لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (4)
رضوان محمود نموس
لقد بين الباحث في الحلقة السابقة حكم الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع. ويبين في هذه الحلقة موقف الكهنة عصابة الطاغوت من أهم الأمور حسب ما جاء في الكتاب.
هاجم الكتاب؛ مجموعة العلماء الذين قدموا النصيحة لرئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع, ثم أنزل الكتاب, وفتاوى العلماء المذكورين فيه؛ أحكام الذميين؛ على الحربيين, وأحكام الكفار والخوارج والبغاة؛ على المسلمين ثم هاجم من يتكلم بأي كلمة, على رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع, وأعوانه.
- ثم دعوة ملحة؛ لطاعة رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع, وإسقاط الآيات والأحاديث التي تأمر بطاعة الإمام العادل؛ على رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع.
- الدعوة للبيعة, والدعاء لرئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع
- دعوة الشباب؛ إلى الإعراض عن فهم الواقع, والسياسة الداخلية والخارجية, لأن هذا ليس من اختصاصهم, بل من اختصاص رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع.
- وصف الشباب, والعلماء؛ الذي ينهون عن طاعة رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع في باطله؛ بالمنافقين, والضالين, وفي قلوبهم مرض, وحقد على الإسلام وأهله, ودعاة إلى الفوضى, ومرجفين, ودعاة سوء, وفي قلوبهم حقد, وفجرة لا عهد لهم, ولا دين, ولا أمانة, سفكة دماء, نهبة أموال, منتهكي أعراض, حاقدين, منافقين, ميتتهم ميتة جاهلية, ...الخ
- ثم هناك فقرة جميلة تضحك الثكلى وهي أن هذا البلد "مقاطعة آل سعود" محسود على قيادته!!
- رفض الخروج على الحاكم رفضاً باتاً ولو كفر ص86 –87 واتهام الناصحين بالخروج والبغي.
- الدعاء لرئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع, والدعوة لمساعدة عصابته وجنده في حربهم على الإسلام.
- الحرب على العلماء الذين يقولون كلمة حق, ووصفهم بالجهل, والضلال, وعدم العلم, والخروج, والابتداع, ....الخ
- الشفقة على يهود, وتحريم العمليات الاستشهادية ص165-178
- الشفقة على اليهود والنصارى, وتحريم الدعاء عليهم, لأن هذا حسب زعم علماء آل سعود اعتراض على أمر الله جل جلاله ,ص 215-222
- الخوف على اقتصاد الكفر ويهود, وخاصة أمريكا, والدعوة إلى عدم مقاطعة بضائعهم, ص223-228
- مهاجمة المصلحين ووصفهم بأقذع الألفاظ.
- تزوير الدين؛ بإنزال حكم جهاد الطلب والغزو, على جهاد الدفع ورد الصائل.
- لا جهاد لأن ولي الأمر منع الجهاد.
- لا يوجد جهاد شرعي الآن .....الخ.
- النهي عن الاستماع للمصلحين.
ولو ذهبنا نختصر فتاوى الكتاب على محاور رئيسية لخرج معنا المحاور التالية:
- منع الجهاد لأن ولي الأمر لا يراه الآن والذي يذهب للجهاد آثم.
- لا يجوز الخروج على الكفار والمرتدين لأن هذا يؤدي إلى مفسدة.
- لا يجوز نقد الكفار والمرتدين وتبيان مثالبهم لأن ذلك من الخروج.
- الأعمال الجهادية إرهاب وبغي وفساد في الأرض تنم عن نفوس حاقدة مريضة.
- الدعوة لطاعة المرتدين.
- عدم شرعية الدعاء على الكفار.
- عدم شرعية القنوت على الكفار لأن ولي أمرهم لم يأذن بذلك.
- عدم شرعية مقاطعة بضائع الكفار.
- عدم شرعية العمليات الاستشهادية في فلسطين.
إذاً فمختصر الموضوع: لا للتوعية, لا للجهاد, لا للدعاء على الكفار, لا للإعداد, لا للقنوت على الكفار, لا لمقاطعة البضائع اليهودية والأمريكية, لا لمعرفة الواقع, لا للعمليات الاستشهادية, لا لنقد الواقع والإصلاح, لا للنصيحة,
نعم للاستسلام ليهود, نعم للتواجد الصهيوني الأمركي الصليبي في جزيرة العرب, نعم لطاعة الكفرة والمرتدين, نعم لتقوية اقتصاد اليهود والصليبيين, نعم لقتل المجاهدين, نعم للحرب على الإسلام, نعم للحكم بغير ما أنزل الله, نعم للولاء للكفار, نعم لتكميم الأفواه.
فهل تريد الماسونية العالمية والتحالف الصهيوني البروتستانتي الرِدِّي أكثر من ذلك؟!.
وهل يسعى الإعلام الكفري الحاقد إلى أكثر من هذا؟!.
وهل رسالة أئمة الكفر والردة غير هذا؟!.
{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ % أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ %إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا َتَخَيَّرُونَ % أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ % سَلْهُم أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ % أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ% }
والكتاب الذي جمعت فيه هذه الفتاوى كتاب ذو رسالة رديئة ويؤدي إلى انعكاسات سيئة على الإسلام, وعلى جميع الأصعدة.
أولاً: وبنظرة متفحصة؛ يرى القارئ أنه تم عملية دجل واسعة النطاق, وإنزال للنصوص بغير منزلها. وعلى غير وجهها, وهو نوع من تحريف الكلم عن بعض مواضعه, وهي الخصلة التي امتاز بها يهود, ومن ضل من علماء هذه الأمة, وسيتبين للقارئ الكريم؛ حجم التحريف الذي حصل من خلال القراءة.
ثانياً: وضع العلماء عن قصد أو غير قصد؛ في موضع أسقط فيه هيبتهم, وأذهب قيمتهم, وطوح بقدرهم, من أعين الشباب, بل ومن أعين الناس عامة. فعندما يرى القارئ للكتاب؛ أن مهمة الفتوى ليس إيضاح الحق؛ بل التبرير للتحالف الصهيوني البروتستانتي الردِّي, والحدب على الكفار, والحقد على المجاهدين, لا يبقى للعلماء عنده أي قيمة, بل سيكونون عنده؛ أحد أهم أسباب الفتن, والبلاء الذي نحن فيه, وعمود من أعمدة الضلال, وكتيبة من القوى المحاربة للإسلام, أو هم الطابور الخامس, الذي يدمر من الداخل.
ثالثاً: قام الكتاب بتعرية الحكومة والعلماء "الطائفة الممتنعة" وفضحهم دون أن يدري, لأنه أظهرهم بأنهم جزء لا يتجزأ من آلة الحرب على الإسلام, التي يقودها التحالف الصهيوني البروتستانتي الردِّي, وذلك من خلال أقوال الكتاب مثل: أن ولي الأمر يمنع الجهاد, وولي الأمر هو الذي سمح لجيوش التحالف الصهيوني البروتستانتي بإنشاء قواعد في البلاد, وضرب المسلمين في العراق وأفغانستان من خلالها, وأن ولي الأمر هو الذي رخص للبنوك الربوية, وأن ولي الأمر هو الذي سلم البلاد والعباد والثروات للتحالف الصهيوني البروتستانتي, ولا يجوز التعرض للقوى الأمريكية الصليبية الصهيونية المقاتلة, لأنها جاءت بطلب ولي الأمر, وأن جنود ولي الأمر تطارد المجاهدين, وتمسكهم وتسلمهم للتحالف الصهيوني البروتستانتي, فأي ولي أمر هذا؟!! إنه رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع والعبد المطيع للكفار فقط.
رابعاً: وعلى صعيد الشباب المجاهد لم يقدم العلماء نصيحة, ولا كلمة حق, ولا رأياً شرعياً محترماً, ولا دعوة للحوار, ولا وعداً بإصلاح, بل حتى ما يسمى بالمقاومة السلبية مثل مقاطعة بضائع الدول التي تحارب الإسلام اعتبرها العلماء عملاً غير جائز, وحتى ملجأ الدعاء للمؤمنين صادره العلماء لصالح الكفرة, ولم يسمع المجاهدون من العلماء إلا سيلا ًجارفاً من السباب والشتائم والتهم والقذف والنبذ بالألقاب والتي هي سلاح الـ...... ناهيك عن العبارات الاستفزازية التي تزيد من تعميق الهوة بين الشباب والعلماء مما يدفع الشباب المجاهد إلى اليأس نهائياً من العلماء والتكبير عليهم أربع تكبيرات وفي رواية خمس.
خامساً: إن جامع الكتاب والمجموعة التي ينتمي إليها ومزكو الكتاب ومن يسير على نهجهم وضعوا أنفسهم في صف التحالف الصهيوني البروتستانتي الردِّي ناهيك عن التناقضات المزرية وتهافت الحجج لأن الباطل لجلج.
سادساً: إن الهجوم على رموز الإصلاح, والعلماء الذي قدموا النصيحة, أو العلماء الذي ينتقدون تيار الانبطاح لأمريكا, أو يدعون إلى مراجعة الحال, والعودة إلى ثوابت الإسلام, ونهج الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- وأنجاله وأحفاده رحمهم الله, لا شك أنه يرفع من قدر هؤلاء عند الشباب, ويجعل المهاجمين؛ في التيار الصهيوني البروتستانتي الردِّي, وأن الشتائم والاتهامات بالباطل؛ لا تحل الموضوع ولكنها تدل على انهيار الأعصاب, وفقدان الحجة, وعدم التمكن من المقارعة بالدليل.
سابعاً: أن التهجم على العلماء المخالفين في الرأي, ووصفهم بالجهل, وعدم العلم, والحسد, إلى آخر سلسلة التعالي, والتعالم, والغرور؛ لا يضر هؤلاء العلماء شيئاً, بل يضع علماء آل سعود, في موقع لا يحسدون عليه,
والأصل أن تكون هناك وقفة صحيحة مع الذات, وتقدير للموقف بشكل سليم, واتخاذ قرارات جريئة؛ قائمة على خشية الله, ووضع مصلحة الإسلام في المقام الأول, وهذا ما لا يستطيع فعله إلا العلماء الصادقون, ولا طاقة للعملاء بذلك, لأنهم ليسو في موقع اتخاذ القرار, بل في موضع من ينفذ قرار التحالف الصهيوني البروتستانتي الردِّي.
وبالتالي جاء الكتاب؛ كشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار, فلا نصيحة أدى, ولا واجباً قام به, ولا خلة سد, ولا سوءة ستر, بل كان ضررا على جامع الكتاب, ضرراً على أصحاب الفتوى, ضرراً على المزكين, ضرراً على الحكومة, ضرراََ على العلماء, ضرراً على الأمة, نطحةُ وعلٍ لجبلِ المجاهدين, ونفثة ثعبان في جفاء الصحراء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق