فَفِرُّوا
إِلَى اللَّهِ
رضوان محمود
نموس
عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فِتَنٌ
كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي
كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ
بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».
مع هذه
الفتن نرى الأمة تتخبط في دَياجير الجهل والضياع والتشرذم وفقدان البوصلة.
مع بصيص أمل
يصارع الرياح العواتي، وهزيم الرعد وصواعق البرق.
جهل بالدين
تمطى بصلبه وأردف أعجازاً وناء بكلكل، ، وجهل بأسباب القوة ومقوماتها، وجهل بسبيل
المجرمين وطرائقهم في الكيد للإسلام.
هل نحن
الأمةُ المسلمة التي قال الله عنها: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } [آل عمران: 110]
وقال تعالى
فيها أيضاً: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ
عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]
نعم نحن؛ ولا نيأس من روح الله، ولا نقنط من رحمة الله، سيما أن الداء
معلوم والدواء مبذول.
فالداء منا، قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] وقال تعالى: {ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم:
41]
والدواء معلوم، قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [البقرة: 155 - 157]
وقال الله
تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا
تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ }
[الذاريات: 50، 51]
وعندما يعلم
الدواء لم يبق إلا تعاطيه بالسرعة المناسبة.
قال الله تعالى: {قد كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: 4] فماذا صنع إبراهيم
عليه السلام {وَقَالَ إنِّي ذَاهِبٌ إلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99] .
وقال تعالى:
{وَسَارِعُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] .
فالنجاة هي
بشد الرحال إلى الله بل إن التعبير القرآني العجيب قال: {فَفِرُّوا إلَى اللَّهِ
إنِّي لَكُم
مِّنْهُ
نَذِيرٌ مُّبِينٌ} والفار غير المسافر والمهاجر، إن صفة الفرار تتسم بالسرعة التي
يصاحبها الخوف وربما الهلع، والفار لا يلوي على شيء، ولا يحمل معه من الأثقال
والأعراض شيء، ثم أن الفرار يصحبه إنذار
آخر {إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}، فسارعوا وتخلصوا من كل عائق، من كل
ثقل، من كل غل وقيد، من كل مثبط ومخذل، أدركوا أنفسكم وفروا إلى الله، فروا إلى
القوي المطلق إلى القادر المطلق إلى من بيده ملكوت كل شيء، من بيده العزة والنصر
والتمكين، من إذا قال للشيء كن فيكون.
والتعبير
بلفظ الفرار يدل على شدة القيود التي تكبل الإنسان، أو على شدة المغريات التي
تأسره حتى يحتاج إلى الفرار؛ وإلا فلا يستطيع أن يخرج من دائرة تأثيرها، كما أن
التعبير بالفرار يفصح عن سرعة الإهلاك والعذاب التي تنتظر المتواني أو المتباطئ؛
فالأمر لا يحتمل الإبطاء في الرجوع إلى الله تعالى، فالفرارَ الفرارَ إليه يا عباد الله.
وهذا الفرار
في أبسط معانيه؛ فرار مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً؛ إلى ما يحبه، ظاهراً
وباطناً،
فرار من
نواهيه إلى أمره.
وأصل الفرار
ينبع من البغض والحب، فالإنسان يفر مما يكرهه ويبغضه ويؤذيه ويتوجس منه، إلى ما يحبه
ويأنس ويطمئن إليه ويأمن عنده، ولا بد أن يكون من يفر إليه أحب وأرجى ممن يفر منه فيؤثر
أحب الأمرين إليه على الآخر.
قَالَ
صَاحِبُ الْمَنَازِلِ: [هُوَ الْهَرَبُ مِمَّا لَمْ يَكُنْ إِلَى مَنْ لَمْ يَزَلْ].
وهو أنواع: الفرار
من الجاهلية إلى الإسلام، الفرار من قوانين وأحكام الخلق إلى شريعة الله، الفرار
من الكفر إلى الإيمان، الفرار من موالاة أعداء الله إلى الولاء للمؤمنين، الفرار
من الاستعانة بالمخلوقين إلى إياك نعبد وإياك نستعين، الفرار من أنظمة ومناهج
الأرض إلى منهج السماء، الفرار من الجهل إلى العلم، الفرار من الكسل إلى التشمير،
الفرار من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، الفرار من اللهو إلى الجد والحزم، الفرار من
الفراغ إلى العمل النافع، الفرار من لهو الحديث إلى ذكر الله، الفرار من الفرقة والشحناء إلى {وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } الفرار من الحسد والبغض إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : «إِيَّاكُمْ
وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ
تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا
عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا»، الفرار من السطحية إلى التدبّر، الفرار من البدع إلى
السنن، الفرار من القعود إلى الجهاد. الفرار من الركون إلى الكفار إلى مقارعتهم، الفرار
من السكوت عن المنكر والباطل إلى إنكار المنكر ومحاربة الباطل، الفرار من القبول
بالكافرين والمرتدين إلى جهادهم لتكون كلمة الله هي العليا، الفرار من دار الكفر
إلى دار الإسلام، الفرار من دار البدعة أو المعصية إلى دار السنة أو الطاعة، الفرار
من أعداء الله إلى أوليائه؛ الفرار من التهاون إلى {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ
بِقُوَّةٍ}، الفرار من التسويف إلى {بادروا بالأعمال}، الفرار من اليأس والجزع إلى
التفاؤل والصبر، الفرار من الخوف والفتن والمهلكات، إلى الطمأنينة بوعد الله. قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: في الاستقامة (1/39) .(ولا تقع فتنة إلا
من ترك ما أمر الله به، فإنه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر. فالفتنة إما مِنْ
تَرْك الحق، وإما من ترك الصبر)
الفرار من حظوظ النفس إلى التجرد لله، الفرار من الصمم
عن آيات الله {كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } [الأنفال:
21] إلى الاستجابة والسمع التطبيقي{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا
دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [النور: 51] الفرار من العمى
والغفلة والصورة الهيمية{لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ
لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ
كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [الأعراف: 179]
إلى التدبر والتفكر الشمولي المنتج{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ
هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 190، 191] و{إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } [الحجر: 75] الفرار من الأهواء
والحزبيات إلى الاتباع والجماعة، الفرار من النفاق إلى الإيمان، الفرار من الرياء
إلى الإخلاص، الفرار من الدولة المدنية والديمقراطية إلى الخلافة الراشدة، الفرار
من المواطنة وكل روابط الأرض والجاهليات إلى رابطة العقيدة. الفرار من سيادة الشعب
إلى سيادة الله، الفرار من الصندوق إلى كتاب الله، الفرار من الذنوب إلى التوبة،
الفرار من الذل للمخلوقين إلى الذلة لله، الفرار من العبودية لغير الله إلى {اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، الفرار من كل ما سوى الله إلى الله.
ولا نجاة
ولا خلاص إلا بالفرار إلى الله، والإنابة إليه، والارتماء ببابه، والخضوع
والانكسار بين يديه، والاستغفار والتوبة، والاعتماد عليه.
ومن فرَّ
إلى غيره لم يمتنع منه، حتى يفر الإنسان من نفسه التي بين جنبيه إلى ربه خالقه
ومولاه؛ فراحة الإنسان وأنسه وسعادته وأمنه واطمئنانه إنما يكون بالفرار مما سوى
الله إلى الله تعالى.
والفرار
بالقلب والجسد معاً، وكل نوع من الفرار مطلوب من المرء كلٌّ على حسب حاله
والفرار لا
يعني الانسحاب من الحياة والدنيا، وتركها للكافرين والشياطين، بل يعني الفرار من
تطويع الدنيا للكفر، وتحويلها إلى طريق للجنة؛ بإخضاع كل ما فيها إلى إرادة الله
التشريعية، {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ
لِلَّهِ } [البقرة: 193] {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ
الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ} [الأنفال: 39]
لقد كان
الفرار إلى الله تعالى هو مصدر القوة والعزة والمنعة والقيادة والسؤدد والمجد؛ الذي
كان يعيشه المسلمون الأولون، وهو الذي كان سبباً في انتصارهم وظهورهم على من ناوأهم
ممن خالفهم وعاداهم؛ حتى إن أحدهم ليسرع الفرار إلى الله ولو كان في ذلك موته؛
فعندما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر للمسلمين محرضاً لهم على
القتال:
[«قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ»،
قَالَ: - يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ: - يَا رَسُولَ اللهِ،
جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: بَخٍ بَخٍ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَحْمِلُكَ عَلَى
قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟» قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا رَجَاءَةَ
أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: «فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا»، فَأَخْرَجَ
تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا
حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ:
فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ] وهو يرتجز:
ركضاً إلى
الله بغير زادِ *** إلا التقى وعمل المعادِ
والصبر في
الله على الجهادِ *** وكل زاد عرضة النفادِ
غير التقى
والبر والرشادِ.
ثم تغيَّر
الحال وضعف المسلمون، وصار كثير منهم يفرون إلى عدو الله وعدو المسلمين، مسارعةً
فيهم والتماساً للقوة والعزة منهم، حتى إن منهم من ينصر الكفار على المسلمين من
أجل ذلك، وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن هذا المسلك فقال: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ
إلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة:1] وبيَّن حقيقة من يسلك هذا السبيل فقال:
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ
نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ
أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ
نَادِمِينَ} [المائدة:52] ، وقال: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ
عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ
جَمِيعًا} [النساء:139] .
فلا عزَّ
لنا ولا نصر ولا كرامة، إلا أن يكون الفرار إلى الله تعالى وحده لا شريك له.
فما بال
أقوام ممن يسمون أنفسهم مسلمين يفرون من الله إلى الكفار والشيطان، فوصلوا حبالهم
معهم، ونادوا بمبادئهم وأعرضوا عن مبادئ الله، ووالوهم وتميزوا غيظاً من جنود الله،
وأسسوا معهم مجالس ولجان وتنظيمات مبتعدين عن أهل الإيمان؛ إرضاءً لأتباع الشيطان،
يصرحون لن نطبق شرع الله لأن في ذلك إغضاب للمرتدين، لن تكون العقيدة هي الرابط
حفاظاً على شعور المواطنين من غير المسلمين، لن يكون الجهاد هو الطريق حتى لا تغضب
يهود والصليبيين، التحاكم إلى الصندوق وليس إلى الشريعة التي أنزلها الله للمسلمين؛
مسايرة الآخر من الكافرين، حل قضايانا عن طريق هيئة الأمم وليس عن طريق كتاب رب
العالمين، ثم يزعمون بعد هذا أنهم قادة فكر المسلمين.
لا والله
خابوا وخسروا إن لم يراجعوا دينهم ويؤبوا إلى الله ويفروا إليه من كل ما توسوس لهم
به نفوسهم والشيطان، ويحدثوا توبة نصوحة ويعاودوا الإيمان، ويتخلوا عن مكرهم وعن
التعلق بحبائل إبليس، فسنة الله لا تحابي أحداً.
قال الله
تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا
يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا
أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 60 - 62]
{وَمَا
مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا
رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ
الْعَذَابُ قُبُلًا } [الكهف: 55] {وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا}
[الإسراء: 77]
0 التعليقات:
إرسال تعليق