لا تكونوا أجراء
الطاغوت وعصابته(82)
رضوان محمود نموس
الـولاء
والـبراء
فمن عقد الولاء والبراء، والمحبة والمعاداة, في
الله؛ فهو عبد لله, .. ومن عقد الولاء والبراء, في غير الله عز وجل ؛ فهو عبد لهذا
الغير, أياً كان هذا الغير, .. وسواء أقر بعبادته له من دون الله, أم أنه لم يقر.
قال الله تعالى في الحديث القدسي:{ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ
عَمَلا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ }([1]).
وقال الإمام ابن تيمية:[ بل لا يجوز أن يحب شيء من
الموجودات لذاته؛ إلا هو سبحانه وبحمده, فكل محبوب في العالم, إنما يجوز أن يحب
لغيره لا لذاته, والرب تعالى هو الذي يجب أن يحب لنفسه, وهذا من معاني ألهيته, ولو
كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا, فإن محبة الشيء لذاته شرك, فلا يحب لذاته إلا
الله, فإن ذلك من خصائص ألهيته, فلا يستحق ذلك إلا الله وحده, وكل محبوب سواه؛ إن
لم يحب لأجله, أو لما يحب لأجله, فمحبته فاسدة, والله تعالى خلق في النفوس حب
الغذاء, وحب النساء, لما في ذلك في حفظ الأبدان, وبقاء الإنسان, فإنه لولا حب
الغذاء, لما أكل الناس ففسدت أبدانهم, ولولا حب النساء لما تزوجوا فانقطع النسل,
والمقصود بوجود ذلك بقاء كل؛ منهم ليعبدوا الله وحده, ويكون هو المحبوب المعبود لذاته,
الذي لا يستحق ذلك غيره, وإنما تحب الأنبياء والصالحون تبعا لمحبته, فإن من تمام
حبه؛ حب ما يحبه, وهو يحب الأنبياء, والصالحين, ويحب الأعمال الصالحة, فحبها لله, هو من تمام حبه, وأما الحب معه؛ فهو حب
المشركين, الذين يحبون أندادهم كحب الله, فالمخلوق إذا أحب لله, كان حبه جاذبا إلى
حب الله, وإذا تحاب الرجلان في الله, اجتمعا على ذلك, وتفرقا عليه, كان كل منهما
جاذبا للآخر إلى حب الله.{([2]).
وقال الإمام ابن القيم: [فصل: والمحبوب قسمان: محبوب
لنفسه, ومحبوب لغيره, لا بد أن ينتهي إلى المحبوب لنفسه, دفعا للتسلسل المحال, وكل
ما سوى المحبوب الحق فهو محبوب لغيره, وليس شيء يحب لنفسه إلا الله وحده, وكل ما
سواه مما يحب فإنما محبته تبع لمحبة الرب تبارك وتعالى, كمحبة ملائكته, وأنبيائه,
وأوليائه, فإنها تبع لمحبتة سبحانه, وهي من لوازم محبته, فان محبة المحبوب؛ توجب
محبة ما يحبه, وهذا موضع يجب الاعتناء به, فانه محل فرقان بين المحبة النافعة
لغيره, والمحبة التي لا تنفع بل قد تضر.
فاعلم أنه لا يحب لذاته إلا من كان كماله من لوازم
ذاته, وإلهيته وربوبيته وغناه من لوازم ذاته, وما سواه فإنما يبغض ويكره لمنافاته
محابه ومضادته لها وبغضه وكراهته بحسب قوة هذه المنافاة وضعفها, فما كان أشد
منافاة لمحابه, كان أشد كراهة من الأعيان والأوصاف والأفعال والإرادات وغيرها,
فهذا ميزان عادل توزن به موافقة الرب, ومخالفته, وموالاته, ومعاداته, فإذا رأينا
شخصا يحب ما يكرهه الرب تعالى, ويكره ما يحبه, علمنا أن فيه من معاداته بحسب ذلك,
وإذا رأينا الشخص يحب ما يحبه الرب, ويكره ما يكرهه, وكلما كان الشيء أحب إلى
الرب؛ كان أحب إليه وآثره عنده, وكلما كان أبغض إليه, كان أبغض إليه, وأبعد منه؛
علمنا أن فيه من موالاة الرب؛ بحسب ذلك .
فتمسك بهذا الأصل في نفسك, وفي غيرك, فالولاية عبارة
عن موافقة الولي الحميد في محابه, ومساخطه, وليست بكثرة صوم ولا صلاة ولا تمزق ولا
رياضة.{([3]).
وسنسوق الأدلة من القرآن والسنة وأقوال العلماء على
كفر أولئك الذين يوالون أعداء الله:
الدليل
الأول: قال الله تعالى: { وَلَنْ
تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ
إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ
الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ }
([4]).
قال ابن
كثير في تفسير الآية [ ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من
ولي ولا نصير: فيه تهديد, ووعيد شديد للأمة, عن اتباع طرائق اليهود, والنصارى, بعد
ما علموا من القرآن والسنة عياذا بالله من ذلك, فإن الخطاب مع الرسول صلى الله
عليه وسلم ,والأمر لأمته, وقد استدل كثير من الفقهاء, بقوله حتى تتبع ملتهم: حيث
أفراد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة, كقوله تعالى لكم دينكم ولي دين{([5]).
وقال
الشوكاني في تفسير الآية: [وفي هذه الآية من الوعيد الشديد الذي ترجف له القلوب,
وتتصدع منه الأفئدة, ما يوجب على أهل العلم؛ الحاملين لحجج الله سبحانه, والقائمين
ببيان شرائعه, ترك الدهان لأهل البدع, المتمذهبين بمذاهب السوء, التاركين للعمل
بالكتاب والسنة, المؤثرين لمحض الرأي عليهما, فإن غالب هؤلاء؛ وإن أظهر قبولا
وأبان من أخلاقه لينا؛ لا يرضيه إلا اتباع بدعته, والدخول في مداخله, والوقوع في
حبائله, فإن فعل العالم ذلك بعد أن علمه الله من العلم ما يستفيد به أن هدى الله
هو ما في كتابه وسنة رسوله, لا ما هم عليه من تلك البدع؛ التي هي ضلالة محضة, وجهالة
بينة, ورأي منهار, وتقليد على شفا جرف هار, فهو إذ ذاك ما له من الله من ولي ولا
نصير, ومن كان كذلك, فهو مخذول لا محالة, وهالك بلا شك ولا شبهة{([6]).
إذا كان
هذا الوعيد برأي الشوكاني لمن يحاول إرضاء أهل البدع, فكيف بمن يتبع اليهود
والنصارى في تشريعاتهم مثل الحكومة السعودية الخاضعة لتشريع اليونيسكو واليونسيف
والمحكمة الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة, وكل تشريعات هذه
المؤسسات يهودية نصرانية؟
الدليل
الثاني: قال الله تعالى: {
لاَيتخذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلأَنْ تَتَّقُوا
مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
} ([7]).
قال
القرطبي في تفسيره:[فيه مسألتان الأولى: قال أبن عباس: نهى الله المؤمنين أن
يلاطفوا الكفار فيتخذوهم أولياء, ومثله لا تتخذوا بطانة من دونكم, وهناك يأتي هذا
المعنى, ومعنى فليس من الله في شيء, أي فليس من حزب الله, ولا من أوليائه في شيء{([8]).
وقال ابن
كثير في تفسيره:[ نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين؛ أن يوالوا الكافرين, وأن
يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين, ثم توعد على ذلك, فقال ومن
يفعل ذلك فليس من الله في شيء, أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله, كما
قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة
إلى أن قال ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا
تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا
وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم من بعض
ومن يتولهم منكم فإنه منهم{([9]).
فهذا
الإمام ابن كثير يعلن أن الله يتبرأ ممن يتخذ المشركين أولياء ولكن الحكومة
السعودية توالي المشركين, وتعادي المسلمين. فوالت أمريكا بمساعدتها على ضرب المسلمين في أفغانستان, ووالت أمريكا بمساعدتها على
ضرب المسلمين في العراق, ووالت أمريكا وجعلت جزيرة العرب قاعدة ينطلق منها
الأمريكيون لضرب المسلمين في كل مكان, فأين علماء أل سعود, ودروسهم في العقيدة عن
الولاء والبراء؟!.
ووالله الذي لا إله إلا هو لقد
سمعت بأذناي البريلوية – وهم مجموعة من الصوفيين – سمعتهم يتهكمون على السلفية
بسبب أعمال أل سعود وعلمائهم ويقولون [ (يا محمد شرك هي يا بوش إيمان هي) أي أن
السلفيين يتهموننا بالشرك لأننا نستغيث بمحمد وهم يستغيثون ببوش{ ومع أن قولهم
متهافت. فلا تجوز الاستغاثة إلا بالله, وهذه عقيدتنا ولله الحمد, ولكن كم أساء
علماء أل سعود للدعوة بربطهم أنفسهم؛ بفهد المرتد وعصابته؟.
الدليل
الثالث:{ يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا
مُبِينًا } ([10]).
قال ابن
كثير:[ فإن من الفساد في الأرض, اتخاذ المؤمنين الكافرين أولياء, كما قال تعالى:
والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير فقطع الله
الموالاة بين المؤمنين والكافرين, كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا
الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا ثم قال
إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا فالمنافق لما كان ظاهره
الإيمان اشتبه أمره على المؤمنين, فكان الفساد من جهة المنافق حاصل, لأنه هو الذي
غر المؤمنين بقوله الذي لا حقيقة له, ووالى الكافرين على المؤمنين, ولو أنه استمر
على حاله الأول لكان شره أخف{([11]).
الدليل
الرابع:
قال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ
مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
} ([12]).
قال
القرطبي:[ الثانية قوله تعالى: ومن يتولهم منكم, أي يعضدهم على المسلمين, فإنه
منهم, بين تعالى أن حكمه كحكمهم, وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد, وكان
الذي تولاهم "ابن أبي" ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة, في قطع
المولاة وقد قال تعالى: ولا تركنوا إلى
الذين ظلموا فتمسكم النار وقال تعالى: في آل عمران لا تتخذوا بطانة من دونكم وقد
مضى القول فيه وقيل إن معنى بعضهم أولياء بعض, أي في النصرة, ومن يتولهم منكم فإنه
منهم شرط وجوابه أي لأنه قد خالف الله تعالى ورسوله, كما خالفوا ووجبت معاداته كما
وجبت معاداتهم, ووجبت له النار كما وجبت لهم فصار منهم أي من أصحابهم{([13]).
وقال ابن
كثير:[ ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم
أعداء الإسلام وأهله, قاتلهم الله, ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض, ثم تهدد وتوعد من
يتعاطى ذلك, فقال ومن يتولهم منكم فإنه منهم الآية... عن محمد بن سيرين قال: قال
عبد الله بن عتبة ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر قال فظنناه
يريد هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء
الآية...وقوله تعالى فترى الذين في قلوبهم مرض أي شك وريب ونفاق يسارعون فيهم أي
يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر, يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة. {([14]).
وقال
الطبري:[ والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا
أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء, على أهل الإيمان بالله ورسوله, وأخبر
أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا؛ من دون الله ورسوله والمؤمنين, فإنه منهم في
التحزب على الله, وعلى رسوله, والمؤمنين, وأن الله ورسوله, منه بريئان{([15]).
وقال
البغوي:[ ومن يتولهم منكم, فيوافقهم, ويعينهم, فإنه منهم, إن الله لا يهدي القوم
الظالمين{([16]).
فهؤلاء آل
سعود؛ الذين أعانوا الكفر الصليبي اليهودي الماسوني على المسلمين, ومكنوه من قتل
مئات الألوف من المسلمين؛ في أفغانستان, والعراق, وسلموا المسلمين من أبناء جزيرة
العرب للأمريكان؛ ليزجوا بهم في سجون "غوانتي نامو", ورغم هذا الولاء؛
لكل أنواع الكفر, والواضح وضوح الشمس في رابعة النهار, نرى علماء آل سعود, كالنعام
يضعون رؤوسهم في الرمال, ولا يرون إلا مايريهم إياه فرعونهم وولي أمرهم فهد, ولا
يسمعون إلا ما يسمعهم, ويتفذلكون تفذلك الذين سيقول لهم إبليس يوم القيامة كما أخبر الله جل جلاله { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا
قُضِيَ الأمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ
فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ
دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا
أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا
أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
الدليل
الخامس:
قال الله
تعالى: { تَرَى كَثِيرًا
مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ
أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ
خَالِدُونَ % وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ
وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ }([17]).
قال ابن
كثير: [وقوله تعالى ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم
أولياء. أي لو آمنوا حق الإيمان بالله والرسول والقرآن؛ لما ارتكبوا ما ارتكبوه من
موالاة الكافرين في الباطن, ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل إليه, ولكن
كثيرا منهم فاسقون. أي خارجون عن طاعة الله ورسوله, مخالفون لآيات وحيه وتنزيله{([18]).
وقال أبو
السعود:[ ولو كانوا أي الذين يتولون
المشركين من أهل الكتاب, يؤمنون بالله والنبي, أي نبيهم وما أنزل إليه من الكتاب,
أو لو كان المنافقون يؤمنون بالله ونبينا إيمانا صحيحا؛ ما اتخذوهم أي المشركين أو
اليهود أولياء, فإن الإيمان بما ذكر, وازع عن توليهم قطعا, ولكن كثيرا منهم
فاسقون, خارجون عن الدين, والإيمان بالله, ونبيهم, وكتابهم, أو متمردون في النفاق,
مفرطون فيه{([19]).
وقال
البغوي: [ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي محمد صلى الله عليه وسلم, وما أنزل إليه
يعني القرآن, ما اتخذوهم يعني الكفار أولياء, ولكن كثيرا منهم فاسقون. أي خارجون
عن أمر الله سبحانه وتعالى{([20]).
فنرى صيغة
القرآن الكريم وأقوال المفسرين؛ استنكارية تعجبية تطلق الأمر وكأنه من البدهيات
المسلمات التي لا تحتاج إلى برهان وحوار عند العقلاء, فالمؤمن بالله جل جلاله
وبالرسول صلى الله عليه وسلم , لا يمكن أن يتخذ الكفار أولياء, والعكس أن من
يتخذهم أولياء لا يمكن أن يعتبر من المؤمنين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق