موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

السبت، 8 يونيو 2013

هذه تجربتي وهذه شهادتي للشيخ سعيد حوى الحلقة الثالثة

هذه تجربتي وهذه شهادتي للشيخ سعيد حوى الحلقة الثالثة

الفصل الخامس : في انكشاف التنظيم وتوسع الاعتقالات
إن الحادثة التي تذكر بمناسبة قصة الأخدود وهي حادثة صحيحة تجعلنا لا نستغرب حتى من الذين وصلوا إلى رتبة الصديقية أن يدلوا على غيرهم تحت التعذيب, ففي هذه القصة نجد أن الغلام قد دل على الراهب الذي هداه الله بسببه, فقتل الراهب نتيجة لذلك ومع ذلك بقيت الكرامات تظهر على يد الغلام, مما يدل على أن الاعتراف على الآخرين تحت الضغط والتعذيب لا ينقص من مقام الإنسان عند الله إذا كان دافعه إلى الاعتراف الاضطرار, دون تقصير أو اختيار أو خيانة, ولاشك أن من يستطيع التحمل فالتحمل أفضل, ولكن من يعرف الوحشية التي تسلط على المعتقلين في سورية لا يستغرب على أحد أن يعترف, فهناك وحشية لا حدود لها وفنون من التعذيب لا تطاق.
صحيح أن بعض الأخوان تحملوا هذا الذي لا يطاق فلم يعترفوا, ولكن هؤلاء قلة فتحت التعذيب توسعت الاعتقالات في كل مكان في سورية, وأصبح قسم كبير من التنظيم مكشوفا, ومع الاحتياطات الكثيرة التي كان التنظيم متخذا إياها فقد بلغت الاعتقالات المئات وبقي القسم الأكبر من التنظيم لم يكشف إلا أن قسما كبيرا من أعضاء التنظيم بقي فترة ليست قليلة, وقد انقطع عن إخوانه, وكان من هؤلاء بعض الأعضاء المنتسبين إلى المجموعات المقاتلة في حلب, فهؤلاء اعتقل مسئولهم  وانقطع الاتصال بهم. وكانت لهم معرفة بمجموعات الشيخ مروان حديد رحمه الله الذين كان من أبرز عناصرهم في حلب عدنان عقلة فرج الله عنه.
ومن هاهنا التقى هؤلاء ونفذوا عملية مدرسة المدفعية التي كان لها أكبر الأثر في تغيير مسار الحركة الجهادية في سورية, والتي كانت عاملا مهما أثر على مجريات الأمور.
الفصل السادس : عدنان عقلة وإبراهيم اليوسف وحادثة مدرسة المدفعية
كانت ولا زالت في حلب مدرسة لتخريج ضباط المدفعية في سورية, ووافق أن أحد ضباط هذه المدرسة وأحد مدرسيها النقيب إبراهيم اليوسف رحمه الله.

كان النقيب إبراهيم بعثيا في الظاهر وعلى صلة خفية بالمجاهدين, وكان بحكم موقعه يعرف طلاب الكلية ويعرف المسيحي من المسلم من النصيري, وكانت نسبة النصيرية بين طلاب الضباط وبين الضباط مرتفعة جدا وكان هذا يؤذي المسلمين السنيين ويثير حفيظتهم, وكانت مجموعة الشيخ مروان حديد حريصة على أن تثأر لدم الشيخ مروان, ومن هاهنا نبتت فكرة التحضير لمذبحة لكل الضباط النصيرين في المدرسة, وكان عددهم حوالي 260 مائتين وستين طالب ضابط نصيري, فلم يكن في المدرسة من السنيين والنصارى إلا أفرادا قلائل.
وقد استشير الدكتور عبد الستار الزعيم بهذه العملية فلم يوافق عليها, كما روى لنا من حدثه عبد الستار بهذه العملية بعد ذلك, وهذا الذي ينسجم مع خطة عبد الستار الزعيم إلا أن رواية عدنان عقلة تقول أن عبد الستار قد خيره.
المهم أن إبراهيم اليوسف خطط للعملية, وكان يحتاج إلى عدد من المنفذين فوجد هؤلاء المنفذون, وكانوا خليطا من مجموعة الشيخ مروان حديد رحمه الله ومن التنظيم المسلح للإخوان المسلمين وكانت الخطة تقتضي أن تنفذ العملية في اليوم الذي تكون في المناوبة للنقيب إبراهيم اليوسف.
وهكذا أدخل إبراهيم اليوسف عددا من الأخوة وجمع الطلاب الضباط جميعا ثم تلا قائمة ضمت أسماء السنيين والنصارى وأخرجهم من القاعة ثم أمر بإطلاق النار على من تبقى في القاعة من النصيريين فقتلوا جميعا وكانوا حوالي 260 طالب ضابط نصيري.
وكتبوا على لوحة القاعة ما يفيد أن هذه العملية انتقاما لدم الشيخ مروان حديد رحمه الله.
كانت المذبحة هائلة وأثرت تأثيرا كبيرا على أعصاب الطائفة النصيرية, فجعلت كل فرد في الطائفة أكثر حذرا من قبل, وأعطت المبرر للطائفة في القتل الجماعي والعشوائي, وكان رد الفعل المباشر أن حكمت المحكمة بالإعدام على خمسة عشر أخا من الأخوان ونفذت فيهم حكم الإعدام وأعلنت السلطة على لسان وزير الداخلية أنها ستصفي الأخوان في كل مكان, وبدأت منذ تلك اللحظة معركة مكشوفة بين الأخوان المسلمين وبين السلطة, ومن قبل كانت السلطة تظن أن مجموعات الشيخ مروان حديد وحدها هي التي تؤمن بالعمل المسلح, ولكنها بعد انكشاف التنظيم وحادثة المدفعية لم تعد تفرق بين مجموعات الشيخ مروان حديد وبين الأخوان المسلمين, وهكذا لم يجد الأخوان المسلمين بدا من أن يتخذوا قرار المواجهة.
الفصل السابع : إعادة تشكيل القيادة
اعتقل عدد من أعضاء القيادة العليا للإخوان المسلمين في سورية, والآخرون قد كشفوا, وبعضهم كان في الداخل وبعضهم كان في الخارج, وكان مجلس شورى الأخوان محتاطا ومتخذا قرارا مسبقا يفوض فيه المراقب العام ونائبه في تشكيل القيادة إذا طرأ طارئ, وكان المراقب العام وقتذاك الأستاذ عدنان سعد الدين, وكان نائبه الأستاذ علي البيانوني, وكلاهما كان في الخارج إلا أن الأستاذ البيانوني كان منقطعا في فرنسا بسبب فقدانه جوازه فأصبحت المبادرة بيد الأستاذ سعد الدين, وكان لا زال موظفا في الإمارات فكان من أوائل الإجراءات التي اتخذها هي إعادة تشكيل القيادة وترميمها, وكانت وقتذاك في عمان فطلب مني أن أدخل في القيادة, ولم يكن من المروءة فضلا عن الدين أن أرفض الدخول في القيادة في ذلك الوقت العصيب.
اتفق على أن يكون مقر القيادة في عمان دون إذن مسبق من الحكومة الأردنية, وإنما اختيرت عمان لقربها من دمشق, ولسهولة الوصول إليها والدخول إلى سورية منها, وكان على القيادة الجديدة مهمات متعددة منها :
أولا : أن تفهم الأخوان في الخارج ما حدث وأن تعبئهم لصالح الأخوان في الداخل.
ثانيا : أن ترعى ماليا المعتقلين والمشردين وأسر الشهداء والمعتقلين.
ثالثا : أن تعيد ربط الخيوط وأن ترمم التنظيم في الداخل.
رابعا : أن تقيم الموقف وتتخذ على ضوء ذلك القرار المناسب.
وهكذا بدأت العناصر القيادية المتواجدة في عمان تتحرك في محاور العمل هذه, وقد أرسل الأستاذ سعد الدين مبلغا من المال جمعه من الأخوان المسلمين كما أرسل رسالة مفصلة يشرح فيها وجهات نظره في كل شيء وكان أهم ما في رسالته أن علينا أن نتخذ قرار المواجهة وأن نعبئ كل الإمكانيات لهذه المواجهة.
لم يكن التنظيم مؤهلا ولا جاهزا لهذه المواجهة, ولا لاحتياجاتها, وكانت مهمة القيادة شاقة ولقد كان على القيادة أن تبدأ عملية المواجهة ولوازمها من الصفر, وكان كثيرا من الأخوان يفترضون أنه ما دامت القيادة قد اتخذت قرار المواجهة فالمفروض أنها قد أعدت للأمر عدته, ومنذ فترة طويلة, لذلك فرغم الإنجازات الهائلة التي أنجزتها القيادة كان الأخوان ينظرون إلى القيادة على أنها مقصرة, كان لذلك آثاره الكثيرة على الصف الإخواني في الداخل والخارج.
الباب الثاني
مرحلة ما بعد قرار المواجهة حتى نهاية أحداث حماة
مقدمة الباب الثاني :
اتخذت قيادتنا قرار المواجهة, وكان عليها لتنفيذ هذا القرار واجبات كثيرة فلم تكن الجماعة في الأصل مؤهلة لمواجهة سريعة, كما علينا إقناع أخواننا في الداخل والخارج بالقرار وتعبئتهم حوله, وكان علينا أن نوجد صيغة تنظيمية تتناسب مع الوضع الجديد, وكان علينا أن نؤمن الواردات المالية اللازمة, وكان صف الأخوان في الأصل ممزقا, فكنا بحاجة إلى إعادة وحدة الجماعة, وكان علينا أن نتحرك سياسيا وإعلاميا وعسكريا, وكل ذلك من الصفر.
وكنا نعتبر أنفسنا نقوم بالواجب, ولم يكن يخطر ببالنا أننا دخلنا على الساحة منافسين لأحد فالساحة تحتاج لجهود الجميع, ولكنه نشأت من خلال الحركة منافسات كان علينا أن نعالجها, وكان ضغط الصف الإسلامي كبيرا على قياداته كلها, وهذا كان يجبرنا على التعامل مع هذه الضغوط.
ومع أن همتنا كانت متجهة نحو تصعيد المواجهة, ولذلك كنا نمد كل جهة تريد أن تقوم بالمواجهة على طريقتها بصرف النظر عن الولاء لنا أو لغيرنا, إلا أن كثيرا من الناس طرحوا فكرة الولاء أثناء المعركة واحتدامها مما كان يعكر الأجواء ويصرف عن الصراع مع العدو, وكانت تمر أثناء المواجهة منعطفات خطرة كانت تجعل بعضنا يطرح أفكارا كان علينا أن نتخذ موقفا منها, ولكن حدة المواجهة كانت تحول دون تنفيذ هذه الأفكار.
لقد ارتكبت أخطاء قاتلة خلال مرحلة المواجهة العظمى التي استمرت حوالي السنتين منذ سنة 1979 إلى سنة 1981 ولكن لم يكن باستطاعة أحد أن يحول دون ارتكاب هذه الأخطاء, ولم يكن باستطاعة أحد أن يوجه لها نقدا موضوعيا لأن ذلك سيكون على حساب المواجهة.
لقد كانت سياستنا من الحكمة بحيث جعلت الصف المثقف في سورية يخرج على السلطة ويتحداها, فنقابة المهندسين ونقابة المحامين ونقابة الصيادلة ونقابة المهندسين الزراعيين ونقابات أخرى كلها خرجت على السلطة وتحدتها, وهكذا أثمرت سياستنا أن جعلت الشعب كله يشاركنا في المواجهة.
ومن أجل تعبئة الصف الإخواني أوجدنا ما سمي بالوفاق بين فصائل الأخوان المسلمين, ومن أجل تعبئة الصف الإسلامي أوجدنا الجبهة الإسلامية, ومن أجل تعبئة الشعب السوري شاركنا في إيجاد ما سمي بالتحالف الوطني لتحرير سورية.
وكنا نعد العدة لعملية تحسم الوضع في سورية, ولكن فاجأتنا أحداث أهمها مأساة حماة, فكانت نهاية المواجهة الكبرى.
وهكذا بدأت مرحلة جديدة من المواجهة, ونظن أن القيادة التي قادت مرحلة المواجهة الكبرى فعلت كل ما تستطيع.
والفصول اللاحقة تذكر بعض نشاطاتها واجتهاداتها


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.