لا تكونوا أجراء
الطاغوت وعصابته(73)
رضوان محمود نموس
يتكلم الكاتب في هذه الحلقات عن موقف أجراء الطاغوت
من الجهاد
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح:[ والجهاد بكسر الجيم أصله لغة المشقة يقال جهدت
جهادا بلغت المشقة وشرعا بذل الجهد في قتال الكفار]([1]).
وقال محمد السيواسي في شرح فتح القدير:[كتاب السير أورد الجهاد عقيب الحدود لأنه بعد أن ناسبها بوجهين باتحاد
المقصود من كل منها. وهو إخلاء العالم من الفساد]([2]).
وقال
الكاساني في بدائع الصنائع:[ وأما الجهاد في اللغة فعبارة عن بذل الجهد بالضم وهو
الوسع والطاقة أو عن المبالغة في العمل من الجهد بالفتح وفي عرف الشرع يستعمل في
بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال واللسان ذلك أو
المبالغة في ذلك والله تعالى أعلم]([3]).
هذا عن تعريف الجهاد أما عن فضل الجاهد وأحكامه
فالأصل أن لا يجهل مثل هذا ولكن نورد بعض الآيات والأحاديث فلعله يتذكر بعض
الغافلين ويصحوا بعض النائمين ويتوب بعض المرجفين ويندم بعضٌ من الطابور
الخامس.ويخشى من به بقية من إيمان. ويؤوب من عنده أثر من الحياء.
أولاً الآيات
قال
تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ
حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ
أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى
يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ
الْكَافِرِين % ... وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ
لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إلا عَلَى الظَّالِمِينَ } ([4])
و قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ
كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ
تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا
تَعْلَمُون }([5])
وقال تعالى:{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا
يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }
([6])
وقال تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ
مِنْ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ([7])
و قال تعالى:
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ
رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا
فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } ([8])
و قال تعالى:
{ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا
عَظِيمًا} ([9])
وقال تعالى:
{وَمَا لَكُمْ لا
تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ
وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ
هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } ([10])