لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (3)
رضوان محمود نموس
لقد بين الباحث في الحلقة السابقة حكم الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع. ويبين في هذه الحلقة موقف الكهنة عصابة الطاغوت وأوصافهم للمجاهدين والتي لم نسمعها منهم في وصف يهود وأمريكا.
لما كثرت هذه الطوائف الممتنعة بذاتها أو بغيرها, خاصة وقد امتنع بعضها؛ برأس الكفر, وقوى التحالف الصهيوني البروتستنتي.
وبينما المطلوب أن يكون المسلمون دولة واحدة؛ فإذا هم بحدود ستين طائفة ممتنعة, اتخذت كل طائفة لها شعاراً, وعلماً, ونشيداً وطنياً, وجوازات سفر خاصة بها, ووالت وعادت على أشياء جاهلية مخترعة, مثل الوطن, والعرق, والقبيلة, والإقليم, والحزب,...الخ واتخذت شعاراً ثلاثياُ مثل "الله الوطن الملك" أو "الله الثورة القائد" أو "وحدة حرية اشتراكية" أو "حرية إخاء مساواة" أو "علمانية ديموقراطية تقدمية" أو "الله الملك ولي العهد" ....الخ تأسياً بشعار النصارى الثلاثي "الأب الابن روح القدس" ولم تأبه تلك الطوائف؛ لتعاليم الدين, بل ألقتها وراءها ظهريا, وذهبت صراحة توالي الكافرين, وتعادي المسلمين, وتعلن بمناسبة وغير مناسبة الولاء للقانون الدولي, وللنظام العالمي.
ثم وظفت كل طائفة ممتنعة بذاتها أو بغيرها, عدداً ألقت عليهم لقب "العلماء" أو "هيئة الإفتاء" أو ما شابه ذلك. يبررون لها تصرفاتها الجاهلية, وأعمالها الرِدِّية, ويقومون عن سابق إصرار؛ بتضليل الشباب المسلم, وأسلمة الكافرين, وتكفير المسلمين, ولم يعدم رئيس أي طائفة؛ من يقوم بمثل هذا الدور, فلكل منهم مفتياً للبلاد, ووزارة للشؤون الدينية, وعدداً من الدعاة والمفتين, وعدداً غير قليل من المؤسسات المستحدثة الإقليمية أو الموسعة, "كرابطة العالم الإسلامي" و"المؤتمر الإسلامي العام" و"مؤسسة آل البيت" و"مؤتمر قمة الدول الإسلامية" يعقدون مؤتمرات؛ يسمونها إسلامية, يشرف عليها ويشارك فيها؛ ممثلون عن القوى الصليبية, والصهيونية, والعلمانية, والشيوعية المرتدة, ....الخ لذر الرماد في العيون.
وكل رؤساء هذه الطوائف؛ –وحسب تقارير المفتين ومن يسمونهم علماء أو مؤسسات دينية- ملهمون, رشيدون, حكماء, علماء, عظماء أئمة واعون, محنكون, فاهمون, يقرؤون كثيراً ويفهمون ويحللون أكثر قادرون, حريصون على الإسلام, يسهرون على مصالح الأنام, أهل ورع, وزهد, وتقوى, يقومون الليل ركعاً وسجدا, ويصومون كل اثنين وخميس, ويتفقدون الأمة بأنفسهم, يتغيبون أحياناً عن لقاء الأمة؛ لأن ليس لأحدهم إلا قميصاً واحداً يكون قد غسله في ذلك اليوم, وهم مع هذا؛ أشداء على الكفار, أولي نجدة وبأس, تخشى صولتهم العلوج, يغزون عاماً, ويحجون عاما, وفي عام الحج؛ يرسلون نائباً عنهم للجهاد, وتفقد الثغور, جابت جيوشهم أطراف الدنيا, من بانكوك إلى مانيلا, إلى هونغ كونغ, إلى قلعة ديزني, وشواطئ كان, إلى حصون الليل في أوربا, وأمريكا.
وكل من ينتقدهم؛ باغ, ضال, منافق, خارجي, عدو للإسلام, حاقد على المسلمين, في قلبه مرض, يبتغي الفتنة, متآمر من عملاء يهود, خاصة في هذا المنعطف التاريخي الخطير؛ الذي تمر به الأمة, ويستحق هؤلاء الخارجون؛ القتل, أو تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف, أو التصليب على جذوع النخل. ولكن سعة صدر رؤساء الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع, وحلمهم, وتقواهم, يدفعهم إلى أن يزوجهم بالسجون فقط ولا يقتلونهم إلا عندما يطفح الكيل..
ثم قام رويبضة من الرويبضات وما أكثرها في هذا الزمان بجمع فتاوى كهنة الطاغوت بكتاب أسماه "الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية"([1]) وهو حلقة من سلسة في هذا السياق الأسود, فهو نضال عن إحدى هذه الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع ودفاع عن رموزها, ومنافحة عن أعمالها, وتبرير لتصرفاتها, وهجوم على من خالفها.
وغالب عناوين وأبواب هذه الفتاوى؛ استفزازي تنوء بألفاظه الجبال, ولا يستطيعها أهل الحياء والمروءة, ومن في وجهه ماء؛ فهي تخصص كل عتل جواظ وكذاب أشر.
تهجم على الشباب المجاهد, ورميه بالموبقات, وقذفه بأقذع الألفاظ, ونبذه بأسوأ الألقاب, يقابل ذلك الدعوة إلى الاستسلام؛ والخضوع والتبرير للطاغوت, والسير وفق التوجهات الصهيونية البروتستنتية الماسونية الردِّية.
وربما أفتى العلماء بهذه الفتاوى؛ تحت ضغط أو إكراه, من رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع, فخافوا على أنفسهم خوفاً يعذرهم الله أو لا يعذرهم به. فالله أعلم بحالهم .
وقال جامع الفتاوى إن عمله استغرق سنتين, ص11 ولو قضى هاتين السنتين في جهاد الحلف الصهيوني البروتستانتي لكان خيراً له, وإذ لم يفعل فلو صمت, وكفا الناس شره, امتثالاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه أَبو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ }([2]).
بدلاً من أن يقطع العمر؛ سعياً في خدمة التحالف الصهيوني البروتستانتي الردِّي, وتخذيل المسلمين المجاهدين, ومحاولة إقناطهم وتحبيطهم, والطعن في ظهورهم.
ولقد جمع فيه الفتاوى لكل من :
عبد العزيز بن باز عبد العزيز آل الشيخ محمد بن عثيمين صالح الفوزان صالح بن غصون عبد العزيز الراجحي صالح آل الشيخ أحمد النجمي مقبـل الـوادعي عبد المحسن آل عبيكان.
وقدم لكتابه:
عبد العزيز آل الشيخ, صالح الفوزان, عبد المحسن آل عبيكان, محمد آل الشيخ,
وبدأ سرد الفتاوى؛ عن تحريم العمليات الجهادية, والرأفة على بني الإنسان, وشتم المجاهدين, وأطلقوا وابلاً من الشتائم, فقالوا في وصف المجاهدين وأعمالهم الأوصاف التالية:
- أعمالهم تفوق أعمال المحاربين ص21 إن عملهم من التخريب والإفساد في الأرض ص22 عملهم إجرام شنيع وخيانة وغدر وهتك لحرمات الدين...نفوسهم فاجرة مشبعة بالخيانة والحسد والبغي والعدوان وكراهية الحياة والخير ص23 عملهم عمل إجرامي محرم شرعاً بإجماع المسلمين...أبشع وأعظم جريمة ص25 عمل إجرامي يتضمن الغدر والخيانة والبغي والعدوان وإجرام آثم ص 26 محض إفساد وإجرام ...معتدين ص27 يقومون بالقتل والتدمير والترويع ص28 إعتداء على حرمة بلاد المسلمين وترويع الآمنين وقتلاً للأنفس المعصومة وهو من الإفساد في الأرض وإتلاف الأموال المعصومة ص31 ووصفوا الاستشهاديين بأنهم قتلوا أنفسهم واستشهدوا بحديث مسلم من قتل نفسه ...ص32 ثم عادوا على وصف أعمالهم بالإجرام ص33 عمل إجرامي خطير وعدوان على الأنفس وإتلاف للأموال المحترمة وهو إفساد وتخريب وضلال مبين ص35 من أخطر الأمور وأشنعها ص37 عمل شنيع وعظيم في دين الإسلام ص38 دعاة الضلالة والفتنة والفرقة ص39 دعاة الضلالة والفرقة ص40 جريمة عظيمة ومنكراً شنيعاً ص41 إجرام شنيع لا يفعله إلا حاقد على الإسلام وأهله ص42 جرائم عظيمة عالمية ص43 جريمتهم الشنيعة ص44 قطاع الطريق ص45 ولعظم الجريمة وخطورتها ص46 حادث أثيم ومنكر عظيم وظلم كبير وإزهاق للأنفس وفساد في الأرض... امتلأت نفوسهم الخبيثة بالحقد والحسد والضر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله... عمل أثيم ومنكر عظيم يترتب عليه فساد عظيم وشرور كثيرة وظلم كبير ولا شك أن هذا الحادث إنما يقوم به من لايؤمن بالله واليوم الآخرص48 لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيماناً صحيحاً يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان نسأل الله أن يخيبهم ويخيب أنصارهم ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمر ص49 إن هذا من أعظم الجرائم وأعظم الفساد في الأرض وأصحابه أحق بالجزاء بالقتل والتقطيع نسأل الله أن يخيب مسعاهم وأن يسلط عليهم وعلى أمثالهم... حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ص50 إن هذا العمل لا يرضاه كل عاقل فضلاً عن المؤمن لا يرضاه أحد لأنه خلاف الكتاب والسنة ص51 عملهم عين المحادة لله ورسوله...جريمة من أبشع الجرائم...أصحاب منهج خبيث منهج الخوارج جاهلون سفهاء حاقدون ص52 سفهاء بل هم مفسدون...والله ما هم بمصلحين إنهم لمفسدون ص53 هم يقومون بالتفجير والتخريب هذا لا يجوز أبداً ولا يسوغ وهو وسيلة دعوة إلى الشيطان دعوة إلى النار ص54 تخريب ص55 عملهم قتلاً لأنفسهم وانتحاراً ص57 هؤلاء هم فريسة أفكار غير نقية ورغبات نفوس شقية ص58. فكفروا المجاهدين صراحة ثم يتورعون عن تكفير الطواغيت وأئمة الكفر.
ولقد كان أعداء الإسلام من محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي
أقل سوءاً في أوصاف المجاهدين: من أصحاب الفضيلة فهذا دانيل بابيبس المدير السابق لمعهد أبحاث السياسة الخارجية بفيلاديلفيا يقول: [ الأصوليون ليسوا بأي حال مسلمين تقليديين عاديين، والمتطرفون ليسوا مجرد مجرمين لكنهم عقديون متحمسون]
ويقول عاموس بيرلموتر Amos erlmter أستاذ العلوم السياسية بالجامعة
الأمريكية ومحرر مجلة الدراسات الاستراتيجية في كتاب له صدر 1995م :
(أما الأصولية الإسلامية ؛ فهي حركة شمولية معادية للغرب تأمل في أن تلقن الصليبيين الجدد دروساً لا تنسى، وليست مصادفة أن تكون مناطق الأزمات الدائمة والمشتعلة وبؤر التوتر في العالم هي نفسها مناطق الأصوليين دعاة الوحدة والخلافة الإسلامية ، والغرب لن يسمح باستبدال شمولية بأخرى: النموذج السوفييتي بالنموذج الإسلامي ) ].([3])
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق