مفلسون
رضوان محمود نموس
(أبو فراس)
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
لقد تابعت
غالب التعليقات على مقالتي: (أنا النذير العريان فالنجاء النجاء) فكانت غالب
التعليقات شتمًا، أو استهزاءً، أو تهديدًا، وتأملت في هذا المسلك المشين لهؤلاء
الشتَّامين، فوجدته صورة طبق الأصل عن مسلك أعداء الرسل والمصلحين؛ في هذه النقطة
وليس في سائر حياتهم.
فأعداء الرسل والمصلحين عجزوا عن مقارعة الحجة
بالحجة, والدليل بالدليل, والبينة بالبينة, والبرهان بالبرهان, فلجؤوا إلى رصيدهم
من البذاءة, وأطلقوها كسيل منهمر من الشتائم والتسفيه, فقاموا مشمرين يسفهون
الأنبياء والمصلحين، ويصفونهم بالجنون والضلال والسفاهة، كقوم نوح وعاد وثمود
وقريش، وغيرهم: وجاءت آيات كثيرة في تبيان سبيل أعداء الرسل والمصلحين. نقدم نماذجًا
منها: قال الله تعالى: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ
الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } [ص: 4] { أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ
مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [القمر: 25] {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ
جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}
[المؤمنون: 70] { وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ
مَجْنُونٍ} [الصافات: 36] [الذاريات: 52] {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} [القمر: 9] {قَالَ
الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ
وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } [الأعراف: 66] {وَهَمَّتْ كُلُّ
أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ
الْحَقَّ } [غافر: 5] {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ
بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [الأنعام: 10]
{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [الحجر:
11] {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
[الأعراف: 60] {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ
وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا} [الفرقان:
4]
وأنا هنا لا
أشبه نفسي بالرسل والمصلحين فنسأل الله الإعانة والستر, ووجه الشبه الذي أريد
بيانه هو الكائن بين أعداء الرسل والمصلحين وبين هؤلاء الشتامين رحمة بهم لا ينزلقوا
ويسلكوا طريق الضالين, وليس بيني وبين الرسل والمصلحين فهذه مكانة لا أدعيها ولا ينبغي
لي ورحم الله امرئ عرف قدره فوقف عنده.
وهكذا تجد من
فيه شبه بأعداء الرسل، إذا رأى الذين يدعون إلى الحق، ويعادون المشركين في الله،
وأنظمة الردة, وينهون عن الركون إليهم وموالاتهم وأخذ أوساخهم ويتقربون بمقتهم إلى
الله، واتخذوا الله وحده وليهم وإلههم ومعبودهم، إذا سألوا سألوا الله، وإذا
استعانوا استعانوا بالله. ونبهوا أهلهم عن خطر هؤلاء الكافرين وأهل الردة، ومن
يسمعون لهم، وينشرون مقالاتهم، ويسوقون آراءهم، قام المقلدون لأعداء الرسل
والمصلحين بنفس الدور. وساروا على نفس الطريق، وأطلقوا نفس الشتائم، وزادوا عليها
بما يتناسب مع الزمان والمكان، فأضافوا تهم: { التكفير، والتزمت، والدعشنة،
وأخواتها. واستنبطوا من الشكل أنه داعشي!!! وما شابه ذلك} فإذا تأمل اللبيب ما
زخرفوه وأتوا به من الفشر والأكاذيب وجدها كما قال تعالى: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً } فما قذف به المشركون من أعداء الرسل والمصلحين، قذف
به هؤلاء؛
فما أشبه
الليلة بالبارحة، روى أبو سعيد رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا
بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»،
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: «فَمَنْ»
متفق
عليه البخاري 4/169 برقم3456 ومسلم 4/2054 برقم 2669
إن من سار على
منهج النبي صلى الله عليه وسلم في كل زمان ومكان لا بد من أن يقف في وجهه دعاة
الباطل، وجنود إبليس, {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى
تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 53 - 55] وهذا إما أن يكون من جهة البغي
والحسد، وإما أن يكون من جهة فساد المعتقد، وإما يكون من جهة العمالة، لأن الذي
يدعو إلى ذلك أحد هذه الأمور.
فورثة الرسل
من أهل العلم والدين سينالهم من أعداء الرسل ما نال الرسل من ألقاب السوء والسخرية
وما أشبه ذلك، ومن هذا تلقيب أهل الإرجاء والبدع لأهل السنة بالحشوية والمشبهة. وتلقيب
العملاء للمجاهدين بأنهم (أرهابيون) وما شابه
والمتقوتون
بوسخ الكفار والسمَّاعون الذين جمعوا السوء في غذاء الفكر؛ وهو السماع من الكفار
والمنافقين، وفي غذاء الجسد؛ وهو التقوت بأوساخ الكافرين وأنظمة الردة والمتبرئون
من السلفية الجهادية المتعاونون مع أنظمة الردة تلقب أهل السنة (تكفيريون - دواعش
- غلاة - الوجه الآخر لداعش ...الخ ) وما أشبه ذلك من ألقاب السوء التي ينفِّرون
بها الناس عن الطريق السوي ويبررون سلوك سراديبهم المظلمة عند أنظمة الردة.
ومن أعرض عن
كتاب الله، ولم يكن له حظ من نور الوحي، وضياء الرسالة، فهو مستعد لقبول ما توحيه
شياطين الإنس والجن إلى أوليائهم من الجهل والعمى والضلال عن سبيل الرشاد والهدى.
وأعداء الرسل والمصلحين
لا يقبلون الحق إباءً واستكبارًا وكذلك مقلدتهم، وإن تركوا الشتم قليلًا، جادلوا
بالباطل {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر: 5]
ونحن قمنا
بكتابة مقالنا (أنا النذير العريان) إعذارًا إلى الله وطمعا في النجاة من نقمته وسخطه في الدنيا والآخرة؛ حسب وعده الصادق
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ
السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا
يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 165] ونحن مستمرون بعون الله في إنذارنا من المخاطر التي
تلم بالجهاد، والمحافظة على وحدة الصف وعدم تفريقه كما تريد أنظمة الردة، غير
مبالين بتهم المخالفين وافتراءاتهم وتهديداتهم.
وإن الجهاد لن
يؤتي ثماره إلا بالعودة الكاملة إلى الله، ونفض اليد مما سواه سبحانه، وطلب النصر
منه فقط، والاعتماد عليه فقط.
ثم إِنَّهُ مَهمَا حاول السائرون على طريق أعداء
الرسل أَن يُثبِتُوا لِلناس حُسنَ نَوَايَا الكَافِرِينَ وأنظمة الردة،
وَيُمَيِّعُوا عَقِيدَةَ الوَلاءِ وَالبَرَاءِ وَيُخرِجُوهَا مِن قُلُوبِهِم،
وَمَهمَا صَدَّقَ بِذَلِكَ مَن صَدَّقَ، وَأَخَذَ بِهِ مَن أَخَذَ، وَانخَدَعَ
بِهِ مَنِ انخَدَعَ، فَإِنَّ التَّأيِيدَ مِنَ اللهِ وَالنَّصرَ وَالتَّمكِينَ؛
يَبقَى لِمَن بَقِيَ عَلَى عَقِيدَةِ الوَلاءِ لِلمُؤمِنِينَ وَالبَرَاءِ مِنَ
المُشرِكِينَ، قَالَ تَعَالى {وَلَا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ
دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 113] وقال تعالى: {لَا
تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[المجادلة: 22] قَالَ شَيخُ الإِسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ, في شَأنِ
هَذِهِ الآيَةِ: {فَهَذَا التَّأْيِيدُ بِرُوحٍ مِنْهُ عَامٌّ لِكُلِّ مَنْ لَمْ
يُحِبَّ أَعْدَاءَ الرُّسُلِ، وَإِنْ كَانُوا أَقَارِبَهُ. بَلْ يُحِبُّ مَنْ
يُؤْمِنُ بِالرُّسُلِ وَإِنْ كَانُوا أَجَانِبَ, وَيُبْغِضُ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ
بِالرُّسُلِ وَإِنْ كَانُوا أَقَارِبَ. وَهَذِهِ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ
تَعَالَى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ
مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ
وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]
وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي
بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ *
وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الزخرف:
26 - 28] وَقَالَ: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ
مِنْهُ} [التوبة: 114] وَهَذَا التَّأْيِيدُ بِرُوحِ الْقُدُسِ لِمَنْ يَنْصُرُ
الرُّسُلَ عَامٌّ فِي كُلِّ مَنْ نَصَرَهُمْ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ. الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية
(2/ 184)
وهذا النوع من
الناس مقلدي أعداء الرسل قد فُتنوا وفَتنوا، يستجهلون أهل الإسلام، ويستهزئون بهم.
أسوة بمن سلف من أعداء الرسل، وقد قال الله تعالى في أمثال هؤلاء: {وَإِذَا ذُكِرَ
اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45]
نعم عندما تقول لهم {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ
الْحَكِيمِ } [آل عمران: 126] أو {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا
اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7] { وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي
الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55] عندما تقول هذه الآيات ومثيلاتها, يتبرمون
ويتأففون ويمتعضون ويستدعون المعاذير من مثل: (ولكن, الظروف تغيرت, هل تريدنا أن
نجابه الدنيا, هذه أمريكا!!, ...الخ)
وعندما تذكر المساعدات من دول الكفر وأنظمة الردة, أو يُطلبون للاجتماع مع
مندوبي أنظمة الردة والكفار، إذا هم يتهللون ويستبشرون، ويلبسون أحسن ثيابهم ويتعطرون،
ويقصرون لحاهم بل ربما يحلقونها، ويتنمرون!!! ويتدافعون نحو المعبر يتسابقون للقاء
بالسادة كما يتصورون, والحقيقة غير المعلنة أنهم أخرجوا الله جل جلاله من معادلة
الصراع مع الكفر؛ فكيف يأتي النصر!!!
قال شيخ
الإسلام:{فَهَذِهِ الْأُمُورُ الَّتِي تُوجَدُ عند مقلدي أعداء الرسل مِنْ هَذَا
الْبَاطِلِ عَلَى مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى وَهَذِهِ الْأُمُورُ
وَأَشْبَاهُهَا خَارِجَةٌ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ، مُحَرَّمَةٌ فِيهِ، يَجِبُ
إنْكَارُهَا، وَالنَّهْيُ عَنْهَا, ويجب عَلَى كُلِّ قَادِرٍ: بِالْعِلْمِ
وَالْبَيَانِ وَالْيَدِ وَاللِّسَانِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ مَا أَوْجَبَهُ
اللَّهُ مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ. وَهَؤُلَاءِ
وَأَشْبَاهُهُمْ أَعْدَاءُ الرُّسُلِ وَسُوسُ الْمِلَلِ. وَلَا يُنْفَقُ
الْبَاطِلِ فِي الْوُجُودِ إلَّا بِشَوْبِ مِنْ الْحَقِّ؛ كَمَا أَنَّ أَهْل
الْكِتَابِ لَبَّسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ بِسَبَبِ الْحَقِّ الْيَسِيرِ الَّذِي
مَعَهُمْ يُضِلُّونَ خَلْقًا كَثِيرًا عَنْ الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ
وَيَدَّعُونَهُ إلَى الْبَاطِلِ الْكَثِيرِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ}
مجموع
الفتاوى (35/ 190)
وهذا لأنهم
أسسوا سياساتهم على تقديم أهوائهم وأرائهم على القرآن والسنة.
