لا تكونوا أجراء
الطاغوت وعصابته(88)
رضوان محمود نموس
السعودية واليمن
منذ عام 1835 وهناك محاولات من بريطانيا للانقضاض
على الدولة العثمانية, وعلى سواحل الجزيرة العربية, فاحتلت الكويت, واتفقت مع آل
الصباح أن يعملوا لخدمتها لقاء أجر محدود, ثم تلا ذلك شيوخ الإمارات, وعمان, وقطر,
والبحرين, والمحمرة.
وتم احتلال عدن عام 1839, ونسقت بريطانيا أمورها مع
مجموعة العملاء آل الصباح, وآل مكتوم, وآل ثاني, وآل حمد, وآل عيسى, وبقية
العائلات سيئة الذكر.
ثم قام لاحقاً مبارك الصباح بدور القواد فجمع بين
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والإنجليز؛ ليشكل عبد العزيز خنجراً في خاصرة
الدولة العثمانية واليمن, اللتان كانتا تقاومان الإنجليز, وقام عبد العزيز بهذا
الدور القذر, مستغلاً غفلة الإخوان وبقايا آل الشيخ, وحسن ظنهم به, وهكذا أصبح
ساحل بحر العرب بيد بريطانيا, وتخدمها فيه مجموعة متتابعة من العملاء.
أما على ساحل البحر الأحمر, فبرز محمد علي الإدريسي,
المتصوف الذي تحالف مع إيطاليا؛ لشن الحرب على العثمانيين, الذين كانوا يقاتلون
الطليان في ليبيا, وحتى تتمكن إيطاليا من منع وصول إمدادات عثمانية لليبيا؛ قاموا
بإغراء محمد علي الإدريسي المتصوف بمهاجمة العثمانيين, في عسير, وأبها, وأمدوه
بالسلاح, والمال, وكانت المعارك على أشدها في ليبيا عام 1911, في هذا الوقت هاجم
الإدريسي العثمانيين في الجزيرة, وحاصر "أبها".
ولما انتهت الحرب في ليبيا قام الإيطاليون بالبصق في
وجه الإدريسي وتخلوا عنه لانتهاء دوره وهذه نهاية العملاء.
وعشية الحرب العالمية الأولى وعندما تخلى سادة
الإدريسي عنه لجأ العميل إلى سيد آخر لأن العبد لا يستطيع العيش دون سيد, فأعطى
العبودية لبريطانيا, واستقر الأمر حول سواحل جزيرة العرب وداخلها لبريطانيا, عدا
ما كان يقوم به اليمنيون من مقاتلة الإنجليز.
وكان أبرز العملاء محمد علي الإدريسي في عسير
وتوابعها, عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في نجد, الشريف حسين بن علي في
الحجاز, مشايخ العمالة على بقية السواحل.
في هذه الأثناء قام الإدريسي بشن حرب على اليمن؛
ليحد من مقاومة اليمنيين للإنجليز. وقام الإنجليز باحتلال اللحية, والصليف,
والحديدة, والمناطق المتصلة بمدينة باجل, وسلموها للإدريسي, وفي عام 1923, قام
اليمنيون بمهاجمة الأدارسة العملاء, واستردوا الحديدة, والمدن الساحلية الأخرى,
وتابعوا هجومهم على الأدارسة, وفر الأدارسة إلى "صبيا" وتابعهم اليمنيون
لينهوا وكر الخيانة, فما كان من بريطانيا إلا أن أوعزت إلى عميلها عبد العزيز؛
ليعلن حمايته للإدريسي, والإدريسي كما هو معروف صوفي, طرقي, مخرف, عميل وعبد
العزيز يدعي أنه سلفي على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وتحرك عبد العزيز
لتنفيذ الأمر الإنجليزي فوراً, لأنه صادر عن أسياده وأولياء نعمته,
وفي 24/ربيع الآخر/1345 هـ الموافق 21/10/1926 عقد
اتفاقاً؛ يقضي بحماية الإدريسي وممتلكاته, بما فيها صبيا, وأبي عريش.
في هذه الأثناء كانت القوات اليمنية تقاتل الإنجليز
في الضالع, وجبل جحاف, كما أنه في هذه الفترة تنبه بعض الإخوان لعمالة عبد العزيز,
وخيانته للإسلام, والمسلمين, فقامت حركة الدويش, وحركة سلطان بن بجاد, ضد عبد
العزيز وخياناته, ولكن الإنجليز أمدوا عميلهم المحبب إليهم بالمال والسلاح
والعتاد, بل قاتلوا في بعض المعارك إلى جانبه؛ حتى هزم الإخوان, واستقر له الأمر.
إذ ذاك قام بالهجوم على اليمن, ووصلت قواته إلى
مشارف الحديدة, وقام اليمنيون بالمقاومة الثنائية, مقاومة الإنجليز من الجنوب,
ومقاومة عملاء الإنجليز من الشمال.
أما في العصر الحديث وبعد أن تحرر اليمن بقسمه
الجنوبي من الإنجليز, وقامت به حكومة شيوعية, ثم استطاع اليمنيون في الشمال
بحنكتهم وسعة صدرهم أن يقيموا دولة الوحدة, أغضب هذا السعوديين, وبدؤوا يتحرشون
لتدمير الوحدة, ويغرون ويمدون الاشتراكيين بالمال؛ للانفصال ولطالما كان علماء
السعودية يكفرون الاشتراكيين, ولكن لما صار الاشتراكيون ضد اليمن فأصبحوا في نظر
السعودية وعلمائهم مسلمين أخوة, أحبة ...الخ.
وتجرأ عملاء السعودية الاشتراكيين على الانفصال,
فقامت الجماهير في اليمن للقضاء على هذه الحركة الانفصالية, وإبقاء اليمن دولة
واحدة, فكيف كان موقف السعودية؟
تعلم الدنيا كلها, مبصرها وأعماها, عالمها وجاهلها,
أن السعوديين وهيئة علمائها وقفوا مع الشيوعيين الانفصاليين, ضد أبناء اليمن
المسلمين, ودعموا الشيوعيين بالسلاح والعتاد والمال والمعلومات التجسسية.
فعلى صعيد جامعة الدول العربية صدر قرار دعا إلى
ضرورة مضاعفة القيادة بجهودها لحل الخلافات بما يعزز الوحدة ويسهم في إشاعة
الاستقرار فالوحدة اليمنية مكسب وطني وإنجاز قومي يتعين الحفاظ عليه ([1])
أما دول مجلس التعاون أو قل مجلس العمالة فاجتمعت في
أبها 4/6/1994 وأصدرت بياناً جاء فيه: [إن المجلس رحب بالوحدة اليمنية عند قيامها
بتراضي الدولتين المستقلتين في أيار, مايو 1990 ولذا فإنه يرى أن بقاءهما لا يمكن
أن يستمر إلا بتراض الطرفين أيضاً ولأن أحد الطرفين قد أعلن عودته إلى وضعه السابق
وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية وأنه لا يمكن للطرفين التعامل في هذا الإطار إلا
بالطرق السلمية والوسائل السلمية مشدداً على أنه لا يمكن فرض الوحدة بالوسائل العسكرية
وأن استمرار القتال لا بد وأن يكون له انعكاسات ومضاعفات على دول المجلس مما سيؤدي
إلى اتخاذ المواقف المناسبة تجاه الطرف الذي لا يلتزم بوقف إطلاق النار{
كان هذا رأي دول المجلس عدا قطر.
أما في العراق والسودان وقطر وليبيا والجزائر وسوريا
فوقفوا مع الوحدة ففي العراق أكد المسؤولون وقوف العراق قيادة وشعباً مع أهلهم في
اليمن للحفاظ على وحدة الشعب اليمني, وأكد السودان أن حرصه على وحدة اليمن لا يقل
عن حرصه على وحدة السودان.
ولما قابل الشيخ عبد الله ابن حسين الأحمر, فهداً
وأخيه سلطان طلبوا منه وقف إطلاق النار ليتثنى الانفصال فقال لهم: [هؤلاء هم
الشيوعيون الذين كنا نعمل سوية ضدهم وقد حان الوقت لأن نتخلص من آخر بؤر الشيوعية.
إنهم ما يزالون شيوعيين كما كانوا قبل. فعلق الأمير سلطان يا شيخ عبد الله لقد
تغير الزمن وتغير الناس ولم يعد هذا المنطق صالحاً في التعامل مع تطورات الزمن{([2])
وتناغماً مع موقف الحكومة السعودية ورئيس الطائفة
الممتنعة عن تطبيق الشرائع قام رئيس علماء
الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع عبد العزيز ابن باز بإصدار هذا النداء
[نصيحة هامة ونداء عاجل من عبد العزيز ابن عبد الله
ابن باز إلى زعماء بلاد اليمن وقادتها وإلى جميع عقلائهم والمقاتلين من شطري
اليمن.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..... أذكركم
الله في الحرث والنسل أن تكونوا سبب هلاكه ودماره وسبب سفك مزيد من الدماء بلا
هوادة وتدمير البيوت وإلقاء قذائف الدمار التي لا تبقي ولا تذر فأين حلومكم ؟ وأين
حكمتكم ؟ وأين الرحمة بالأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء العجزة لا تشمتوا
بأنفسكم أعداء الإسلام ولا تدمروا بلادكم ومقدراتها بأيديكم ولا تملؤوا البيوت
والقلوب بالأحقاد, احقنوا الدماء وأبقوا على بقية الأواصر والأرحام وأخوة الإسلام
ولا تطيعوا أمر المسرفين{([3])
وهنا لا نسأل حكام السعودية لأن ولاءهم معروف ولا
يجادل في أمرهم إلا من أعمى الله قلبه وبصره وبصيرته, ولكن نسأل ابن باز وأحبابه,
لماذا غاب عنه هذا المنطق مع العراق, لماذا حرب صدام حسين واجبة؟! ولماذا قتل
أطفال العراق جهاد؟! وقتل نساء العراق لا تثريب عليه؟! لماذا قتل شيوخ العراق مباح
بل فرض؟! لماذا تدمير العراق واجب شرعي؟! لماذا هذا الموقف المتشدد مع العراق
والسير مع أمريكا تحت قيادة اليهودي "شوارسكوف" لتدمير العراق؟! لماذا
إبادة العراق مباحة حلال بل فرض؟! وما صدر عن ابن باز ورهطه من الفتاوى المفبركة
حسب المقاس والمعايير الأمريكية يعلمه الجميع فلماذا كل هذا؟!
ولماذا يكون الشيوعيون في اليمن مسلمين؟! وأخوة في
الإسلام؟! ولماذا الحرص على دماء شيوعيين اليمن؟! ولماذا الحرص على تفتيت اليمن
وعدم وحدته؟! لماذا هناك تكفير وهنا أخوة؟! ولماذا كان ابن باز يكفر الشيوعيين في
اليمن والآن يأسلمهم إذا كنتم لا تعرفون فنحن نخبركم
إنها تعليمات محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني
البروتستنتي, وأمر رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع, هذا هو منطق علماء
الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع وجميع الأجراء الذي يطلق عليهم اسم العلماء
2 التعليقات:
http://tattarwar.com/ts3/register.php?ref=25
http://tattarwar.com/ts3/register.php?ref=25
إرسال تعليق