أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (114)
وطه حسين عينه عمارة
رائداً للصحوة
رضوان
محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن طه حسين الذي عينه عمارة رائداً للصحوة الإسلامية
بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان
والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل.
عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله
لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما
نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة نت) 3/11/2010
تابع
الردود
6- رأي ساطع الحصري:
وردَّ ساطع الحصري في مجلة الرسالة على كتاب طه
(مستقبل الثقافة في مصر) ردّاً طويلاً
نجتزئ منه قوله:
[ أني أريد أن ألفت الأنظار إلى الاختلافات الموجودة
بين هذه الآراء التي صدرت من قلم واحد في موضوع واحد في كتاب واحد! غير أن هناك
شيئاً أغرب من كل ذلك أيضاً: فإن المؤلف لا يكتفي بالبرهنة على عدم وجود فرق جوهري
بين العقل المصري والعقل الأوربي, بل يحاول أن يبرهن على أن مصر ليست جزءاً من
الشرق, ويسير بين سلسلة آراء وملاحظات -يكتنفها الغموض والتضارب من كل الجهات-
ويلوم الأوربيين الذين يقولون إن مصر جزء من الشرق, وأن المصريين فريق من
الشرقيين, ثم يقول:
(إن من السخف الذي ليس بعده سخف اعتبار مصر جزءاً من
الشرق)ص18 غير أنه لا يلبث أن يتناسى قوله هذا, ويدخل المصريين في عداد الشرقيين
في عشرات المواضيع من الكتاب... لا أرى حاجة في هذا المقام لتعدادها, فأكتفي بذكر
ما يقوله المؤلف في هذا الشأن في أواخر الكتاب, عندما يشرح اقتراحه في صدد فتح
مدارس مصرية في الأقطار العربية, فإنه يقول إذ ذاك:
(ما أظن أن السياسة الوطنية لهذه الأقطار تكره أن
تنشأ فيها مدارس مصرية تحمل إلى أبنائها ثقافة عربية شرقية, ويحملها إليهم معلمون
شرقيون مثلهم)([1]).
7- رأي الأستاذ عباس حافظ:
يقول الأستاذ عباس حافظ: (كوكب الشرق 26 - 27 مارس 1930).
[ " إن التشكك في حقيقة الشعر الجاهلي وما إليه بضاعة أزجاها طه بلطف
الحيلة لتندس في المنهج, وتكتسب صفتها الرسمية في المقرر, وإن لم تصب صفتها
الجنائية في التحقيق, وقد ذكرنا بكتابه الماضي في الشعر الجاهلي, وما أسماه تاريخ
إبراهيم, والكعبة بالأساطير التي استغلها " القرآن " وإن لم تصلح
للتحقيق التاريخي.
"هذه الشبهات" التي أفلتت من القصاص هي اليوم في دار الجامعة
تنساب متسللة إلى نفوس الطلاب انسياب الأفعى, نافثة سمَّها الزُّعاف في أذهان
الناشئين, مخرجة لنا كتائب من الملحدين تلقوا المبادئ الخطرة المسمّمة قضية
مسلّمة, إنها نفثة خبيثة موبوءة من نفثات طه حسين, نفخها في المنهج وعاد يبعثها في
المجمل لتشيع الشك في النفوس الطريّة والأذهان النقية.
وكذلك لا يقنع الأستاذ الملحد بالخمائر التي لديه في تلك الكلية, يصطنع
منها ملاحدة معجونين في الإلحاد, ويخبزهم في أتون التشكك خبز التخمير والعجين
واللَّت والتربص.
هذا ما يحزننا من ناحية هذا الملحد الجريء الذي اجترح أشنع الجرم في حق
الدين الرسمي للدولة, ثم مضي ناجياً من العقاب, ضاحكاً من أذقاننا, مجمِعاً أمره
لينتقمن للإلحاد من إيماننا, ولقد أسرَّها في نفسه, ورسم الخطة لثأره. فلم تهدأ له
هادئة, أو أن يُحيل أكثر شباب البلد كفاراً مثله موضعين في الكفر.
ماذا يفيد الطالب الناشئ من وراء تلقينه أن كثيراً من الشعر الجاهلي مثار
للشكّ في نسبة الجاهلية, إن هدم الذهن الصغير منذ الوهلة الأولى بالتشكيك خطر على
الذهن نفسه, وتسرب إلى الشك فيما بعد الشعر الجاهلي إلى الأدب كله, فإذا مشى بهم
خلال الأدوار الأخرى من الأدب فإلى الغاية التي تجتث العقائد, وتذهب بموروث
الإيمان.
وعنده المجال الوسيع ما دامت الآداب تحت سلطانه, وقد شاع الغرور في نفوس
صبيان هذا الشيخ, فإذا عرفت أن الإلحاد باب إلى الإباحة أدركت الخطر الذي أوشك أن
يفجأ الحياة المصرية, يوم يسري الإلحاد في الشباب فيعمم جمهرة المتعلمين ]([2]).
8- رأي الدكتور البهبيتي:
[
ويتحدَّث الدكتور البهبيتي عن الحياة الأدبية في الجامعة وفي كلية الآداب بالذات
عن أولئك الذين أخذوا آراء المستشرقين اعتباطاً وإعجاباً بها, يقول:
"هؤلاء
منهم من عاد تقوده زوجة أجنبية لتؤكد في داره سيطرة أولئك المستشرقين عليه, وكانت
بالفعل هي الوازع العامل على استمراره في السير إلى الأهداف التي رسمت له, ولا
أقول هذا اعتباطاً ولا أذكره تحاملاً, ولكني أريد به أن أعطي للتاريخ أمانة, فلقد
لاحظت أن ممثلي هذه الطائفة كانت حياتهم متصلة بهيئات من الآباء اليسوعيين
والجزويت, وكان همّ هؤلاء مراقبة كل الأحداث الصغيرة والكبيرة التي تقع في المواطن
التي كانوا فيها, وكانوا يرعون هؤلاء الوكلاء الذين لا أدري إن كانوا يدرون أهداف
مهامهم بالضبط أم أنهم كانوا يحطون فيها على عمل يوقعهم فيه التماس للذّات وادّعاء
للتجديد....
إن
طه حسين ليست له كتب بها أصالة, وقد صارحته برأيي وهو وزير للمعارف. كتابه (في
الأدب الجاهلي) معروف من أين استقاه, كتاب (مع المتنبي) أخذه من بلاشير, وما جاء
بعد ذلك لا يعدّ بحثاً علمياً, لأن كل ما عنده أنه يتلمس ركائز للطعن على الماضي,
يأخذها دائماً من المستشرقين وقد ينحو نحوهم, وما كتبه في (حديث الأربعاء) لا يعدو كونه مقالات
صحفية تكتب بسرعة, قطب الرحى فيها الإغراء, وأحياناً الجنس, أو الإغراء بالتحدِّي
للشعور القومي أو الديني, فهي ليست دراسات وليست أبحاثاً, ولا منهج له فيها. وله
بعد هذا القصص التي يكتبها وأشهرها (الأيام). والأيام في رأيي أنا قطع مظلمة
كئيبة... أما كتاب (على هامش السيرة) فأصله كتاب لمؤلِّفه الأخوين جيروم. وسَّع
فيه ومطَّط على طريقته " ]([3]).
9- رأي الدكتور
العناني:
أما الدكتور
علي العناني فكتب مقالاً تكلَّم فيه عن النهضة الفكرية في مصر فقال:
[ إن النهضة
الفكرية في يد رجلين, أحدهما ملفِّق في العلم, طاغية في الافتراء, ملحدٌ في دين
الله, دسَّاس من غير خجل, هدَّام من غير تحرُّج, وفي غير بناء (يقصد طه حسين).
والآخر خالٍ من كل معرفة بإدارة الجامعة, وبعيد عن كل تجربة في ذلك, لأنه
ما تثقف في جامعة, ولا أتيحت له فرصة مكَّنته من زيارة جامعة (يقصد لطفي السيد) ]([4]).
10- رأي الدكتور زكي مبارك:
[ ولقد
فتح زكي مبارك ملفَّ طه حسين مرة واحدة, وبدأ بذلك الهجوم العاصف فقال: " 1- إن من العجيب
في مصر بلد العجائب أن يكون طه حسين أستاذ الأدب العربي في الجامعة المصرية, وهو
لم يقرأ غير فصول من كتاب الأغاني, وفصول من سيرة ابن هشام. إن الأستاذية في
الآداب عبء لا ينهض به إلا الأقلُّون, وهي تفرض الاطلاع الشامل على خير ما أبدع
العرب في خمسة عشر قرناً, وهي تفرض البصر الثاقب بأصول الأساليب, وهي تفرض العناء
المطلق في التعرف إلى فحول الكتاب والخطباء والشعراء, وطه حسين ليس من كل أولئك في
كثير ولا قليل.
2- دُلُّوني على رأي واحد ابتكره طه حسين, أنا
لا أعرفه إلا رجلاً ينهب آراء المستشرقين ثم يدَّعيها لنفسه, إن للدكتور طه مزية
واحدة هي القدرة على تلخيص الحكايات والأقاصيص.
3- لقد ادعى طه حسين أن القرآن لا يصلح سنداً
في حقيقة تاريخية ومضى يقول: (للتوارة أن تحدِّثنا وللقرآن أن يحدِّثنا), فلما كشف
الناقدون عواره, وبينوا أنه نهب هذا الكلام الخاطئ من المبشرين, ولما هددته
الحكومة بالعزل, أعلن في الصحف (أشهد أني أؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر).فأين كانت شجاعة العلماء؟ وأين كان التحقيق العلمي؟.
إن أعظم أديب في لغة العرب رجل ينهب آراء
المبشرين في القرآن, ثم يذيعها باسم الابتكار والتحقيق العلمي.
4-
لقد ذهبتَ فأتممتَ دراستك في باريس, وذهبتُ أنا فأتممتُ دراستي في باريس, وذهبتَ
أنت على نفقة الجامعة, ومضيتُ أنا متوكلاً على الله فأنفقتُ ما ادَّخرتُ, واتصلتَ
بالمسيو كازانوفا ففرض عليك آراءه فرضاً, ولم تكن رسالتك عن ابن خلدون إلا نسخة من
آراء ذلك الأستاذ.
...أنت اليوم رئيس تحرير جريدة وفدية (الوادي) فهل تدري ماذا تصنع؟ تدخل
إلى مكتبك فلا تكتب سطراً قبل أن تتصل تلفونياً بهذا أو ذاك لتتلقَّى الوحي, ثم
تكتب ما يُلقَى عليك. ثم مضيتَ فانتهبتَ آراء المستشرقين, وتوغَّلتَ فسرقتَ حُجج
المبشِّرين.
5- وخرجتَ أنت من الجامعة
فانزويتَ في بيتك, وأخذتَ تبحث عن سيد, وطالت حَيرتُك في تخيُّر سيدك الجديد, فكنت
تراه تارة من هؤلاء وتارة من هؤلاء, ورأيت أخيراً أن مائدة الوفد أشهى من غيرها,
فذهبتَ وقدَّمتَ إليها نفسك, وهدَّدت الدكتور هيكل بكشف أسرار الأحرار الدستوريين.
6- لعل القرَّاء يذكرون أن الدكتور طه أخذ
يُبدي ويُعيد منذ سنين ليثبت أن العرب لم يكن لهم نثر فني, وأنهم لم يُجيدوا
الإنشاء إلا حين اتصلوا بالفرس, وأن أول كاتب في اللغة العربية هو ابن المقفع
الفارسي الأصل. قال الدكتور طه هذا الكلام, ونشره في المقتطف, وكنت أعرف أنه سرقه
من المسيو مرسيه, فكشفتُ هذا السرقة في ترفق, وكان كلام مسيو مرسيه قد نشر منذ
زمان في مجلة مجهولة, يندر أن يهتم بها المصريون, وهي المجلة الأفريقية التي تصدر
بالفرنسية في مدينة الجزائر, ما الذي وقع بعد ذلك؟ أخذ الدكتور طه يتراجع ويتقهقر,
انتهز فرصة ظهور كتاب ابن المعتز, ثم كتب كلاماً نقض به ما بناه سبع سنين (البلاغ
1935)" ]([5]).
11- رأي مصطفى صادق الرافعي:
كتب
الرافعي عدة مقالات في الرد على طه جمعت في كتاب (تحت راية القرآن) قال في مقال:
" وشعر طه هو شعر طه ":
[ نريد أن نسجل في هذه المقالات كلمتين كبيرتين، فإننا إنما نكتبها لجيل
سينتهي وأجيال ستبتدئ، ولقد رسخ في يقيننا أن الله تعالى ما أشهر أستاذ الجامعة
بهذه الفضيحة التي نشرها في آفاق الأرض ملك الرعد.. إلا ليجعله خزياً لقوم ملحدين،
وعبرة لقوم منافقين، ومثلاً عند قوم مؤمنين، وما لغير حكمة وتقدير كانت الفضيحة
مدخرة حتى تفتتح هذه الجامعة الكبرى لتبدأ تاريخ العلم العالي في مصر، ويرتقي طه
منصبه فيها وقد ملئ غروراً وزهواً واستطال وبذخ وتوافرت له العلل من نفسه ومما
حوله ورفعته في حبل طويل أرادت أن يكون حبال المعالي وأراد الله أن يكون من حبال
المشانق....
فالكلمة
الأولى هي للدكتور طه حسين حديث له مع جريدة " الأنفور ماسيون " ترجمته
" السياسة ". قال والإشارة في حديثه لحضرات علماء الدين:
" قيل لهؤلاء البسطاء.. إني أطعن في الإسلام، فشهروا الحرب عليّ
جميعاً، وعلى أني أقول عالياً إنه ليس في كتابي كلمة يمكن أن تؤول ضد الدين،
والعبارة الوحيدة التي يمكن أن أنتقد من أجلها تضع النصوص المقدسة بعيدة عن قسوة
المباحث التاريخية.. ".
والكلمة الثانية للأستاذ عبد ربه مفتاح من علماء الأزهر في مقالة نشرها
الكوكب، وهي قوله والخطاب لطه حسين " وكيف تزعم أيها الدكتور أن بعض العلماء
أثار هذا الأمر -أمر كفرك- وهأنذا أصرح لك -والتبعة في ذلك عليّ وحدي- بأن العلماء
أجمعين وعلى بكرة أبيهم يحكمون عليك بالكفر، والكفر الصريح الذي لا تأويل فيه ولا
تجوُّز؛ وأتحداك وأطلب منك بإلحاح أو رجاء أن تدلني على واحد منهم " وواحد
فقط " يحكم عليك بالفسوق والعصيان دون الكفر؛ أجل إني وأنا من بينهم أتهمك
بالكفر وأتحمل تبعة هذا الاتهام وعليك تبرئة نفسك من هذا الاتهام الشائن والمطالبة
بما لك من حقوق نحوي.اهـ
نسجل
هاتين الكلمتين للعلم والتاريخ والأدب، ثم ليعلم الناس مبلغ مصيبة الجامعة في
أستاذها الذي كله مصائب، فالأعين ممتدة إليه في هذه البلاد ولا يستحي أن يظن نفسه
في أرض قفر، والأمة كلها توقر علماءها وتفزع إليهم في أمر دينها وتراهم من رحمة
الله بها ولا يخجل هو أن يسميهم " البسطاء " وهو يعلم أنها كلمة عامية
لا يراد بها في لسان العامة إلا البلاهة والغفلة وما إليهما، وكل العلماء إجماع
على كفره الصريح حتى لا تأويل ولا تجوُّز ولا مطمع في حكم دون الكفر ثم تبلغ به
الرقاعة أن يدعي أنه ليس في كتابه " كلمة " يمكن تأويلها ضد الدين، مع
أنه لا يهدم دين من الأديان بأنكى ولا أخبث من الطريقة التي انتهجها في كتابه
وأدارها على إسقاط هيبة الدين وأهله في نفس الطالب الناشئ، ثم الشك فيه، ثم التأدي
بهذا الشك إلى الإنكار منه، ثم التأدي بالإنكار إلى الهدم؛ وهذه درجات يركب بعضها
بعضاً كما ترى.
وتالله ما رأيت رجلاً أعجب من هذا الأستاذ ولكن كلامه إنما صورة فكره,
وفكره مظهر أخلاقه؛ وحسبك من أخلاقه هذا العناد وهذه المكابرة وهذا الكذب ]([6]).
ونتيجة
للضغط الشعبي في مصر، واستنكاراً لكفريات طه حسين وعمالته الصريحة للغرب، وهجومه
الوقح على مقدسات الإسلام اضطر البرلمان المصري استجابة لطلب بعض النواب أن يجري
استجواباً لطه ومن وراءه حول ما سبق، وهذا مختصر للاستجوابات التي وقعت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق