موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأربعاء، 11 يوليو 2012

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (43)


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (43)
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الثالث من الناحية التاريخية وهو الأول والأساس من ناحية التأثير هو جمال الدين الشيعي الإيراني المتأفغن عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010

فتح "إسماعيل"  الباب على مصراعيه لأعداد كبيرة من اليهود واستعان بهم في مفاوضات الحصول على القروض الأجنبية من البيوت المالية اليهودية الكبرى في أوروبا مثل بيت "أوبنهايم" وبيت "روتشيلد"
في هذا الظروف أراد إسماعيل أن يستعين بجمال الدين من طرف خفي وعبر وزيره اليهودي رياض باشا لمعرفته بمكانة ورتبة جمال الدين في الماسونية لذا عمد إلى استضافته في مصر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى عَهِدَ إسماعيل باشا برعاية الماسونية المصرية إلى عمه حليم ( محمد عبد الحليم ) بن محمد علي باشا من أمته "نام شاز فادين" وكان عبد الحليم هو الوريث الشرعي لعرش مصر حسب نظام الوراثة المعمول به منذ عهد محمد على باشا ، وذلك لإلهائه عن المطالبة بالعرش
و هنالك ركز الماسونيون اهتمامهم بالأمير حليم نظرا لحماسه الشديد للنشاط الماسوني في مصر .. و كان قد أتم تعليمه أيضا في فرنسا, في كلية "سان سيتر" العسكرية مع إسماعيل باشا وعاد إلى مصر عام 1845 وقد أُشرب الماسونية , فاختاره الماسون "استاذاً أكبراً" لهم في محفل "الشرق الأكبر للماسونية المصرية" عام 1867, وتحول قصره في شبرا إلى محفل ماسوني، بل حضر ولي عهد بريطانيا حفل تنصيبه في ذلك القصر.
وكان معظم أعوان الأمير "حليم" من الماسونيين الإيطاليين والفرنسييين واليهود, ومن بين اليهود الخطيرين والذين لعبوا دورا هاما في نشر الماسونية في مصر تلميذ الأفغاني "المدعو" يعقوب صنوع" و "حسن موسى العقاد" أحد كبار تجار القاهرة.
ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر ونسي إسماعيل أن الماسوني مهما علت رتبته هو أداة بأيدي الماسونية الكونية التي يسيطر عليها اليهود سيطرة تامة ولا يستطيع لا جمال الدين ولا غيره الخروج على التعليمات وإلا فالفضائح والموت اغتيالاً ينتظرانه لذا بدأ الأفغاني يخطط للإطاحة بالخديوي إسماعيل وتولية الخديوي توفيق بعد أن عرف أن هذا هو رغبة القيادة الماسونية, وضمّ توفيق لمحفله الماسوني.
[ لذلك ذهب وفد من المصريين ومعهم جمال الدين إلى وكيل دولة فرنسا في مصر، وأبانوا له أن في مصر حزباً وطنياً يطلب الإصلاح ويسعى إليه، وأن الإصلاح لمصر لا يتم إلا على يد ولي العهد توفيق باشا ]([1]).
ويقول أديب إسحاق: [ ظهر للسيد جمال الدين أن الخديوي إسماعيل مخلوع لا محالة، فكشف الغطاء عن مقاصده السياسية وأخذ يسعى في إنفاذ أغراضه، فلقي المسيو (تريكو) قنصل جنرال فرنسا وكلّمه بلسان حزب كبير ]([2]).

نعم كلّمه بضرورة خلع الخديوي إسماعيل وتولية الخديوي توفيق([3]).، وكان هناك صراع بين توفيق وعمه عبد الحليم باشا حول تولي الخديوية، كان توفيق تابعاً لجمال الدين من الناحية الماسونية، وكان ألين عريكة من عبد الحليم الذي جمع حوله أيضاً عدداً من الماسون، وكان توفيق وعبد الحليم يتنافسان في الخضوع لنفوذ الدول الغربية، فعندما تولى توفيق رئاسة الوزارة في عهد أبيه عيّن وزيرين أجنبيين، أحدهما: إنجليزي والآخر فرنسي، كما فعل نوبار باشا من قبل. ووجد جمال الدين أن في تولية توفيق نصراً له، وربما يصبح هو الخديوي الحقيقي، فانفصل مع ثلاثمائة عضو من المحفل الماسوني الإنجليزي, وقدم طلباً للانتساب إلى المحفل الفرنسي - محفل كوكب الشرق- ثم ذهب إلى تريكو قنصل فرنسا يطلب تولية توفيق، وفضحت الجريدة الرسمية مسعى جمال الدين، فنشر في جريدة "التجارة" التي يتولى تحريرها تلميذه أديب إسحاق النصراني في يوم الخامس من أغسطس آب 1879 تعقيباً لجمال الدين على ما حدث.
قال أديب إسحاق: [ بعث إلينا بالنبذة مولانا الفيلسوف مهبط أسرار الحكمة أستاذنا جمال الدين أفندي فنشرناه امتثالاً لأمره ولازالت عين الوجود به قريرة.
قال جمال الدين: جناب الأجلّ المحترم:
لقد اطلعت في بعض الجرائد التي تطبع في القطر المصري على نبذة تتعلق بأمر زيارتي لجناب المحترم مسيو تريكو قنصل دولة فرنسا الفخيمة وجنرالها في مصر، فرأيت أن أكتب العبارة الآتية بياناً للحقيقة، وإصلاحاً لما وقع من الشطط في تلك النبذ راجياً من حضرتكم نشرها في جريدتكم الوضيئة وهي:
إن المصريين عموماً والحزب الحر خصوصاً الذي من ضمنه جماعة الماسون من أبناء الوطن، قد كانوا غير راضين عن هيئة حكومتهم السابقة، وكانت جميع أمانيهم حصر الخلافة الخديوية في سمو ولي العهد، ولأجل إيضاح هذه الأماني التي من شأنها أن تولي الشرف لكل وطني حقيقي قد كلفت بالذهاب إلى سعادة الجنرال المشار إليه، فأبنتها له صريحة بدون مواربة على أني الآن مع مستنيبي نعلم أننا نأخذ على أنفسنا تبعة ما قمت به من بيان تلك الأماني لدى سعادة الجنرال. ثم إنه تبين مما تقدم أنني لم أذكر قط المحافل على وجه العموم، ولا خصصت واحداً منها بالذكر، ولا ادعيت النيابة عنها مطلقاً.
هذا ومن المعلوم أن سياستنا الداخلية من حيث هي لا تهم الأجانب، ولا من أنتمي إليهم، فلا توجه للخطاب إليهم، وأما الوطنيون فمن كانوا مشاركين لنا أمانينا التي أَبَنْاَها فليس لهم أن ينتقدوا علينا فيما فعلناه، ومن كانوا منهم معارضين لنا فيها ومتخذين سياسة مخالفة لسياستنا فهم أحرار في أفكارهم، إنما يلزمنا أن نحسبهم حزباً مقاوماً للهيئة الوطنية القانونية الرسمية، فعلى الحكومة حينئذ أن تراقب حركاتهم وسكناتهم، حفاظاً للراحة العمومية، وسدّاً للخلل، وعلى الله الاتكال في الحال والاستقبال ]([4]).
ولمّا تولى توفيق بدأ جمال الدين يتدخل في الحكم، فقال للخديوي توفيق: [ ليسمح لي سمو أمير البلاد.. إن قبلتم نصح هذا المخلص، وأسرعتم في إشراك الأمة في حكم البلاد عن طريق الشورى، فتأمرون بإجراء انتخابات نواب عن الأمة تسن القوانين وتنفذ باسمكم وبإرادتكم، يكون ذلك أثبت لعرشكم، وأدوم لسلطانكم ]([5]).
[ وكان شكيب أرسلان يرى أن الدسّ وصل إلى الخديوي بقيام ثورة ثانية، أو غير الثورة، فقد تكون اغتيالاً لتوفيق، ولا بد من إقامة الحكم الجمهوري الذي عاهد توفيق عليه عندما كان في المحفل الماسوني ]([6]).
وأسَّسَ جمال الدين في مصر محفل الشرق للماسونية، وأسَّسَ جمعية سرية هي(جمعية مصر الفتاة) التي كانت لا تضم مصرياً واحداً، وكان غالب أعضائها من اليهود والنصارى والأتراك الفارّين من تركيا أعضاء تركيا الفتاة، وأسَّسَ جمعية العروة الوثقى، وأسَّسَ الحزب الوطني -القديم-، والذي كان من مبادئه:
[المادة رقم 3 -: (رجال الحزب يعترفون بفضل فرنسا وإنجلترا اللتين خدمتا مصر خدمة صادقة، ويعترفون باستمرار المراقبة الأوربية).]([7]).



[1] - تاريخ الأستاذ الإمام (1 / 75).
[2] - المصدر السابق (1 / 41).
[3] - الخديوي توفيق: (1269-1309هـ) هو محمد توفيق باشا بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي، ولد وتعلم بالقاهرة، أحسن العربية والتركية والفرنسية والإنجليزية، وتقلد نظارة الداخلية والأشغال، فرئاسة مجلس النظار، وكان أكبر أبناء إسماعيل، فلما عزل أبوه عن الخديوية تولاها سنة 1296، التحق بالمحفل الماسوني على يد جمال الدين وكان ينفذ رغبات الإنجليز والفرنسيين ولما أحس بضعفه طلب الحماية من الإنجليز فدخلت بريطانيا رسمياً واحتلت البلاد وفي ولايته أنشئ نظام الشورى وأنشئت المحاكم الأهلية التي تعمل بالقوانين الوضعية.
[4]- سلسلة الأعمال لجمال الدين - علي شلش, ص / 247 - 248.
[5] - جمال الدين الأفغاني للرافعي، ص / 45.
[6] - دعوة جمال الدين لمصطفى فوزي غزال، ص / 23.
[7]- الأعمال الكاملة محمد عبده 1/402

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.