سقوط الأخوان في منظومة الطغيان (21)
رضوان محمود نموس
الملاحظات وبعض الردود
47
- يقول محمد سعيد حوى ومن ورائه الإخوان في ص7 الفقرة الأخيرة: (ماذا يفيدني أن
أتحد مع أهل السنة في العقائد ولكنهم عمليا سلبيون، خائفون، معادون لأفكاري في
الجهاد.... بينما كثير من الشيعة والحزبيين والعروبيين يخالفون في العقائد لكنهم
متعاونون معي في القضايا المشتركة).
أقول من السلبي؟ أهل السنة أم أنت و الشيعة والحزبيون
والعروبيون؟؟!
ها هي أفغانستان يدافع عنها المسلمون السلفيون المجاهدون،
وأنت والشيعة والحزبيون والعروبيون سلبيون تجاهها، والشيعة والحزبيون والعروبيون
متعاونون مع أمريكا، وهم يدها التي تبطش بها ورجلها التي بها تمشي، وعينها التي
بها تبصر، فقأها الله تعالى، وأنت متعاون مع الشيعة والحزبيون والعروبيون.
وهؤلاء جميعاً متعاونون مع حكومة
الزنادقة في سوريا ومتحدون على قتل المسلمين.
المسلمون السنيون يجاهدون الأمريكان في العراق، والشيعة
والحزبيون والعروبيون متعاونون منسقون مع الأمريكان، وأنت متعاطف ومنسق مع الشيعة
والحزبيون والعروبيون.
المسلمون السنيون يجاهدون في كشمير، وإيران والشيعة والحزبيون
والعروبيون تنسق مع الهند ضدهم، وأنت تنسق مع الشيعة والحزبيون والعروبيون.
المسلمون السنيون يجاهدون في الشيشان، وإيران و الشيعة
والحزبيون والعروبيون تنسق مع روسيا، وأنت تنسق مع إيران والشيعة والحزبيون
والعروبيون.
ومن الخائف المعادي للجهاد؟! المجاهدون من أبناء الإسلام
الذين يتصدون لأمريكا وروسيا والناتو والهند أم المرتمي أمام الطاغوت يستجديه
السماح بالعودة إلى سوريا خانعا ذليلاً حقيراً.
والأصل أن اللقاء والالتقاء بين المسلمين يكون على أفكار
ثابتة وعقائد صحيحة، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وهذا لا يتحقق
إلا في كتاب الله جل جلاله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمعت عليه الأمة،
أما الدعوة للالتقاء على أفكار وأطروحات فلان وعلان فهي مدخل الشيطان الكبير
ودعاوى الحزبية المتعصبة، فمما لا ريب فيه أن كل مسلم يقبل بمقررات كتاب الله جل
جلاله وأن يكون تابعاً لسنة محمد صلى الله
عليه وسلم وهذا من مقتضى الإيمان، بل لا يصح إيمان العبد إلا به، ولا يجوز شرعا
تقديم أقوال الرجال أو الالتقاء عليها وجعلها مرجعاً علمياً أو عملياً، ومن نافلة
القول أن ما حل بالأمة الإسلامية من تفرق وتشرذم ما هو إلا باتباع أقوال الرجال
وترك الكتاب والسنة.
ولكن الكاتب والأخوان يُسَوِّغون الابتعاد عن أهل السنة والاقتراب من
الشيعة بأن الشيعة تلتقي معهم على أفكارهم
أو أنهم يلتقون معها على أفكارها.
أوردها سعدٌ وسعد مشتمل ما هكذا يا سعدُ توردُ الإبل
فأفكار عمالقة الفكر والفقه لا تصلح أن تكون أساساً للالتقاء
لأنه لا أساس إلا ما حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه أساس حين قال:
(...فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء المهديِّين الراشدين، تَمسَّكوا بها وعضُّوا
عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة
ضلالة)
فاختراع أسس جديدة منها أفكار الكاتب والإخوان إن كان له
أفكار وهذا تنطع ليس في مكانه وهو مخالف للحقيقة شرعاً وعقلاً. بل ربما يشمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «الْمُتَشَبِّعُ
بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ » ([1]).
وأي مشترك بينك وبين الشيعة والنظام النصيري والعروبيين
والحزبيين؟؟
هل هو دين الإسلام, أم الباطنية الشيعية النصيرية, أم
العلمانية؟!
هل وحدة مصادر التلقي من الكتاب والسنة أم اتباع الأهواء؟!
هل هو عبادة الله أم
عبادة الطاغوت؟!
هل هو تحكيم شرع الله أم تحكيم الأشخاص والقوانين الوضعية؟!
هل هو شمولية الإسلام أم فصل الدين عن السياسة؟!
هل هو إخلاص التوحيد أم القبور والمقامات والمراقد؟!
هل هو عصمة الذكر من القرآن والسنة أم التشكيك بهما وعصمة
الأئمة والأبدال والأقطاب والأغواث والأوتاد والقائم والقاعد والمختفي والنائم في
السرداب؟!
هل هو لا إله إلا الله أم وحدة حرية اشتراكية؟!
ثم إن الركن الركين للالتقاء بين الناس هو العقيدة سواء كانت
صحيحة أم محرفة وهذه الدنيا كلها شاهدة على ما أقول وانظر إلى تحالفات الإخوان
التي قامت على غير العقيدة.
التحالف السياسي للإخوان السوريين في العراق الذي أسس على غير
التقوى ما هي نهايته؟!
جبهة الخلاص- زعموا –
التي قامت اتباعاً للأهواء ماهو حالها ومآلها؟!
تحالف إخوان مصر مع الوفد ماهو مصيره؟!
تحالف إخوان مصر مع حزب الشعب ماهي نهايته؟!
تحالف إخوان الجزائر مع دكتاتورها أين هو؟!
تحالف إخوان اليمن مع من هب ودب من الشيوعيين والناصريين
والبعثيين وووو... باسم (اللقاء المشترك) كيف حاله وما هي أهدافه؟!
تحالف إخوان الأردن مع الملك عندما قال مراقبهم عبد الرحمن
خليفة (نحن في كتيبة الحسين) والحسين في اللواء الأمريكي الصهيوني إلى ماذا وصل؟!
تحالف إخوان العراق مع الشيعة وأمريكا وأي علقم أنتج؟!
تحالف إخوان لبنان (فتحي يكن) مع النظام النصيري وما هي تداعياته؟!
وفيصل مولوي مع سعد الحريري وإحباطاته.
أما تكفي كل هذه التجارب للاتعاظ؟!!!
ثم ما هي أفكارك في الجهاد وأنت تدعو إلى المقاومة السلمية
على مذهب الهندي الهالك (غاندي) وتدعو إلى عدم انتقاد النظام النصيري الطائفي
الكافر ولو حتى بالكلام الهامس. أي جهاد وأي أفكار وأي تناقض؟!!!
48
- يقول الكاتب ص8 سطر1: (ثم كم نعاني من علمانيي أهل السنة..... فمن نحن أقدر على التعامل معهم، أهؤلاء السنيون
اللادينيون، أم الشيعة).
وأقول هذا تناقض معيب، فأنت بلسانك تسمي العلماني لا ديني ثم
تنسب هذا اللاديني إلى أهل السنة. إن أهل السنة هم من يسير على سنة المصطفى وهديه،
وليس أهل السنة قبيلة ينتسب إليها من شاء. أو مدينة ينتسب إليها من يسكنها على
خلاف في المدة التي تؤهل الساكن للانتساب فكيف تقول عنه لا ديني، ثم تقول من أهل
السنة؟!
واعلم أن لكل كلمة مدلولاً ولا ينبغي لأحد العبث باللغة والمصطلحات
والتشغيب والتشويش، فهذا مسلك لا يليق بالعامة، فكيف بمن يزعم أنه طالب علم، وهل
الأبواب موصدة أمامك بحيث أنه لا يمكن التعامل إلا مع أحد هذين الصنفين من البشر؟
في الواقع لا، فإنك غير ملزم بالتعامل مع هؤلاء. وإذا كنت تريد الوصول إلى حل يفيد
الإسلام والمسلمين فاتبع السبيل الذي دل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ذلك بالدعوة إلى الله على بصيرة، واتباع سبيل المؤمنين، قال تعالى: (وَمَنْ
يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ
مَصِيراً) النساء: ١١٥
وكما أنه ارتد من أهل السنة طائفة إلى العلمانية اللادينية
فلقد ارتد من أهل الشيعة الضالون المرتدون أيضاً طائفة إلى العلمانية اللادينية.
ثم من هم الحزبيون العروبيون الذين قلت عنهم في الفقرة السابقة أنهم أقرب إليك من
أهل السنه؟ وهل هم إلا العلمانيين الذين تنكرهم الآن. كفى تناقضاً يا ابن أخي لقد
طفح الكيل.
49 - يقول الكاتب ص8 في
بيانه (منح الشعوب العربية والإسلامية حقها في الحرية الحقيقية الديموقراطية)
وأقول: من قال لك إن الحقوق تمنح، إن الحقوق لا تستجدى وتمنح
يا هذا بل تؤخذ وتنتزع، وهذا إن دل على شيء يدل على جهل قائله بالحرية بل وبطبيعة
الأشياء. إن ما يعطى ويمنح هو هبة وصدقة ومنحة وزكاة وأوساخ الناس وهو تفضل من
المعطي ولذلك قال علي رضي الله عنه: (خذ ممن شئت تكن عبداً له، وأعط من شئت تكن
سيداً له، واستغن عمن شئت تكن نداً له). وليست هكذا الحقوق.
ثم من أين لك أن الإسلام يقر الديمقراطية الشركية الكفرية.
فالديمقراطية هي الوجه العملي للعلمانية اللادينية، وهي تؤله الشعب وممثليه من دون
الله وتحكم بما أمر مجلس النواب، لا بما يأمر الله. وفي الإسلام يقول تعالى: {إِنِ
الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57] أما الديمقراطية وكما هو مدون على باب
البرلمان التركي (إن الحكم إلا للشعب) فكم سعة البون بين الأولى والثانية.
والداعي إلى الديمقراطية داع إلى الكفر. لأن
الديمقراطية حق التشريع فيها للشعب وحق التشريع في الإسلام لله, والديمقراطية تحكم
بما يقرر الشعب, والمسلمون يحكمون بما أنزل الله, وفي الديمقراطية سلطة يسمونها
تشريعية وهي مجلس النواب, وفي الإسلام السلطة التشريعية للكتاب والسنة؛ ودور
العلماء هو الكشف عن الحكم وليس إنشاءَهُ نحن ندعو إلى الإسلام إلى تطبيق شرع الله.
لا إلى الإيمان بمفرزات الصندوق.
50-
يقول الكاتب ص9 الفقرة الأولى: (إن نهوض الأمة الإسلامية من جديد يعتمد أساسا على
التربية الإيمانية القرآنية المطلقة).
أقول: كرر الكاتب الدعوة إلى الأخذ من القرآن فقط، بالإضافة
إلى الدعوة إلى نقد الحديث وعدم عصمة الصحيحين، وهذا يدل بوضوح على أن الكاتب إما
يحمل أفكار الطائفة القرآنية الضالة المارقة. أو الأفكار الشيعية التي ترفض السنة
النبوية المدونة لدينا، ويستبدل بها خرافات وأكاذيب ملؤوا بها الكافي وبحار
الظلمات وغيرها. وكان الأحرى بالكاتب أن يقول: أن نهوض الأمة الإسلامية من جديد
يعتمد أساساً على التربية الإيمانية المنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم.
ويقول الكاتب في الفقرة نفسها: (وإعدادها –أي الأمة- بأخلاقيات الجهاد
والاستشهاد).
وأقول: هذا تناقض عجيب، ففي بداية مقاله يدعو إلى المقاومة
السلمية والنزول للعيش بظل حكم النظام النصيري،
ثم يدعو إلى عدم انتقاد أخطاء وضلالات وظلم وبغي وعدوان النظام السوري على
الدين والشعب؛ حتى ولا بالكلام الهامس الرقيق, ثم يدعو إلى الثناء على مواقف
النظام, ثم الدعوة إلى التحالف معه وموالاته, (حفلة استربتيز) ثم يصحو من سكرة الموت
ويدعو إلى الجهاد والاستشهاد. فأي الطريقين تريد؟؟! ومن تريد مجاهدته؟. ومن تريد
محالفته؟ هل أنت صاحٍ وواعٍ لما تقول؟!
يتبع
1 التعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله
هل ممكن ايميل لأجل مراسلة الشيخ
جزيتم خيرا
أبو سليمان باحث عقيدة ومذاهب
asabuhiri@gmail.com
إرسال تعليق