لا تكونوا أجراء
الطاغوت وعصابته(77)
رضوان محمود نموس
ويتكلم الكاتب في هذه الحلقات عن موقف أجراء الطاغوت
من الجهاد
الجهاد دون أمير
1- عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأكْوَعِ يَقُولُ
خَرَجْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالأولَى وَكَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم تَرْعَى بِذِي قَرَدَ قَالَ فَلَقِيَنِي غُلامٌ لِعَبْد
ِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم قُلْتُ مَنْ أَخَذَهَا قَالَ غَطَفَانُ قَالَ فَصَرَخْتُ ثَلاثَ صَرَخَاتٍ
يَا صَبَاحَاهْ قَالَ فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ
انْدَفَعْتُ عَلَى وَجْهِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ
مِنَ الْمَاءِ فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِي وَكُنْتُ رَامِيًا وَأَقُولُ
أَنَا ابْنُ الأكْوَعْ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ وَأَرْتَجِزُ حَتَّى
اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ وَاسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً
قَالَ وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ
اللَّهِ قَدْ حَمَيْتُ الْقَوْمَ الْمَاءَ وَهُمْ عِطَاشٌ فَابْعَثْ إِلَيْهِمُ
السَّاعَةَ فَقَالَ يَا ابْنَ الأكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ قَالَ ثُمَّ
رَجَعْنَا وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ
حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ([1]).
ووجه
الاستدلال فيه أن سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه قام بالدفاع عن حوزة الإسلام وطارد
الكفار ورد اللقاح وسلب منهم ما سلب دون أمر النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم هو النبي صلى الله
عليه وسلم ويبعد صلى الله عليه وسلم عن سلمة رضي الله عنه مئات الأمتار فقط ولم
يستأذن وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على فعله وأثنى عليه وهذا مقتضى الشرع
والعقل إلا أن العقول المبرمجة على الخضوع لأمريكا لا تستطيع استيعاب هذا الأمر
ولا يؤذن لها به.
2- وعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ مِنْ
خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ
عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ
فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ
الأوْدِيَةِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى
يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إِلا فِي خَيْرٍ ([2]).
ووجه
الاستدلال فيه أن هذا الذي أين ما سمع هيعة طار إليها لم يأت في الخبر أنه استأذن
ولكن كلما تناهى إلى سمعه عن عدو ذهب ليقاتله وذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالخيرية ممتدحاً عمله هذا.
وعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا
أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ
رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّمَا
كَانَتْ هَيْعَةٌ اسْتَوَى عَلَيْهِ أَلا أخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ قَالُوا
بَلَى قَالَ الرَّجُلُ فِي ثُلَّةٍ مِنْ غَنَمِهِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤْتِي
الزَّكَاةَ أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ الْبَرِيَّةِ قَالُوا بَلَى قَالَ الَّذِي
يُسْأَلُ بِاللَّهِ وَلا يُعْطِي بِهِ ([3]).
ووجه الاستدلال فيه أن هذا الذي آخذ بعنان فرسه للجهاد
دون استئذان ولكن كلما تناهى إلى سمعه عن عدو ذهب ليقاتله وذكره رسول الله صلى
الله عليه وسلم بأنه خير البرية ممتدحاً عمله هذا.
وعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَأْتِيَنَّ
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَفْضَلُ النَّاسِ فِيهِ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ
أَخَذَ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُلَّمَا سَمِعَ بِهَيْعَةٍ
اسْتَوَى عَلَى مَتْنِهِ ثُمَّ طَلَبَ الْمَوْتَ مَظَانَّهُ وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ
مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَدَعُ النَّاسَ
إِلا مِنْ خَيْرٍ ([4]).
ووجه
الاستدلال كسابقه.
3- عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:{مَا
مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلا كَانَ لَهُ مِنْ
أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ
بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا
يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لا يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ
مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ
بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإيمَانِ حَبَّةُ
خَرْدَلٍ.}([5]).
ووجه الاستدلال أن من: من ألفاظ العموم ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
من يجاهدهم بأي شكل من أشكال الجهاد ولم يقيد ذلك بأمير بل السياق يدل على أن هذا
الجهاد دون أمير.
4- عَنْ
سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فِي زَمَنِ فُتِحَتْ تُسْتَرُ
أَجْلُبُ مِنْهَا بِغَالا فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا صَدْعٌ مِنَ الرِّجَالِ
وَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ تَعْرِفُ إِذَا رَأَيْتَهُ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ
الْحِجَازِ قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَذَا فَتَجَهَّمَنِي الْقَوْمُ وَقَالُوا أَمَا
تَعْرِفُ هَذَا: هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم فَقَالَ حُذَيْفَةُ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ
فَأَحْدَقَهُ الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقَالَ إِنِّي أَرَى الَّذِي تُنْكِرُونَ
إِنِّي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ هَذَا الْخَيْرَ الَّذِي أَعْطَانَا
اللَّهُ أَيَكُونُ بَعْدَهُ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا
الْعِصْمَةُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ السَّيْفُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَاذَا
يَكُونُ قَالَ إِنْ كَانَ لِلَّهِ خَلِيفَةٌ فِي الأرْضِ فَضَرَبَ ظَهْرَكَ
وَأَخَذَ مَالَكَ فَأَطِعْهُ وَإِلا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ
قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مَعَهُ نَهْرٌ وَنَارٌ
فَمَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ وَمَنْ وَقَعَ فِي
نَهْرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ
هِيَ قِيَامُ السَّاعَةِ.}([6]).
ووجه
الاستدلال أن العصمة من الفتن الجهاد بأمير أو دون أمير والظاهر من السياق هنا أنه
دون أمير.
5- وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُول
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ
فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ
تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لا إِنَّ
بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأمَّةَ ([7]).
وعَنْ
ثَوْبَانَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا تَزَالُ طَائِفَةٌ
مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى
يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ .([8]).
عن
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ
ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ([9]).
عن
مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَلا تَزَالُ
عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ
نَاوَأَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ([10]).
عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أَتَى
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّي سَئِمْتُ الْخَيْلَ وَأَلْقَيْتُ
السِّلاحَ وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا قُلْتُ لا قِتَالَ فَقَالَ لَهُ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ يَرْفَعُ اللَّهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ
فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ألا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ
الشَّامُ وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ([11]).
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا
تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ
قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إلا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأوَاءَ
حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ
وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ([12]).
ووجه
الاستدلال في هذه الأحاديث أن هذه الطائفة
موجودة والحمد لله وتجاهد ويرى جهادها المبصر والأعور والأعمى ولقد أخبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بوجودها واستمراريتها لا يضرها من خالفها وهذا من دلائل النبوة
إذ لا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوجود هذه الطائفة فقط بل يخبر أنهها ستخالف
ولا يضرها من خالفها والدلالة في أشياء .
1.
وجود الطائفة.
2.
كثرة المخالفين من عملاء أمريكا ومن الطواغيت
المرتدين ومن علماء السلاطين وعلماء الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع ومن جيوش المُضَلِلِين والمُضَلَلِين ومن
الجبناء والمخذلين ومن الذاهلين والغافلين ومن الذين يدَّ عون الوسطية والاعتدال
من المتمسحين بالإسلام, المرتمين في أحضان الطواغيت.
3.
عدم وجود أيٍ من الذين يسميهم علماء الطواغيت (ولاة
أمر) معلناً للجهاد وهذه نعمة من الله حيث أمراء المجاهدين منهم .
6- قال ابن مفلح في الفروع:[ ونقل المروذي يجب
الجهاد بلا إمام إذا صاحوا النفير وسأله
أبو داود: بلاد غلب عليها رجل فنزل البلاد يغزى بأهلها يغزو معهم قال نعم قلت
يشترى من سبيه قال دع هذه المسألة الغزو ليس مثل شراء السبي الغزو دفع عن المسلمين
لا يترك لشيء {([13]).
وقال :[ وعنه
– أي عن أحمد- جوازه بكل حال ظاهرا وخفية وعصبة وآحادا وجيشا وسرية{([14]).
7- وقال البهوتي:[ فإن عدم الإمام لم يؤخر
الجهاد لئلا يستولي العدو على المسلمين وتظهر كلمة الكفر وإن حصلت غنيمة
قسموها على موجب الشرع كما يقسمها الإمام على ما يأتي بيانه في باب قسمة الغنيمة{([15]).
8- وقال
الإمام ابن تيمية: [وكذلك لو فرض عجز بعض الأمراء عن إقامة الحدود والحقوق أو
إضاعته لذلك لكان ذلك الفرض على القادر عليه وقول من قال لا يقيم الحدود إلا
السلطان ونوابه إذا كانوا قادرين فاعلين بالعدل كما يقول الفقهاء الأمر إلى الحاكم
إنما هو العادل القادر فإذا كان مضيعا لأموال اليتامى أو عاجزا عنها لم يجب
تسليمها إليه مع إمكان حفظها بدونه وكذلك الأمير إذا كان مضيعا للحدود أو عاجزا عنها لم يجب تفويضها إليه مع إمكان إقامتها
بدونه والأصل أن هذه الواجبات تقام على أحسن الوجوه فمتى أمكن إقامتها من أمير لم
يحتج إلى اثنين ومتى لم يقم إلا بعدد ومن غير سلطان أقيمت إذا لم يكن في إقامتها
فساد يزيد على إضاعتها{([16]).
9- كان
عمر رضي الله عنه قد عزل خالداً بن الوليد رضي الله عنه عن قياد ة الجيش وأمر جيوش
المسلمين أن لا تحدث فتحاً جديداً إلا إذا جاءهم أمره ولكن خالداً رضي الله عنه
وجد من مصلحة المسلمين أخذ بعض الحصون المعادية فشرع بالجهاد لأخذها دون إذن من
عمر رضي الله عنه فلم ينكر عليه عمر رضي الله عنه فقال الطبري في تاريخه:
[ولما بلغ
عمر ذلك قال أمَّرَ خالد نفسه, يرحم الله أبا بكر, هو كان أعلم بالرجال مني, وقد
كان عزله والمثنى مع قيامه, وقال: إني لم أعزلهما عن ريبة ولكن الناس عظموهما
فخشيت أن يوكلوا إليهما فلما كان من أمره وأمر قنسرين ما كان رجع عن رأيه وسار
خالد حتى نزل قنسرين فتحصنوا منه فقال إنكم لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم
أو لأنزلكم الله إلينا قال فنظروا في أمرهم وذكروا ما لقي أهل حمص فصالحوه على صلح
حمص فأبى إلا على إخراب المدينة فأخربها واتطأت حمص وقنسرين فعند ذلك خنس هرقل
وإنما كان سبب خنوسه أن خالدا حين قتل ميناس ومات الروم على دمه وعقد لأهل الحاضر
وترك قنسرين طلع من قبل الكوفة عمر بن مالك من قبل قرقيسيا وعبد الله بن المعتم من
قبل الموصل والوليد بن عقبة من بلاد بني تغلب وعرب الجزيرة وطووا مدائن الجزيرة من
نحو هرقل وأهل الجزيرة في حران والرقة ونصيبين وذواتها لم يغرضوا غرضهم حتى يرجعوا
إليهم إلا أنهم خلفوا في الجزيرة الوليد لئلا يؤتوا من خلفهم فأدرب([17])
خالد وعياض مما يلي الشأم وأدرب عمر وعبد الله مما يلي الجزيرة ولم يكونوا أدربوا
قبله ثم رجعوا فهي أول مدربة كانت في الإسلام سنة ست عشرة فرجع خالد إلى قنسرين
فنزلها{([18]).
[17] - قال في لسان العرب ج: 1
ص: 374 وأَصل الدَّرْبِ: الـمضِيقُ فـي الـجِبالِ؛ ومنه قَولُهُم: أَدْرَبَ
القومُ إِذا دَخَـلُوا أَرضَ العَدُوِّ من بلادِ الرُّوم. وفـي حديث
جَعْفَرِ بنِ عمرو: وأَدْرَبْنا أَي دَخَـلْنا الدَّرْب. و الدَّرْبُ: الـمَوْضِعُ
الذي يُجْعَلُ فـيه التَّمْرُ لِـيَقِبَّ. و دَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً و دُرَبَةً،
و تَدَرَّبَ: ضَرِيَ؛ و دَرَّبَه به وعلـيه وفـيه: ضَرَّاهُ. و الـمُدَرَّبُ من
الرِّجالِ: الـمُنَـجَّذُ. و الـمُدَرَّبُ: الـمُـجَرَّبُ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق