أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (118)
ومحمـد حسـين هيـكل
عينه
عمارة رائداً للصحوة
رضوان
محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محمـد حسـين هيـكل الذي
عينه عمارة رائداً للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في
الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر
على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الرابع من الناحية التاريخية وهو الثاني
والأهم من ناحية التأثير هو محمد عبده. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد
مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته
استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة
وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة نت) 3/11/2010
محمـد حسـين هيـكل (1888 – 1956م)
ترجمة
مختصرة:
هو محمد بن حسين بن سالم هيكل. ولد في قرية كَفْر
غنَّام بمحافظة "الدقهلية". تخرج من مدرسة الحقوق بالقاهرة عام 1909م،
وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا عام 1912م. افتتح مكتباً للمحاماة
بالمنصورة، وأكثر من الكتابة في جريدة " الجريدة " لسان حزب الأمة.
شكَّل مع مصطفى عبد الرازق، ومنصور فهمي، ومحمود
عزمي -وجميعهم كانوا يدرسون في فرنسا في مدينة ليون- الحزب الديمقراطي عام 1919م.
ولما انبثق الوفد عن حزب الأمة لمفاوضة بريطانيا،
وكان الخلاف بين سعد زغلول وأعضاء الوفد، انقسم الوفد على نفسه، وتم تشكيل حزب
الأحرار الدستوريين، بقيادة عدلي يكن وجماعته، وبقي سعد وجماعة باسم حزب الوفد.
انضم هيكل لحزب الأحرار الدستوريين، وترأس تحرير
الجريدة الناطقة باسم الحزب، وهي جريدة "السياسة". وكانت جريدة يومية،
ثم صدر عن الحزب جريدة السياسة الأسبوعية برئاسته أيضاً.
وقد شارك هيكل مع لطفي السيد في إعداد خطبة افتتاح
وإعلان الحزب التي ألقاها عدلي يكن يوم الإعلان عن الافتتاح.
يقول هيكل: [ وفي عشية ذلك اليوم -30 أكتوبر 1922م-
هيَّأنا لإصدار العدد الأول في الساعة العاشرة صباحاً، إذ يبدأ عدلي باشا بإلقاء
خطاب الافتتاح لتتلى بعده مبادئ الحزب، وقد سهرت يومئذ الليل كله فلم أطمئن حتى
كان هذا العدد الأول بين يديّ في بكرة الصباح.وفي الساعة العاشرة ذهبت إلى
"فندق شبرد" حيث اجتمع عدد عظيم من المثقفين والأعيان ليسمعوا الخطاب،
فلما فرغ عدلي باشا من إلقائه، وفرغ محمد علي علوبة بك من تلاوة مبادئ الحزب،
انتخب أعضاء مجلس إدارته, ووزع العدد الأول من السياسة مصدَّراً بخطاب عدلي يكن
باشا، ولشد ما فرحت حين رأيته بأيدي باعة الصحف ]([1]).
وكيف أصبح هيكل رئيساً لتحرير السياسة؟
يقول:[إنه التقى لطفي السيد في القطار المسافر من
المنصورة إلى القاهرة، وكان لطفي يعمل في ترجمة كتاب أرسطاطاليس -زعم- فلما حدثه
عنه، أضاف لطفي السيد قائلاً لهيكل: وسأطبعه عندك ودهش هيكل، وشرح له لطفي السيد
جوانب الموضوع قائلاً: إنك ستتولى رياسة تحرير الجريدة للحزب الجديد، الذي يؤلفه
عدلي باشا وأعوانه]([2]).
تولّى هيكل وزارة المعارف عدة مرات، ثم تولى رئاسة
مجلس الشيوخ من عام 1945-1950م. وتبنَّى الخط السياسي لحزب الأمة، الذي ورثه فيما
بعد حزب الأحرار الدستوريين. ودافع عن علي عبد الرازق وكتابه أثناء أزمة الكتاب؛
بل إن الحزب خرج من الحكومة من أجل ذلك.
ودافع عن طه حسين وكتابه المشؤوم (في الشعر
الجاهلي)، وحتى بعد تعديله إلى عنوان (في
الأدب الجاهلي)، وامتدح طه على تأليفه، وسيأتي في مكانه -إن شاء الله-؛ بل
كان هيكل نفسه يحمل آراء لطفي السيد، وآراء على عبد الرازق وطه حسين؛ بل قل كان
الجميع يحملون توجيهات وتعليمات قصر الدوبارة وساكنه المفوض البريطاني.
وآراء هيكل تجدها منتشرة في جميع كتبه حتى التي تحمل
عنواناً إسلامياً.
ومن أهم مؤلفاته:
1- جان جاك روسو 2- تراجم غربية ومصرية.
3- الشرق الجديد 4-
مذكرات في السياسة المصرية.
5- حياة محمد 6-
في منزل الوحي.
7- عثمان بن عفان 8-
الحكومة الإسلامية.
9- الامبراطورية الإسلامية 10
- الإيمان والمعرفة والفلسفة.
11- زينب 12 -
ولدي.
13- في أوقات الفراغ 14- دين مصر العام.
15- يوميات باريس 16-
خلال أوربا.
[ وبالإضافة لعمله الرئيسي في السياسة كان يكتب
بمجلة "المقتطف" لسان الإنجليز, ومجلة "السفور" التي كتب
افتتاحيتها مراراً، وكانت تموَّل من قبل الإنجليز، لنشر الرذيلة، واسمها يغني عنها
]([3]).
ولا يخرج هيكل في كل ما كتب عن الخط الذي رسمه كرومر
لحزب الأمة, ثم لحزب الأحرار الدستوريين، ولحزب الوفد من أفكار وأهداف.
فأفكاره وأهدافه هي نفس أهداف لطفي السيد, وطه حسين،
وعلي عبد الرازق، وأمثالهم، وهي:
1.
الدعوة إلى الفرعونية.
2.
السير وفق سياسة الحزب،
بموالاة المحتل، وتبرير أعماله.
3.
الدفاع عن الزنادقة.
وكان في كتاباته الإسلامية خصوصاً يهدف إلى:
4.
إلباس الماسونية لباس
الإسلام.
5.
إنكار نظام الحكم
الإسلامي.
6.
اتهامه للدولة العباسية
بالثيوقراطية.
7.
دعواه بأن الدين يتطور.
8.
الادعاء بأن مقررات
الشريعة لا تكفي للحياة.
9.
الدعوة إلى وحدة الأديان.
10.
اختراع إيمان جديد.
11.
ردُّ السُّنة.
12.
إنكار المعجزات.
13.
ترويج الأباطيل
والانحرافات.
ويقول محمد سيد محمد في كتابه: [ إن أكبر إنصاف
للدكتور هيكل هو أنه كان يكتب لحساب حزبه، وأن ولاءه الحزبي لم يتغير. وتبرز قيمة
هذا الإنصاف في عصره وبين أقرانه من الكتَّاب والأدباء والصحفيين وغيرهم، وبرغم أن
حزب الأحرار الدستوريين في رأيي، وهو الرأي الذي عليه معظم المؤرخين والباحثين لم
يكن حزباً يعمل لمصلحة جماهير الشعب, ولم يكن معبِّراً عن عنها؛ إلا أن هذا لا
يقلِّل من إنصاف الدكتور هيكل بثباته على الموقف الذي اختاره ]([4]).
ولنتعرض لأفكاره وأهدافه بشيء من التفصيل فنقول:
[1] - هيكل والسياسة, محمد سيد محمد ، (ص / 53).
[2] - المصدر السابق , (ص / 52).
[3] - انظر المصدر السابق , (ص / 44-45).
[4] - المصدر السابق , (ص / 98-99).