان والظلمة,
قال الله تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا
يَسْمَعُونَ} [فصلت: 3، 4]
وهؤلاء
المعرضون يعيشون في ضنك وذل، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي
فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:
124]
وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ
فَأَعْرَضَ عَنْهَا } [الكهف: 57]
إن الدواء
الناجع والعقار النافع لكل أمراض الأمة بيّنه لنا ربنا سبحانه فقال تعالى: {يَا
أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا
فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }
[يونس: 57، 58] وقال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}
[الإسراء: 82]
فإن الله تعالى
أخبر بأن القرآن شفاء، وعمم الشفاء ليشمل كل مرض.
وهذا الدواء
حتى يكون نافعاً لابد أن يصادف مكاناً ملائماً، وكثير من الأطباء الجسمانيين يوصون
مرضاهم قبل تناول الدواء أن يجروا عملية تفريغ للمعدة والأمعاء ليخرج الفاسد الذي
فيها ويدخل الدواء على بيئة نظيفة فيفعل فعله بإذن ربه. أما إذا لم يحصل التفريغ
فيختلط الدواء بما يعاكسه ولا تأتي النتيجة المطلوبة.
وكذلك دواء
الأرواح والعقول والسياسة والاجتماع, فلا بد قبل تناول الدواء من تهيئة المكان
باستفراغ العقائد الضلالية والأفكار المنحرفة, والاقتناع بجدوى الدواء وفاعليته,
وتصديق الله فيما يقول؛ وليس على مبدأ التجريب. قال الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}
[البقرة: 256] فقدم قبل الإيمان بالله الكفر بالطاغوت ليدخل الإيمان على بيئة
نظيفة ليس فيها أثر للطواغيت؛ لذا نرى أن الله تعالى قال إن هذا الدواء ينفع المؤمنين
قال الله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}
[البقرة: 2]
وقال الله
تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ
مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت: 44]
وقال الله
تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ
وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } [الأنعام: 104]
وضرب لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً ,فقال صلى الله عليه وسلم كما رواه عنه أبو
مُوسَى،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي
اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ
أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الكَلَأَ وَالعُشْبَ
الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ
بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً
أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلَأً،
فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ
بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ
يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» صحيح البخاري (1/ 27) 79
إذا لا بد
للدواء من آذان صاغية, وقلوب واعية لتتم الفائدة.
ويؤخذ من
هذه الآيات أن الاستشفاء به يختص بالمؤمنين العاملين به، المصدقين بأنه كلام الله،
الموقنين بما فيه, وأن ذلك يستلزم اعتقادهم صحة التداوي به، واطمئنان قلوبهم إليه.
قال ـ تعالى
ـ: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى: 52] ،
والروح هي سر الحياة، ولا حياة للمسلمين في أي زمان ومكان بدون هذه الروح, والجسد
إذا فقد الروح يصبح شلواً لا قيمة له كما هي الأمة الآن.
وقال تعالى
ـ: {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] أقوم في
السياسة, أقوم في الاقتصاد, أقوم في الاجتماع, أقوم في العزة, أقوم في المنعة, أقوم
في الصناعة, أقوم في التجارة, أقوم في العلم, أقوم في كل شيء, نور في كل شيء, هدى
في كل شيء, شفاء من كل داء.
وعندما نرى
الأمة مريضة في كل ما ذكر, والكتاب دواء لكل ما ذكر, فالسبب أوضح من الشمس؛ وهو أن
الأمة أعرضت عن هذا النور وتركته وراءها ظهريا, ولقد شكا رسول الله صلى الله عليه
وسلم من هذا فقال كما أنبأنا تعالى : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي
اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30]
وهجر القرآن
يشمل ترك تلاوته, وترك العمل بأحكامه, وترك الحكم به والتحاكم إليه, وترك تقديره
واحترامه, وترك الاستشفاء به, وعدم الانتفاع به، وعدم وجود الحرج عند مخالفة
المسلم شيئاً منه, وترك تدبره وتفهمه من هجرانه. قاله ابن كثير. قال الله تعالى: {أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا
فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
أَقْفَالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ
مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ
سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26)
فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ
وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ
وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} [محمد: 24 - 29]
بل ربما يصل
الأمر كحال يهود عندما قال عنهم ربنا سبحانه وتعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا
التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}
[الجمعة: 5].
فعاب سبحانه
وتعالى على بني إسرائيل جهلهم بكتابهم، ومخالفتهم له، ولم يكتف منهم بمجرد قراءته.
ولقد قال
العلماء: وهجر القرآن على أقسام ثلاثة: هجر تلاوته، وهجر سماعه، وهجر تطبيقه
والعمل به، فمنا من يتلو ولا يعمل بالقرآن، ومنا من يسمع ولا يعمل به، ومنا من
يعمل فلا يتلو ولا يقرأ، وهذا أيضاً من الهجران للقرآن، فنحن نعتبر بهذا الكلام،
فنقرأ القرآن، فلا نهجر قراءته، ونسمعه فلا نهجر سماعه، وأيضاً نطبقه على أنفسنا
وعلى أهلينا، وعلى مجتمعاتنا، حتى يرضى الله عنا فلا نهجره تطبيقاً وعملاً.
قال الإمام
ابن تيمية:{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا
الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ
الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا } [الفرقان: 30، 31] فَبَيَّنَ
أَنَّ مَنْ هَجَرَ الْقُرْآنَ فَهُوَ مِنْ أَعْدَاءِ الرَّسُولِ وَأَنَّ هَذِهِ
الْعَدَاوَةَ أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْهُ وَلَا مَفَرَّ عَنْهُ أَلَا تَرَى إلَى
قَوْله تَعَالَى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا
لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}] مجموع الفتاوى (4/ 106)
فَكُلُّ
مَنْ خَرَجَ عَنْ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ فَهُوَ ظَالِمٌ.
وقال ابن القيم: [{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا
هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} وَكَذَلِكَ الحرج الَّذِي فِي الصُّدُور مِنْهُ
فَإِنَّهُ تَارَة يكون حرجا من إنزاله وَكَونه حَقًا من عِنْد الله, وَتارَة يكون
من جِهَة التكلم بِهِ أَو كَونه مخلوقا من بعض مخلوقاته ألهم غَيره أَن تكلم بِهِ,
وَتارَة يكون من جِهَة كِفَايَته وَعدمهَا وَأَنه لَا يَكْفِي الْعباد بل هم
محتاجون مَعَه إِلَى المعقولات والأقيسة أَو الآراء أَو السياسات, وَتارَة يكون من
جِهَة دلَالَته وَمَا أُرِيد بِهِ حقائقه المفهومة مِنْهُ عِنْد الْخطاب؛ أَو
أُرِيد بِهِ تَأْوِيلهَا وإخراجها عَن حقائقها إِلَى تأويلات مستكرهة مُشْتَركَة,
وَتارَة يكون من جِهَة كَون تِلْكَ الْحَقَائِق وَإِن كَانَت مُرَادة فَهِيَ
ثَابِتَة فِي نفس الْأَمر, أَو أوهم أَنَّهَا مُرَادة لضرب الْمصلحَة, فَكل
هَؤُلَاءِ فِي صُدُورهمْ حرج من الْقُرْآن وهم يعلمُونَ ذَلِك من نُفُوسهم ويجدونه
فِي صُدُورهمْ وَلَا تَجِد مبتدعا فِي دينه قطّ إِلَّا وَفِي قلبه حرج من الْآيَات
الَّتِي تخَالف بدعته, كَمَا أنك لَا تَجِد ظَالِما فَاجِرًا إِلَّا وَفِي صَدره
حرج من الْآيَات الَّتِي تحول بَينه وَبَين إِرَادَته فَتدبر هَذَا لِمَعْنى ثمَّ
ارْض لنَفسك بِمَا تشَاء] الفوائد لابن القيم (ص: 82)
إن العاقل
لَيدرك أن عدم حياة الأمة بالقرآن اليوم؛ وهو الذي حييت به من قبل, فرفع شأنها, وأعلى مقامها, وجعلها سيدة الأمم, هو موجود الآن كما
أنزل, وإذا أرادت الأمة أن تتبوأ المكان اللائق بأمة تحمل هذا الكتاب؛ فما عليها
إلا الإقبال عليه وفهمه وتدبره والعمل بمقتضاه, وليس الخجل من مقرراته ومحاولة
التنصل منها أمام الهجمات الشرسة التي يشنها الكفار.
إن إخلال
الأمة بتمسكها بكتاب الله, بل تعمد هجره وتنحيته عن الحياة, وخاصة من قبل من
يزعمون الإسلام فيتبجحون علناً أنهم لن يطبقوا شريعة القرآن, ويظنون هذا تقدمية,
بل ربما ينطبق عليهم قول ربنا: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ
يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا
وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} [الكهف: 103 - 106]
لقد مرت
بالأمة تجربة عملية رائدة, فعاشت بهذا القرآن فشفيت من كل أمراضها الجاهلية, وسادت
الدنيا, والدواء الآن موجود, فهل من مقبل عليه, هل من مستشف به لتعود له الحياة
ويعود السؤدد للأمة.
فإذا كان
حال السلف الصالح من هذه الأمة مع القرآن يتمثل في صدق الإقبال عليه بالقراءة
والتدبر والفهم، والتبصر والاهتداء وجعله منهجاً للحياة، فإن حال الخلف اليوم مزرية
يتقممون من الكفار مناهجاً وأسساً ونظريات؛ جعلوها منهج حياة وقدموها على كتاب
الله وهديه, فهذا ينادي بالديمقراطية, وآخر يصيح بالدولة المدنية, وثالث
بالاشتراكية, ثم يجد هؤلاء الغوغاء من يقول لهم من أبناء الحركات الإسلامية, وهيئات
الإفتاء للقنوات الفضائية,كل ما تقولونه صحيح حلال بلال زلال, ويستمر التيه
والإدلاج في الظلمات. ومن هنا فإن عودة الحياة الحقة للمسلمين، حياة العزة
والكرامة، والقيادة والريادة للإنسانية وإنقاذها مما تردت فيه, والاستخلاف في
الأرض, والشهادة على الناس أجمعين، وإنقاذهم من براثن الشيطان, لا تتم إلا بعودة
المسلمين عودة نصوحاً للقرآن الكريم؛ منهاجاً وفهماً ودستوراً؛ فهذه العودة وحدها
فقط هي الكفيلة ببعث الحياة من جديد في جسم الأمة المسلمة، وأي عودة لأي شيء آخر
غير القرآن فإنما هي عودة إلى الاستمرار في الضياع بل الموت.
وحتى تكون
عودة المسلمين إلى القرآن عودة راشدة فاعلة، لا بد من إنزال القرآن منزلته من أنه
هو شفاء الأمة ومنهجها ورائدها, واستحضار عظمة الله تعالى؛ الذي أنزل هذا الكتاب
وارتضاه رسالة خاتمة لعباده. ووسيلة لمعرفة ما يريد الله منا، وكيفية عبادته تبارك
وتعالى، ومعرفة ما أنزل الله إلينا، لأنه وهو أساس التشريع الذي يجب على العباد أن
يتدبروه، ويلتزموا بأمره، ويجتنبوا نواهيه ليحققوا عبادة الله تعالى، قال الله
تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى
وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]
ولكن
جماعة تدعي أنها إسلامية قالت في مشروعها السياسي: [وأن تعطيل العقول بدعوى المحافظة على النصوص قصور لا تحتمله مسؤولية العمل الجاد لرعاية
مصالح الناس] ثم يدعون بناءً على عقولهم بل أهوائهم إلى المواطنة
والتعددية والديمقراطية والدولة المدنية, والمجاهرة بعدم النية على تطبيق الشريعة
التي جاء بها كتاب الله, وقبول الكفار؛ بل قبول ولاية الكافرين على المسلمين,
والحكم بما يريد الشعب (إن الحكم إلا للشعب).
نعم عملهم
الجاد لا يحتمل المحافظة على النصوص قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا
فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا
فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا
وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26]
وقال الله
تعالى: { وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى
رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ } [التوبة: 124، 125]
فَالنَّاظِرُ
فِي الدَّلِيلِ بِمَنْزِلَةِ الْمُتَرَائِي لِلْهِلَالِ, قَدْ يَرَاهُ وَقَدْ لَا
يَرَاهُ؛ لعشى فِي بَصَرِهِ, وَكَذَلِكَ أَعْمَى الْقَلْبِ.
عَنْ أَبِي
ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: ...يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا
مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، ... يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ
أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ
خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ
إِلَّا نَفْسَهُ»
صحيح مسلم
(4/ 1994) 55 - (2577)
وعن أَبُي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ
عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ:
كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: «اللهُمَّ رَبَّ
جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ،
عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا
كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ
بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» صحيح مسلم
(1/ 534) 200 - (770)
نعم
فالهداية والتوفيق من الله, ومن التمسك بكتاب الله عز وجل, وليست بتأخير النصوص
لنخامة الكفر يرددها الببغاوات.
قال ابن
القيم: [وليس تحت أديم السماء كتاب متضمن للبراهين والآيات على المطالب العالية:
من التوحيد، وإثبات الصفات، وإثبات المعاد والنبوات، ورد النحل الباطلة والآراء
الفاسدة، مثل القرآن. فإنه كفيل بذلك كله، متضمن له على أتم الوجوه وأحسنها،
وأقربها إلى العقول وأفصحها بيانا. فهو الشفاء على الحقيقة من أدواء الشبه
والشكوك، ولكن ذلك موقوف على فهمه ومعرفة المراد منه. فمن رزقه الله تعالى ذلك
أبصر الحق والباطل عيانا بقلبه، كما يرى الليل والنهار، وعلم أن ما عداه من كتب
الناس وآرائهم ومعقولاتهم بين علوم لا ثقة بها، وإنما هي آراء وتقليد. وبين ظنون
كاذبة لا تغنى من الحق شيئا. وبين أمور صحيحة لا منفعة للقلب فيها. وبين علوم
صحيحة قد وعروا الطريق إلى تحصيلها، وأطالوا الكلام في إثباتها، مع قلة نفعها. فهي:
"لَحْمُ
جَمَلٍ غَثّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَعْرٍ، لا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى، ولا سَمِينٌ
فَينتفلُ".
والشفاء
الذي تضمنه القرآن، عام لشفاء القلوب من الشبه والجهالات، والانحرافات والآراء
الفاسدة ونحوها.
فهو مشتمل
على العلم اليقيني الذي تزول به كل شبهة وجهالة.
ومشتمل على
الوعظ والتذكير الذي تزول به كل شهوة تخالف أمر الله، ومشتمل على شفاء الأبدان من
أسقامها وآلامها.
فالقرآن
شفاء للأسقام القلبية، والأسقام البدنية، لأنه يحث على الإيمان والتوبة من الذنوب،
ويزجر عن مساوئ الأخلاق، وأقبح الأعمال، ويأمر بالعدل وعدم الإسراف، واجتناب
الخبائث والمضرات.
وأهل الهدى
والإيمان لهم شرح الصدر واتساعه وانفساحه، وأهل الضلال لهم ضيق الصدر والحرج كما
قال سبحانه: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى
الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)} [الأنعام: 125].
وقال
سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي
آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا
أَبَدًا (57)} [الكهف: 57].
ومن أعظم
أسباب ضيق الصدر الإعراض عن الله تعالى .. وتعلق القلب بغيره .. والغفلة عن ذكره
.. ومحبته سواه .. فإن من أحب غير الله عذب به .. وسجن قلبه في محبة ذلك الغير،
فما في الأرض أشقى منه]. إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 44)
وإنما أنزل
القرآن، ليتعرف الإنسان على أمر الله ونواهيه في هذه الحياة وليتلق القرآن تلقي
العبد لأمر مولاه؛ للفهم والتنفيذ, والعمل الفوري, وليس للمماحكة والأخذ والرد
والدراسة التي ينتج عنها قبول أو رفض, يتلقى الأمر ليحقق بتنفيذه عبوديته لله
وحده؛ والكفر بكل الطواغيت والخوف والرجاء والمحبة لله وحده, واليقين الجازم
القاطع بأن هذا القرآن هو الحق, نزل من الحق, ولا يهدي إلا للحق.
ليؤسس
علائقه بالناس على مقتضى هذا الكتاب, فيحب من أمر بحبه, ويكره من أمر بكرهه,
ويقاتل من أمر بقتاله, ويستمد من خالقه القوة والعزة والنصر, وأن عمله لله وحده
وابتغاء مرضاته, وتنفيذ أمره. يسير على طريق الكتاب ولا يرقب النتائج التي يحبها
هو؛ بل يسلم الأمر لصاحب الأمر. {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل
عمران: 154]
وعلى قدر
خشيته لله يخشاه الناس، وعلى قدر ثقته بنصر الله وتمسكه بحبل الله ينصره الله؛
النصر الذي يراه الله نصراً وليس حسب أهواء البشر.
فالقرآن هو
حبل الله المتين الذي قصد الشارع الاعتصام به والالتفاف حوله, فتتّحد الرؤى وتتوحد الأهداف والمقاصد والغايات، ويكون هوى
الناس تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ
حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» الإبانة الكبرى لابن بطة (1/
387) 279
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «...أَلَا إِنَّ
رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ , فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ , أَلَا
إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ ,
أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لَكُمْ، فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ
أَضَلُّوكُمْ وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ,
فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ,
نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ مَوْتٌ فِي طَاعَةٍ خَيْرٌ
مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
المعجم الصغير للطبراني (2/ 42) 749
وقال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ
اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي
الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [البقرة: 176] والحمد لله رب العالمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق