لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته(67)
رضوان محمود نموس
يتابع الكاتب في هذه الحلقة حكم الاستعانة بالمشركين
حديث استعارة السلاح من صفوان:
الطريق السادس: ومن طريق ابن وهب عن ابن جريج, ويونس, وعبيد الله بن عمر, قال ابن جريج عن عطاء وقال يونس عن ربيعة وقال ابن عمر عن الزهري فذكر دروع صفوان وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال بل طوعا وهي علينا ضامنة .
قال ابن حزم : هذا مرسل وهو واضح في الثلاثة .
ومع ذلك فقد اختلف على ابن جريج ، فرواه ابن وهب عنه عن عطاء مرسلا كما هنا، ورواه حجاج عنه عن عمرو بن شعيب موصولا، قال الدارقطني ....حدثنا مسلم الجهني حدثنا حجاج عن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : استعار رسول صلى الله عليه وسلم من صفوان ابن أمية سلاحا فقال صفوان : أمؤداة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم .
ولا يقال أن الموصول مقدم وذلك أن فيه غير الاختلاف علتين :
1. مسلم الجهني: قال في التقريب: ضعيف ، وفي التهذيب قال أبو داود: ليس بثقة.
2. لفظهما متباين فإن الأداء غير الضمان ، وهو اضطراب كما سيأتي .
الطريق السابع : ورويناه أيضا من طريق هشيم عن حصين مرسل ، ورواه النسائي عن هشيم عن الحجاج عن عطاء ، وهشيم كثير التدليس والإرسال الخفي ، كما في التقريب ، وإن كان الطريقين فكلاهما مرسل ولا حجة فيه .
الطريق الثامن : وقد روينا من طريق ابن أبي شيبة نا جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن إياس بن عبد الله بن صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد حنينا قال لصفوان: هل عندك من سلاح؟ قال عارية أم غصبا قال لا بل عارية فأعاره ما بين الثلاثين إلى الأربعين درعا فلما هزم المشركون جمعت دروع صفوان, ففقد منها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا قد فقدنا من أدراعك أدراعا, فهل نغرم لك؟ فقال: لا يا رسول الله إن في قلبي اليوم ما لم يكن.
فهذا مرسل كتلك
ورواه أبو داود بالسند نفسه ، لكن فيه اختلاف حيث قال ، حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أناس من آل عبد الله بن صفوان، ورواه من طريق أبي داود بالسند نفسه البيهقي والدارقطني كذلك ، فعند ابن حزم وابن حجر في الإصابة كما سبق (إياس) ، وهنا (أناس) فهو على الأول مجهول وعلىا لثاني مبهم وكلاهما مرسل وهذا اضطراب واضح في هذا السند بذاته، أما اختلافه مع الروايات الأخرى في الكلمة نفسها فسيأتي .
وقد انتهت طرق ابن حزم، وللحديث طرق أخرى هي :
الطريق التاسع :
رواه الحاكم المستدرك على الصحيحين ج: 3 ص: 51 برقم 4369 والبيهقي في السنن الكبرى: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار إلى حنين لما فرغ من فتح مكة جمع مالك بن عوف النصري من بني نصر وجشم ومن سعد بن بكر وأوزاع من بني هلال وناسا من بني عمرو بن عاصم بن عوف بن عامر وأوزعت معهم الأحلاف من ثقيف وبنو مالك ثم سار بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار مع الأموال والنساء والأبناء فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الرحمن بن أبي حدرد الأسلمي فقال اذهب فادخل بالقوم حتى تعلم لنا من علمهم فدخل فمكث فيهم يوما أو يومين ثم أقبل فأخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب ألا تسمع ما يقول بن أبي حدرد فقال عمر كذب بن أبي حدرد فقال بن أبي حدرد إن كذبتني فربما كذبت من هو خير مني فقال عمر يا رسول الله ألا تسمع ما يقول بن أبي حدرد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت يا عمر ضالا فهداك الله عز وجل ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعا مائة درع وما يصلحها من عدتها فقال أغصبا يا محمد قال بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرا صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وقال الشيخ الألباني : وأقول إنما هو حسن فقط للخلاف في ضبط وحفظ ابن إسحاق.
لكننا وجدنا أن الزيلعي وابن حجر ذكرا هذا الطريق ضمن الطرق المعلولة التي أعلها ابن حزم وابن القطان ، وابن حزم لم يوردها فلعلها مما أعله ابن القطان منفردا، ولذلك كان لا بد من معرفة حال رجال السند ما بين الحاكم وابن إسحاق وهم الذين لم يتعرض لهم الشيخ الألباني. فوجدنا أن يونس ابن بكير يخطئ، وأحمد بن عبد الجبار ضعيف كما في التقريب، وفي التهذيب أن أبا داود يتهم روايته عن ابن إسحاق بن يونس، أما أحمد بن عبد الجبار فضعفه كثيرون حتى قال بن عدي: رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه، وهكذا سقط هذا الطريق كما سقط أخواتها سندسا ومتنا، وسنكمل الحديث عنها بإذن الله .
الطريق العاشر: رواها الدارقطني: قال في سننه ج: 3 ص: 38 برقم 157
ثنا أحمد بن علي بن عيسى الخواص نا صالح بن العلاء بن بكير العبدي نا إسحاق بن عبد الواحد نا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا في غزوة حنين فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعارية مؤداة قال: عارية مؤداة
قال الالباني [أخرجه الحاكم وعنه البيهقي من طريق اسحق بن عبد الواحد القرشي ثنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن عكرمة عنه. وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي
قلت : كلا , فإن القرشي هذا ضعيف جداً قال أبو علي الحافظ : " متروك الحديث" ولما حكا الذهبي في "الميزان" قول الخطيب فيه "لا بأس به " تعقبه بقوله"قلت بل هو واهٍ" وقال في "الضعفاء" متروك ]([1]).
الطريق الحادية عشر: مصنف عبد الرزاق
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بعض بني صفوان بن أمية قال استعار النبي صلى الله عليه وسلم من صفوان عاريتين إحداهما بضمان والأخرى بغير ضمان .
وهذا فيه الجهالة والإرسال والنكارة في المتن فلم أجد من جعلهما عاريتين إلا هنا وهو في حقيقته علامة جديدة من علامات الاضطراب ([2]).
الطريق الثانية عشر:
وقد آثرت إيرادها استكمالاً للطرق فحسب وهي رواية الواقدي قال فحدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير عن عبد الله بن الزبيرقال لما كان يوم الفتح ....- حديثاً طويلاً في قصة صفوان وفيه – إلى أن قال :" وأرسل إليه يستعيره سلاحه فأعاره سلاحه مائة درع بأداتها فقال: طوعاً أو كرها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عارية مؤداة. فأعاره, فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملها إلى حنين, فشهد حنيناً والطائف ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة, فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في الغنائم ينظر إليها, ومعه صفوان بن أمية جعل صفوان ينظر إلى شعب ملئ نعماً وشاءً ورعاءً, فأدام إليه النظر, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه فقال: أبا وهب , يعجبك هذا الشعب؟ قال : نعم. قال: هو لك وما فيه. فقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي, أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأسلم مكانه .
وفيه مما فيه ابن أبي سبرة وهو أبو يكر بن عيد الله ين محمد قال في التقريب :"متهم بالوضع "
الطريق الثالثة عشر: التمهيد لابن عبد البر
حديث ثالث من مراسيل ابن شهاب مالك عن ابن شهاب أنه بلغه أن نساء كن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلمن بأرضهن مهاجرات وأزواجهن حين أسلمن كفار منهن بنت الوليد بن المغيرة وكانت تحت صفوان بن أمية فأسلمت يوم الفتح وهرب زوجها صفوان بن أمية من الإسلام فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه وهب بن عمير برداء رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانا لصفوان بن أمية ودعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وأن يقدم عليه فإن رضي أمرا قبله وإلا سيره شهرين فلما قدم صفوان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه ناداه على رؤوس الناس يا محمد إن هذا وهب بن عمير جاءني بردائك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك فإن رضيت أمرا قبلته وإلا سيرتني شهرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزل أبا وهب فقال لا والله حتى تبين لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسيير أربعة أشهر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هوازن بحنين فأرسل إلى صفوان بن أمية يستعيره أداة وسلاحا عنده فقال صفوان طوعا أم كرها فقال بل طوعا فأعاره الأداة والسلاح التي عنده ثم خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كافر فشهد حنينا والطائف وهو كافر وامرأته مسلمة ولم يفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين امرأته حتى أسلم صفوان واستقرت عنده امرأته بذلك النكاح.([3]).
وهذا مرسل عن مجاهيل
0 التعليقات:
إرسال تعليق