قصيدة في المدخلي وربعه
هذه قصيدة جاءتني بالفاكس منذ عشرين سنة أو أكثر ولما رجعت لأرشيفي أمس وجدتها ولكن للأسف الشديد كان مكان اسم الشاعر سواد فلم أتمكن من معرفة اسمه فجزاه الله خيراً كائناً من كان وليعذرنا فما أهملنا ذكر اسمه ولكن قدر الله وما شاء فعل
من أقرع الفكر إلى الأصعل *** ومن فريد الجهل للمدخلي
ومن أمان الشر أستاذهم *** لمن يدير الساتر المخملي
لمن من السمنة أسداؤه *** تضخمت كالحامل المثقل
جميعهم لم يبق من وزنهم *** إلا بقايا السوس في المنخل
لما غدا الإفك لأشياعه *** بضاعة في عصرنا الممحل
وصار للتوحيد أرذولة *** مشبوهة المخرج والمدخل
وعاد رب الحمق رمز الحجى *** وديس سامي الفكر بالأرجل
شرعت نعلي فوق هاماتهم *** كي أدفع السافل للأسفل
قوم إذا مست رموز الهدى *** ألفيتهم كالرقم المهمل
من ركن أم الشرك إن زلزلوا *** يأوون في الكرب إلى موئل
ومن ولاء الله فروا إلى *** ولاء بعض العلية الرذَّل
يجنون من أقذارهم زادهم *** وبولهم يغني عن السلسل
فأصبحوا كالبهمِ يجرى بها *** من محفل فخرٍ إلى محفل
بمن رقيع النهج أحقاده *** فاضت بذاك الخبث المخجل
بأعظم الداعين في عصره *** صبراً وبالأروع الأمثل
بسيد أعظم به سيداً *** عن مثله الحاضر لم ينجل
ذاك الذي أسرى به صدقه *** من منزل سامٍ إلى منزل
مبتسم للموت لا آبه *** بالحبل مشدوداً وبالمنصل
السوط مشبعاً فاض من جرحه *** كأنه يكرع من جدول
وصدره رغم سهام الأذى *** يهزأ بالرامي وبالمنبل
أعداؤه تشقى بتعذيبه *** ونارهم من نوره تصطلي
رقيع يا جرحاً عليه انقضت *** ستون بل يا وجع الدمل
أما على قرنك تخشى وقد *** نطحت يا تيس بالجندل
يا زمناً ضاق بنا رحبه *** كلابه تعبث بالأشبل
هذا الذي تسعى لتكفيره *** وتغلق السمع عن العذل
حذاؤه إن تلف صابه *** في ليل درب الدعوة العطفل
أقسمت لا يصلح شعثًا له *** ما طال من عثنونك المسبل
أهدى لدين الله ما لم يقل *** وأنت كم قلت ولم تفعل
فصرت لا في العير ترجى ولا *** في غيرها كالذكر المشكل
تاجر بدين الله واهزأ بمن *** قد جاد بالمخضر والمبقل
فالأسد لا تحزم من قوتها *** ما تخزن النمل من المأكل
بكر بن عبد الله عن نصحه *** أعرضت كالشيطان عما تلي
سحابة فوق الذرى نهجه *** وجزت قعر الدرك الأسفل
أتدعي العزة يا خائضاً *** في الذل للرأس من الأرجل
أم تدعي القوة يا قابعاً *** عن واجبات المجد في معزل
أم تزعم العلم ولسنا نرى ***عندك منه زنة الخردل
أين لنا عن موقف واحدٍ *** يشف عن توحيدك الأمثل
هل دولة الإسلام عالجتها *** من رمية الكافر في المقتل
أم سطوة المحتل جابهتها *** في قوة عظمى وفي جحفل
فهاك إسرائيل ما أبصرت *** منك فألغت فكرة الهيكل
لو قيل للتوحيد هذا ابن من *** لقال هذا من بني الأخطل
وصاح في أوضح صوت له *** ما ذاك من بنياي إلا خلي
يا زاعم النسبة لي إنما *** أنت لأعدائي وما أنت لي
يا جرو قوم نبحوا سابقا ً *** لأجل زيف ناصبي علي
أقول فيما خط من منكر *** شنشنة تعرف من خنثل
ما كان إخلاصاً ولكنه *** تعرض الزرزور لللأجدل
تباً له من أشر كاذب *** على سوى البهتان لم يجبل
دماغه من كل خير خلا *** والفم من قيء الأذى ممتلي
مستنزل للزور داع له *** وليس للحق بمستنزل
به جحود راسخ غامض *** عن كل زيف فاضح ينجلي
يا نافخ العطر بأرجائنا *** بنافخ الأكيار لا تحفل
ذبابة يا روض ما راقها *** من سحرك الفياض والأجمل
عن ألف صنف ورد مضت *** تطف حول القذى المهمل
قد تقلع الحكام عن ذنبها *** ويجتنى الشهد من الحنظل
لكن من ضل على كبره *** إن قال لم ينصف ولم يعدل
الله أخزاك بذاك الذي *** زيفت فاخسأ أيها المدخلي
0 التعليقات:
إرسال تعليق