أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (108)
وطه حسين عينه عمارة
رائداً للصحوة
رضوان
محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن طه حسين الذي عينه عمارة رائداً للصحوة الإسلامية
بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان
والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل.
عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله
لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما
نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة نت) 3/11/2010
سادساً امتداح
الجاهلية:
يردُّ
طه على أساتذة الأدب الذين يعتقدون بوجود امرئ القيس وعنترة وابن كلثوم وغيرهم ,
ويدرسون الجاهلية من خلال هذا يقول:
[...
بل أنا أذهب إلى أبعد من هذا, فأزعم أني سأكتشف لهم طريقاً جديدة واضحة قصيرة سهلة
يصلون منها إلى هذه الحياة الجاهلية... إلى حياة جاهلية قيمة مشرقة ممتعة
مخالفة كل المخالفة لهذه الحياة التي يجدونها في المطولات ]([1]).
فالحياة الجاهلية التي تعرف عليها طه قيِّمة مشرقة ممتعة من وجهة نظره.
وما ذاك إلا لتطابق بعض الأخلاق السائدة وأخلاق طه, فإنه لم يعجبه من أخلاق
الجاهلية: الشجاعة والكرم والنجدة والإباء ونحو ذلك, لأن هذه الأخلاق متناقضة مع
أخلاقه, ولكن يعجبه منها الكفر والزنا, والفاحشة, والخمور, والفجور. فهذا ما وجده
طه قيِّماً ممتعاً, فأحب من الجاهلية ما انسجم مع خلقه, وردَّ منها وكذَّب ما ناقض
أخلاقه.
ثانياً:
العمل على نشر الرذيلة:
معلم أساسي وبيِّن من معالم حياة طه هو العمل على نشر الرذيلة ما استطاع
لذلك سبيلاً, متبعاً في ذلك تعليمات أساتذته في مدرسة الاستشراق, والمدرسة
الماسونية. وقدم بين يدي مخططه قاعدة إبليسية, جعلها كالقانون, وهي تحرير الأدب من
الدين, ومن العروبة كما قدمنا. وبالتالي ينفلت الأدب من الوازع الديني والأخلاقي
المرتبط به, كما ينفلت من التقاليد والعادات العربية المرتبطة بالدين ارتباطاً
أساسياً, وحتى غير المرتبط منها تحكمه قواعد الشهامة العربية, فإذا أفلت الشعر أو
النثر من هذين العاملين وضع مكانهما الكفر والفجور وتقليد الغرب. وهذا هدف أساسي
من أهداف طه.
يقول
الأستاذ أنور الجندي: [ كان من أكبر أهداف الدكتور طه حسين: إشاعة أدب المجون
والجنس والإباحة, وقد قصد إلى ذلك من ناحيتين:
الأولى:
إحياء ما وجد في الأدب القديم من فنون الجنس عند بعض الشعراء المنبوذين من أهليهم
وأمتهم, ومما جمعه الشعوبي الخاطئ الأصفهاني في كتاب الأغاني.
والثانية: مما عمد
إلى ترجمته من القصص الداعر... هذا هو الهدف من عبارة الحرية التي كان يرددها
دائماً. الحرية بمفهوم الماسونية, وهو من أهلها, وهي الانطلاق وراء الأهواء
والشهوات ]([2]).
ثم
يقول طه عن العصر العباسي: [ كان أبو نواس وأصحابه على فسقهم ومجونهم يتدينون,
ويقيمون الصلاة, ولكنهم كانوا يعبثون في هذا كما يعبثون في غيره, وربما قضوا الوقت
الطويل عاكفين على الفُجر (بضم الفاء), ثم يذكرون الصلاة فيقيمونها, ولعلهم أقاموا
الصلاة في مثل هذا الحال يوماً, وأمَّهم أحد الندماء فغلط وهو يقرأ (قل هو الله أحد), فاستحالت الصلاة من خشوع لله
إلى استهزاء بهذا الإمام الجاهل..., وإذا أردنا مثالاً يختصر هذا العصر ويشخصه
فهذا المثال هو أبو نواس, الذي نتخذ من درسه سبيلاً إلى درس العصر كله.
-ثم
يقول-: اُدرُس هذا العصر درساً جيداً, واقرأ بنوع خاص شعر الشعراء, وما كان يجري
في مجامعهم من حيث تدهشك ظاهرة غريبة, هي ظاهرة الإباحة والإسراف في حرية الفكر
وكثرة الازدراء لكل قديم, سواء كان هذا القديم ديناً, أم خلقاً, أم سياسة, أم
أدباً ]([3]).
ويقول:
[ فقد بينا في هذا الحديث أن هؤلاء الشعراء كانوا يمثلون عصرهم حقاً, وكانوا أشد
تمثيلاً وأصدق لحياته تصويراً من الفقهاء والمحدثين ]([4]).
فالذي يمثل العصر عند طه هم الزنادقة والفَجَرة. ولقد صدق من قال: (إن
الطيور على أشكالها تقع), ويمكن لطه كما صرح بأن يختزل العصر العباسي بأبي نواس,
وبأنه رمز ذاك العصر, وقد كان أبو نواس رمز الفجور والزندقة والتهتك. ولكن طه
يريده رمزاً للعصر كله. وكما هو حال طه: فقد كان رمزاً للكفر والزندقة والعمالة
والخنا والفجور و.., ولكنه لن يكون رمزاً لمرحلة زمنية, فهو وأبو نواس ومن على هذه
الشاكلة لا يكونون بحال رمزاً لأي زمن؛ بل رمزاً لما أرادوا أن يكونوا له, وهو
الخيانة والعمالة والكفر والزندقة ليس إلا. فطه لم يرَ في العصر العباسي أمثال
الإمام أبي حنيفة, والإمام مالك, والإمام الشافعي, والإمام أحمد رحمهم الله, ولم
يرَ الأئمة من أمثال البخاري, ومسلم, والترمذي, والنسائي, وأبي داود السجستاني,
وأبي دواد الطيالسي, وأمثال سفيان الثوري, والأوزاعي, وسفيان بن عيينة, والصادق,
والكاظم, ومحمد النفس الزكية, والليث بن سعد ووكيع بن الجراح, ومحمد بن أسلم
الطوسي, وعبد الله بن المبارك... الخ.