بين كلمة التَّوْحِيد وتَوْحِيد الْكَلِمَة
رضوان محمود نموس
إن أعظم كلمة قيلت وتقال هي (لا إله إلا الله) لا يتمارى في هذا اثنان, فأمر كلمة التوحيد واضح المعالم ظاهر الرسوم, لا تلابسه غمة ولا تعتريه شبهة, فهو ناصع مسفر, مشرق جلي, كلمة سطعت منها أشعة الأنوار, وبها استبان الليل من النهار, شأنها عظيم, وخطرها جليل, قطب رحى الإسلام عليها يدور, وبها "قامت الأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ، وَخُلِقَتْ لأَجْلِهَا جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ، وَبِهَا أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى رُسُلَهُ، وَأَنْزَلَ كُتُبَهُ، وَشَرَعَ شَرَائِعَهُ، وَلأَجْلِهَا نُصِبَتِ الْمَوَازِينُ، وَوُضِعَتِ الدَّوَاوِينُ، وَقَامَ سُوقُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَبِهَا انْقَسَمَتِ الْخَلِيقَةُ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْكُفَّارِ وَالأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ، فَهِيَ مَنْشَأُ الْخَلْقِ وَالأَمْرِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَهِيَ الْحَقُّ الَّذِي خُلِقَتْ لَهُ الْخَلِيقَةُ، وَعَنْهَا وَعَنْ حُقُوقِهَا السُّؤَالُ وَالْحِسَابُ، وَعَلَيْهَا يَقَعُ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، وَعَلَيْهَا نُصِبَتِ الْقِبْلَةُ، وَعَلَيْهَا أُسِّسَتِ الْمِلَّةُ، وَلأَجْلِهَا جُرِّدَتْ سُيُوفُ الْجِهَادِ، وَهِيَ حَقُّ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ، فَهِيَ كَلِمَةُ الإِسْلامِ، وَمِفْتَاحُ دَارِ السَّلامِ، وَعَنْهَا يُسْأَلُ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ".
من قَالَهَا صَادِقا أدخلهُ الله بهَا الْجنَّة وَمن قَالَهَا كَاذِبًا حقنت دَمه وأحرزت مَاله وَلَقي الله غَدا فحاسبه وَهِي مِفْتَاح الْجنَّة وكلمة الإخلاص، وكلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي الحنيفية ملة إبراهيم.
ولما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً لها قال لقريش: (قولوا لا إله إلا الله، كلمة تدين لكم بها العرب، وتدفع لكم الجزية بها العجم)
ولا إله إلا الله، لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بهن.
وإذا كان معنى (لا إله إلا الله) تجريد التوحيد لله ونبذ كل مطاع في غير طاعة الله فإن من أجلى معانيها الكفر بالطاغوت.
والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، أو نظام يرجع إليه, فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله. فأس الصراع وجوهره بين الأمم والرسل عليهم السلام وعلى مر التاريخ هو تحقيق (لا إله إلا الله) ونبذ عبادة الطاغوت مع الله أو من دونه "إن الإنسان على مفترق طريقين لا ثالث لهما، فإما أن يختار العبودية لله، وإما أن يرفض هذه العبودية فيقع لا محالة في عبودية لغير الله" عبودية لغير الله كبرت أو صغرت هي في نهايتها عبادة للشيطان، [أَلَمْ أَعْهَدْ إلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ] [يس: 60، 61].
لقد تغيرت ولاشك بعض مظاهر العبادة فلم يعد هناك تلك (الإناث) {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى} [النجم: 19 - 21] تلك الإناث التي كان العرب في شركهم يعبدونها ولكن عبادة الشيطان ذاتها لم تتغير، وحلت محل الإناث القديمة إناث أخرى، المواطنة والدولة المدنية, والدولة الحديثة, والوحدة الوطنية والقومية والديمقراطية, وحرية العقيدة, والشرعة الدولية والصندوق ....الخ الذي قرر عبدة الأوثان الجديدة الاحتكام إليه والصدور عنه وعدم التقديم بين يديه والرجوع إليه والانتهاء إلى ما يقول والصدور عن أمره.
عشرات من الإناث الجديدة غير تلك الإناث الساذجة البسيطة التي كان يعبدها العرب في الجاهلية، تضفى عليها مظاهر التقديس والإجلال الزائف، وتُعبد من دون الله، وتقدم مقرراتها على كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُطاع أمرها في مخالفة الله ورد شريعة الله ونبذ أحكام الله وما تغيرت إلا مظاهر وأشكال العبادة وطقوسها!! ولكن الجوهر لم يتغير، إنه عبادة الشيطان.
إن الحكم بغير ما أنزل الله، وتحكيم غير شريعة الله، وقبول الحكم والتشريع والطاعة والاتباع من طواغيت أخرى من دون الله، وإحداث مرجعيات أخرى كالشعب والصندوق والديمقراطية والوحدة الوطنية والشرعة الدولية؛ يعني بكل وضوح قيام الحياة على غير دين الله والإعراض عن منهج الله ونبذ كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
وواضح لكل ذي عينين أن موضوع هذه المعركة العنيفة الطويلة لم يكن سوى كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)، كلمة يصر عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسائر إخوانه الرسل عليهم صلوات الله إلى أبعد غاية, وترفضها الجاهلية إلى النهاية. فالقضية واضحة في أذهانهم: إن الالتزام بهذه الكلمة معناه الرفض الجازم والتخلي الكامل عن كل ماعدا الله من معبوداتهم وطواغيتهم المختلفة، طاغوت الأوثان وطاغوت الزعامة وطاغوت الكهانة وطاغوت التقاليد وطاغوت القبيلة.. الخ، والاستسلام الكامل لله ورد الأمر كله؛ جليله وحقيره وكبيره وصغيره إليه.
وكذلك فإن بيننا اليوم -ممن يقولون: إنهم مسلمون- ولكن عندهم الوحدة الوطنية أولاً والديمقراطية أولاً والصندوق وما ينتج عنه أولاً والدولة الحديثة أولاً وهذه كلها طواغيت تريد إزاحة كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) عن مكانها الطبيعي في وجدان المسلم وسلوكه وحياته ونظامه ومنهجه وأولوياته.
إن تحقيق كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) هي التي تمثل الآن جوهر الصراع القائم بين الإسلام والجاهلية في العصر الحديث.كما كان في العصر القديم وكما ستكون في كل عصر وإن أخطر مراحل هذا الصراع هي: مرحلة تعرية هذه الطواغيت الجديدة التي تزاحم كلمة التوحيد وتعرية سدنتها وعبّادها ودعاتها؛ سيما أن عدداً من سدنة هذه الطواغيت ودعاتها يحملون لقب علماء أو دعاة أو حتى حركات وتنظيمات إسلامية وما شابه ذلك, إن الواجب يقتضي فضح هؤلاء الطواغيت والسدنة والأتباع أمام المسلمين؛ ليستبين الصبح لذي عينين ولتستبين سبيل المجرمين الذين يحاولون خداعهم وتلبيس أمر دينهم عليهم وهم لا يعلمون.
إن كثيراً من هؤلاء يزعمون أنهم إنما يفعلون ذلك ويؤخرون حكم الله وشريعة الله حرصاً على وحدة الكلمة ووحدة الوطن ويلبسون باطلهم على السذج بهذه المغالطة.
فأي كلمة تريدون توحيدها؟! كلمتكم مع المرتدين, مع الزنادقة والكافرين وعباد الشياطين؟ هل كلمة الباطل, أم كلمة الطاغوت, أكلمة هؤلاء أولى أم كلمة الله؟!!.
إن وحدة الكلمة مطلوبة ولكن على أساس من كلمة التوحيد.
قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]
وواجب على المسلمين، الحذر من تقديم الباطل على الحق, فالحكمة وضع الشيء في موضعه, فليس من أجل إرضاء الكفرة والمحافظة عليهم ومراعاة مشاعرهم نكفر بالله ونرد أحكام الله, ونحارب كلمة الله, إن هذا ورب الكعبة لهو الضلال المبين ورجس من عمل الشيطان اللعين.
وليعلم كل مسلم، أنه لا لقاء ولا وفاق بين أهل الإسلام وغيرهم من أمم الكفر إلا وفق الأصول التي نصت عليها الآية الكريمة: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ}. وهي: توحيد الله تعالى ونبذ الإشراك به وطاعته في الحكم والتشريع واتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فيجب أن تكون هذه الآية هي شعار كل مجادلة أو حوار أو لقاء بين أهل الإسلام وبين أهل الكفر, وكل جهد يُبذل لتحقيق غير هذه الأصول فهو باطل وخداع وخديعة.
والمجادلة بالتي هي أحسن، هي عدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام، وإقامة الحجة عليهم؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيَّ عن بينة.
أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم، وعلو كفرهم وتقديم باطلهم ونقض عُرَى الإسلام ومعاقد الإيمان، فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون.
ففي قوله تعالى: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} إظهار للبراءة من الكفر، وزجر عن الدخول في طاعتهم أو مسايرتهم أو اللقاء في منتصف الطريق معهم.
لقد والله لعب الشيطان بأكثر الخلق، وغير فطرهم، وشككهم في ربهم وخالقهم، حتى ركنوا إلى أهل الكفر، ورضوا بطرائقهم عن طرائق أهل الإسلام؛ متناسين قوله تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} [هود: 113] وكنا نظن قبل وقوع هذه الفتن، وترادف هذه المحن: أن في الزوايا خبايا، وفي الرجال بقايا، يغارون على دينهم، ويبذلون نفوسهم وأموالهم في الحمية لدينهم؛ ولما ذاب الثلج ظهر ما تحته!. فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، وراجعوا دينكم بمجاهدة أعدائكم من الكفار والمشركين، وقد امتحنكم الله بهم، وابتلاكم بهم، قال تعالى: {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ?وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [سورة العنكبوت آية: 1-3] .
وأما توحيد الكلمة على غير الإسلام، فهو خيانة الإسلام والمسلمين والانحياز إلى المرتدين والكافرين {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } [محمد: 25 - 28]
فالتمسك بكلمة التوحيد وعدم الذوبان في توحيد الكلمة؛ هو الأساس, والتعامل مع الآخر شيء وأن نكون جزءاً منه؛ شيء آخر لا يرضاه الله ورسوله, إنما هو الردة فلا نتعامل مع الآخر إلا على الأسس والمعايير الإسلامية.
فلم يكن القرآن يبحث عن العوامل والقواسم المشتركة الأساسية في التعامل مع الآخرين من المشركين كما يدّعي بعض المسلمين اليوم؛ إنَّما كان يعرض الحق ويدعو إليه. فأنَّى يكون بين التوحيد والشرك عوامل مشتركة؟ {فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 8، 9] وإذا كانت هنالك عوامل مشتركة هم يؤمنون بها ونحن نؤمن بها؛ فلماذا ندعوهم إليها؟ فما ذكرته الآية الكريمة من سورة آل عمران: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ..}، لا تعرض عوامل مشتركة، وإنما تعرض جوهر الخلاف والقضايا غير المشتركة لتذكّرهم بها؛ لأنَّها كانت هي أساس دينهم الذي حرّفوه، حتى أصبحوا بسبب التحريف مشركين. وإذا كانت كلمة «سواء» عاملاً مشتركاً فلماذا ندعوهم إليها؟
إنَّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ أمرنا أن ندعو الكفار إلى الحقِّ الذي فارقوه، وأمرنا أن نُجادلهم بالتي هي أحسن، دون أن نُغيّر حقيقة الدعوة وأهميتها وقضاياها تحت ادعاء "توحيد الكلمة"
لقد جاء كفار قريش إلى أبي طالب يشكون رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: [فارق دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومه، وسفّه أحلامهم]
وقالوا: [عَجَبًا لِمَا أَحْدَثَ مُحَمّدٌ مِنْ هَذَا الدّينِ الْمُحْدَثِ، فَارَقَ الآبَاءَ وَسَفّهَ أَحْلامَهُمْ!]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بن المغيرة بن الأخْنَس أنه حُدِّث: أن قُرَيْشًا حِينَ قَالُوا لأَبِي طَالِبٍ هَذِهِ الْمَقَالَةَ، بَعَثَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال له: يا ابن أَخِي، إنَّ قومَك قَدْ جَاءُونِي، فَقَالُوا لِي كذا وكذا، الذي كَانُوا قَالُوا لَهُ، فَأَبْقِ عليَّ وَعَلَى نَفْسِكَ، وَلا تُحمّلْني مِنْ الأَمْرِ مَا لا أُطِيقُ؛ قَالَ: فَظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ فِيهِ بَدَاءً أَنَّهُ خَاذِلُهُ ومُسْلِمُه، وَأَنَّهُ قَدْ ضَعُف عَنْ نُصْرَتِهِ وَالْقِيَامِ مَعَهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَمُّ، وَاَللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشمسَ فِي يَمِينِي، والقمرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظهره اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ].
أما اللقاء على أساس توحيد الكلمة من منطق الكفار المضللين والذين قال قائلهم
بِلادَك قَدِّمها عَلَى كُلّ مِلَّةٍ ... ومِنْ أَجْلِهَا صلِْ ومِنْ أَجْلِهَا صُم
هَبُونِي طريقاً يَجْعَلُ العَرَبَ أُمَّةً ... وسِيرُوا بِجُثْمَانِي عَلَى دِينِ بُرْهَمِ
سَلامٌ عَلَى كُفْرٍ يُوَحِّدُ بَيننَا ... وأهلا وسهلا بَعْدَه بِجَهنّمِ
فمن أراد هذا اللقاء فليعلنها صريحة لنواجهه بحكم الإسلام فيه وفي أمثاله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكلمة التوحيد, ولم يبعث لتوحيد الكلمة, وجاء في البخاري ومسلم في الحديث المتواتر َعنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»
وعندما يسعى لتوحيد الكلمة فهي توحيد كلمة المقرين بكلمة التوحيد, عن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه)
فمن النوك والخرق والسفه والحمق والردة عن دين الله تقديم توحيد الكلمة مع من هب ودب من المرتدين والكافرين على حساب كلمة توحيد رب العالمين, فلينظر كل إنسان إلى ما يصنع, وإلى ما يرفع ويضع, ولا يكن أمره عليه غمة, فإما الإيمان وإما الكفران وليس في المسألة خيار ثالث.
0 التعليقات:
إرسال تعليق