{فإن هذا أساس
طريقة أعداء الرسل، فهم متفقون على هذا الأصل, ومنهم أخذ وعنهم تلقي. كما حكى الله
سبحانه عنهم في كتابه أنهم عارضوا شرعه ودينه بآرائهم وعقولهم، ولكن الفرق بينهم
وبين هؤلاء أن أولئك جاهروا بتكذيب الرسل ومعاداتهم, وهؤلاء أقروا برسالاتهم
وانتسبوا في الظاهر إليهم، ثم نقضوا ما أقروا به، وقالوا يجب تقديم عقولنا وآرائنا
على ما جاءوا به، فهم أعظم ضررا على الإسلام وأهله من أولئك. لأنهم انتسبوا إليه،
وأخذوا في هدم قواعده وقلع أساسه، وهم يتوهمون ويوهمون أنهم ينصرونه}
الصواعق
المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة لابن القيم (3/ 821)
والعاقل من
سمع قول الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات:
1] فالتزم به واختار مكانه معه. وإذا كان الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم في جانب فاحذر أن تكون في الجانب الآخر، فإن ذلك يفضي
إلى المشاقة والمحادَّة، ولا تستسهل هذا فإن مباديه تجر إلى غايته، وقليله يدعو
إلى كثيره، وكن في الجانب الذي فيه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال الإمام
ابن القيم: {وَكن فِي الْجَانِب الَّذِي يكون فِيهِ الله وَرَسُوله وان كَانَ
النَّاس كلهم فِي الْجَانِب الآخر، فَإِن لذَلِك عواقب هِيَ أَحْمد العواقب
وأفضلها، وَلَيْسَ للْعَبد أَنْفَع من ذَلِك فِي دُنْيَاهُ قبل آخرته، وَأكْثر
الْخلق إِنَّمَا يكونُونَ من الْجَانِب الآخر، ولاسيما إِذا قويت الرَّغْبَة
والرهبة فهناك لَا تكَاد تَجِد أحدا فِي الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الله وَرَسُوله،
بل يعدّه النَّاس نَاقص الْعقل سيء الِاخْتِيَار لنَفسِهِ، وَرُبمَا نسبوه إِلَى
الْجُنُون وَذَلِكَ من مَوَارِيث أَعدَاء الرُّسُل فَإِنَّهُم نسبوهم إلى
الْجُنُون } الفوائد لابن القيم (ص: 115).
وهؤلاء الذين
قلدوا أعداء الرسل -وهذه سوءة كبيرة أضافوا إليها سوءات أخرى أهمها الإعلان عن
أنفسهم أنهم مفلسون-
مفلسون من
العلم لأن ردودهم لم تحمل علمًا بل شتمًا, مفلسون من الأخلاق لأنهم لم يتحلوا بها,
فأنفقوا مما يملكون؛ فكانت استهزاءًا, ولو كان القوم أهل حق وحجة لنافحوا عنه
بالبرهان, ولقابلوا الحجة بالحجة, والدليل بالدليل، ولكن لا حيلة للعاطل المفلس
إلا التهكم والسخرية, مفلسون كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث
الذي رواه أبو هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ
لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا،
وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا،
فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ
حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ
فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» صحيح
مسلم (4/ 1997) 59 - (2581)
وأنا في هذا
المقام أقدم لهم الشكر الجزيل لما أعطوني من حسنات ولما سيحملون عني من سيئات ولو
كانوا قريبين مني لأتحفتهم بأطباق أفضل أنواع الحلوى.
فالشتمُ الذي يطلقه
الشاتمون ما هو إلا إعلان الفوزِ والانتصارِ عليهم.
شيء آخر فعلوه
وهو الكذب والبهتان عليَّ, كقولهم إني أكفر الشيخ عبد الله عزام والشيخ أسامة بن
لادن رحمهما الله، وأعلى مقامهما في الجنة، إلى آخر ما ورد من الافتراء والكذب
وإلصاق التهم، وهو صنيع المفلسين عند مقارعتهم بالحجة، وهذه سِلْعتهم. والقوم لا
هَمَّ لهم بشيء اسمه كذب وافتراء، لأن مستوى تدينهم لا يردعهم عن مثل هذه الأمور
ولا يهتم بهذه الأمور الإيمانية, فهم ألغوا عقولهم وزهدوا بتدينهم، وباعوه بيع
المفلسين.. بلا ثمن..
واقترفوا من
المحرمات ما سنبين بعضًا منها :
1- وقعوا في
الفسق للحديث: عن عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» متفق
عليه البخاري برقم 48 ومسلم برقم 116-64
والفاسق على أقوال هل تقبل شهادته أم لا.
2- وقعوا في
أربا الربا: عن سعيد بن زيد، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ
من أربى الرِّبا الاستطالةَ في عرضِ المُسلم بغيرِ حق" متفق عليه صحيح
البخاري (1/ 19) 48 - وصحيح مسلم (1/ 81) 116 - (64)
3- شتائمهم
عادت عليهم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْتَبَّانِ مَا قَالَا، فَعَلَى البَادِي
مِنْهُمَا مَا لَمْ يَعْتَدِ المَظْلُومُ» وَفِي البَابِ عَنْ سَعْدٍ، وَابْنِ
مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وصححه
الألباني العرف الشذي شرح سنن الترمذي (3/ 331) 1981
ومزيد المقت
والغضب من الله سبحانه يُلجئ الشخص إلى أن يقول ما لا يعقله ولا يفهمه نعوذ بالله
من ذلك.
وأقول شعرًا:
أهديت نصحي
كالنهار المشمس *** ورفضت أن أحيا حياة الأخرس
لا بد أن تبدو
الحقيقة بالضحى *** لا تبقى خافية بليل حندس
أنذرت قومي من
حلول فجيعة *** كي لا يسيروا كالقطيع المتعس
ويباع جهد
شبابنا ودمائهم *** في سوق عار بالأقل
الأبخس
ويهدهد السماع
في أتباعه *** حتى يناموا عن فعال الأوكس
ولقد تمنيت
الجواب فلم أجد *** إلا الشتائم وهي مال المفلس
******************************************************************
كنت أريد نشر هذا الرد على المفلسين, وإذ أتاني أن أخي أبا عبد الله الشامي
حفظه الله ورعاه نشر ردًا؛ فأرجأت النشر ليكون الرد واحدًا, وها أنا أرد على
توضيحات أخي الحبيب أبي عبد الله الشامي, وهو من الردود التي تتسم بالعلمية أصاب
فيها أو أخطأ:
1- الذي يطالع
رد أخي (أبو عبد الله الشامي) يتوهم أنه حفظه الله قرأ مقالة أبي فراس بالنت ولم
يدر بها من قبل! والحقيقة أنني أطلعت أخي (أبو عبد الله الشامي) على مقالتي قبل
نشرها بشهرين, وكانت محل إعجابه. وللحقيقة أيضًا أنها لم تكن معنونة بهذا العنوان
ولكن المضمون هو ذاته إنما تغير العنوان. فلماذا كانت الموافقة ثم جاء الاستنكار؟
أهو رأي مستقل بدا له بعد حين, أم ضغط على أخينا
(أبو عبد الله الشامي) ودعَّ إلى ذلك دعًّا. الله أعلم ؟؟!!.
شيء آخر أود
التنبيه إليه, أنني قصدت بالسمَّاعين كل السمَّاعين الذين يروجون للفكر والفلسفة,
والمشاريع الواردة من دول الكفر وأنظمة الردة وطوائفها عالميًا ومحليًا, ويتقوتون
بمساعداتهم لتكون منشطًا على نشر المكاء والتصدية.
على كل حال
سأرد على النقاط التي أوردها أخي بشيء من الصراحة؛ وليس كل الصراحة, لأن الصراحة
الكاملة لا يستوعبها كثير ممن لا يحيط بغالب المعلومات والمعطيات, ويستصحب الحال
عند حلول الحوادث.
2- يتكلم
أخونا (أبو عبد الله الشامي) عن الشورى في الجماعات واتخاذ القرار والالتزام
بنتائج الشورى ...الخ وأخونا الحبيب (أبو عبد
الله الشامي) يعلم- كما أعلم وربما أكثر مني- أن الشورى في الجبهة ليست كما يصورها.
واحتجاج أخينا
بالآية {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159] لم يوفق في الاستنباط
الذي أوحي به إليه وأنصحه بمراجعة تفسير الآية.
3- أما الجهر
بالنصيحة فإبراء للذمة, حتى تعرف الرعية إلى أين تسير وفيمَ تبذل دماءها, واستشهادك
بحادثة عثمان وابن مسعود رضي الله عنهما في غير مكانه, ولولا أن ابن مسعود أعلن
خلافه لعثمان رضي الله عنهما ما وصلنا الأمر مع أنه في أمر هين وفي غاية البساطة
ولا يترتب عليه دماء، أو انحراف مسيرة, أو فواجع, أو مخالفات شرعية, وكل ما فيه أن
عثمان رضي الله عنه تأول أن له بيت في مكة فهو مقيم فأتم. فليس هناك انحراف جهاد
ولا السكوت عن قضايا خطيرة.
والطمطمات وترحيل المشاكل لا تأتي بخير. إن الله عز وجل صحح لنبيه صلى الله
عليه وسلم بفعل ما هو أولى مما اختاره المصطفى صلى الله عليه وسلم, بقرآن يتلى على
مر الدهور. فليس مكان السمَّاعين أو غيرهم -كائنين من كانوا- بأسمى من مقام
النبوة!!!. إن بقاء العفن في الظل يزيده عفونة, وتعرضه للشمس يعافي الباقي غير
المتعفن. إن الذين يبذلون دماءهم لإقامة حكم الله في الأرض ورفع راية الإسلام؛ من
حقهم أن يعلموا إذا تغير الهدف فلربما أصبح لإقامة دولة العدل والقانون والحرية!!
والذين يقاتلون الزنادقة الذين أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقتلهم, من حقهم أن يعلموا أنه يمكن أن يصبح
الزنادقة أخوة, وحمايتهم والحفاظ على أمنهم واجب!!.
4- قال
أخونا (أبو عبد الله الشامي) : (كل هذا
مكانه الجلسات الخاصة دون التناول في الإعلام).
صح نومك أيها الأخ الحبيب والمقدام الهمام الذي
أحببته في الله.
هل سمعت بمقالات وتغريدات أبو عبد الملك الشرعي
وهجومه المستمر على الجبهة والسلفية الجهادية؟!.
هل سمعت
بمقالات وتغريدات أبو يزن الشامي وهجومه المستمر على الجبهة والسلفية الجهادية؟!.
هل سمعت
بمقالات وتغريدات أبو أيمن الحموي وهجومه المستمر على الجبهة والسلفية الجهادية؟!.
هل سمعت
بمقالات وتغريدات أبو سارية الشامي وهجومه المستمر على الجبهة والسلفية الجهادية؟!.
هل سمعت
بمقابلة أبي جابر مع تيسير علوني على قناة الجزيرة وتهجمه على ارتباط الجبهة
بالقاعدة؟!.
إذا سمعت ولذت
بالصمت كما لاذ غيرك وعنَّ لك الآن أن تتكلم, فهذا لا أحبه لك والله؛ ولا أحب لك
إلا ما أحب لنفسي، وأنت تعرف مكانتك عندي, وإن كنت لم تدري به فهذه مصيبة، ولا حول
ولا قوة إلا بالله. واللهم أجرنا في مصيبتنا هذه واخلفنا خيرًا منها.
5- قال الأخ الحبيب (أبو عبد الله الشامي) حفظه الله:
( والخلاف بيننا وبينهم لم يرق إلى المستوى الذي جاء في مقالة الشيخ أبي فراس).
- فأقول: أعلن
الأحرار إنهم يتبرؤون من السلفية الجهادية ولن يتساهلوا معها {
عندما
ترجو #السلفية_الجهادية من الثورة الشامية أن نتعامل معها بعد
قصة داعش على مبدأ اجتهدت فأخطأت وننسى فهي واهمة، بل أخطأت فاجتهدت وسنحاسب} وهذه
تغريدة لأبي يزن وأعادها أبو أيمن الحموي.
في الوقت ذاته الذي يتبرؤون فيه من السلفية
الجهادية نراهم مستعدين للتعاون مع دول
الكفر وأنظمة الردة, وإن يكن سموها بغير اسمها فقالوا نصًا: ( فإننا نرحب باللقاء
والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية) بل مستعدون للقتال إلى جانبها,
فهل الخلاف
هنا مثل الخلاف في وضع الأيدي في الصلاة على الصدر أو تحت السرة مثلًا؟ {نَبِّئُونِي
بِعِلْمٍ} [الأنعام: 143].
- نحن نريد أن
نقاتل طوائف الزندقة وعلى رأس هذه الطوائف النصيريين ومن تحالف معهم من
الإسماعيلية وعُبَّاد الشيطان, أو يعلنوا توبتهم ودخولهم بالإسلام قبل القدرة
عليهم, والأحرار يهدفون إلى حمايتهم وتحقيق الحرية والأمن لهم عبر مقولتهم: أنهم
يهدفون ( إلى تحقيق الحرية والعدل والأمن للمجتمع السوري بنسيجه الاجتماعي المتنوع
بكافة أطيافه العرقية والطائفية) فهل الخلاف هنا مثل الجهر بآمين والإسرار بها؟ {نَبِّئُونِي
بِعِلْمٍ} [الأنعام: 143].
- نحن نريد
دولة الإسلام التي تحكم بشريعة الله وهم يريدون (دولة العدل والقانون والحرية) فهل
الخلاف هنا مثل الخلاف في تحريك الإصبع في الصلاة؟ {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ}
[الأنعام: 143].
- هم يريدون
إعانة دول الردة في حروبها كما أكد أبو جابر أمير الحركة {
شبكة
سوريا مباشر 20/يوليو 2015 الساعة 6:01
أكد الأستاذ
المساعد في جامعة سكاريا والباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية “أورسام”،
“عمر أوزدمير” أن هناك الكثير من النقاط المشتركة التي تجمع تركيا و”حركة أحرار
الشام”
– قبول أحرار الشام حقّ تركيا بالتدخل في شمال سوريا
لمنع إقامة دولة كردية، أكّده أبو جابر في التصريح نفسه إذ قال: “أحرار الشام على
استعداد تام لمساندة تركيا في حماية أمنها ومستقبلها، حيث أنّ مصلحة تركيا بهذا
الخصوص توازي مصلحة أحرار الشام بشكل كبير.} ثم هذا ألا يتنافى هذا مع حق الأقليات
الكردية كما أعلنوا سابقًا ؟؟!!!
فما رأي الأخ الحبيب (أبو عبد الله الشامي) في كلام
الشيخ أبي جابر؟!. هل هو خلاف بيننا وبينهم مثل مس بشرة المرأة هل ينقض الوضوء أم لا؟.{نَبِّئُونِي
بِعِلْمٍ} [الأنعام: 143].
- هم يريدون التوحد مع العملاء وأعداء الإسلام,
كما قال أبو أيمن الحموي: {فهذه كلمات أوجهها إلى إخوتي وأحبتي في حركة أحرار
الشام الإسلامية بمناسبة قرار الحركة وبيانها, الترحيب بوحدة صف جميع الكتائب
والفصائل في سورية واجتماعها في مجلس لقيادة الثورة.
وقد يخطر لبعض
الإخوة أن بعض الفصائل التي ستدخل هذا المجلس أو الحلف سيئة السمعة فيها مفسدون
وبعضها قد تربطه عمالة للخارج ولعله يعد مع أعداء الأمة لقتال أصحاب المشروع
الإسلامي فكيف نصطف معهم فنقول: هذه سيرة النبي الذي لم يُقْصِ المنافقين الذين
كانوا يتآمرون عليه وهموا به فنحن يا إخوة نجاهد مع الأمة.
فإن قال قائل
فبعض هذه الفصائل قامت قرائن على تبعيته للغرب ونخشى أن تكون حربه القادمة بعد
النظام على الإسلاميين! نقول: وحتى هذا إن ثبت فهو لا يمنعنا أن نستخدمه في معركة
دفع الصائل ..... حتى من تدور حوله التهم من الفصائل كحزم ومعروف لهم بلاء ونكاية
في العدو الصائل.
رابعًا: لقد
رأى العقلاء من إخوتي في الحركة ضرر فقه الشعارات والمزاودات على الأمة والجهاد
ورأوا أن من كان يزاود على إخوانه وينعتهم بالتميع والانبطاح ويتكبر عليهم ويحاول
خلخلة صفوفهم ناعتًا رايتهم بالعمية ومتهمًا إياهم بالتميع في الولاء والبراء كيف
انتهى المطاف بهم إما خوارج مستحلين لدماء المسلمين مدمرين المشروع الإسلامي
وكانوا سببًا رئيسيًا في بعد الناس عنه، ومن تبقى منهم كيف انسحب من الرباط على
جبهات النظام الساخنة تاركًا إياها لمن كان يذمهم ويزدريهم من الفصائل وتجمع في
المناطق الحدودية باحثًا عن الغنيمة بحجج واهية، فلا أضر إخوتي على الأمة من
المزاودات والشعارات فهي مهلكة والله، وحالهم كحال من أتى النبي صلى الله عليه
وسلم وقال اعدل فإنك لم تعدل،
فمسيرة الجهاد
يا إخوتي تحتاج ثقة بالقيادة وتفويضًا لها في الشؤون السياسية وكثير من التحركات
السياسية ربما لا تكون مفهومة لكثير من الإخوة في البداية
وكتبه أبو أيمن الحموي قسم الدراسات في
المجلس الشرعي للجبهة الإسلامية}
فهل خلافنا في هذه المقولة مثل الخلاف في النزول إلى السجود على الأيدي أولًا أو الركبة مثلًا؟ {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ} [الأنعام: 143].
وأكتفي بهذه الأمثلة حتى لا أطيل على القارئ.
فهل خلافنا في هذه المقولة مثل الخلاف في النزول إلى السجود على الأيدي أولًا أو الركبة مثلًا؟ {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ} [الأنعام: 143].
وأكتفي بهذه الأمثلة حتى لا أطيل على القارئ.
6- قال الأخ (أبو عبد الله الشامي) (من حق الجميع أن
يخاف على مستقبل الساحة والجهاد ولكن ليس من حق أحد أن يحكم على الآخرين بما يتوقعه
ويتكهنه , وقال في مكان آخر- الحديث عن المآلات - إذ أنه لا يحكم على الشيء إلا
بوقوعه لا بتوقعه)
أخي الحبيب
(أبو عبد الله الشامي) كنت لا أتوقع هذه الزلة منك ولكن جاء في المثل لكل سيف نبوة
ولكل حصان كبوة, فالكلام عن المآلات في مواقع منها:
1- الحكم
بالمآل وهذا منهج المبتدعة والغلاة.
2- دراسة
المآلات والتوقعات لتجنب الزلل وإقامة العمل على دراسة علمية مستفيضة فهذا واجب.
لأن نصوص
القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة جاءت بتوجيهات دقيقة, جامعة مانعة, في نشر
الخير وإخراج الناس من الظلمات إلى النور, وتربية الأمة على أن تكون أفعالهم وردود
أفعالهم وليدة التأني والتفكير { فتفكروا}في المآلات والعواقب، بدل الحماسة
المفرطة التي توصل صاحبها إلى حد التهور, أو السطحية والتميع والدروشة وموالاة
المرتدين ...الخ التي تفضي بصاحبها إلى الهلاك.
وكما قال د
جمال أحمد بادي: والفعل الدعوي أحد أقسام ثلاثة:
الأول: أن
يتخذ دون تفكير في نتائجه ومآلاته وما يحدثه من ردود فعل ممكنة.
الثاني: أن
يتخذ مع تفكير في بعض مآلاته دون بعضها الآخر، أو تغليب جانب من المآلات وتناسي أو
إهمال الآخر.
الثالث: أن
يتخذ مع تفكير جدي في كل أو جل مآلاته الممكنة والمحتملة، وهذا النوع لا يتم إلا
بقصد ونية مع استعمال المهارات اللازمة.
مجلة البيان (201/ 8) أسس ترشيد رد الفعل الدعوي في ضوء القرآن
والسنة
وبعد بحث طويل
نقل فيه أقوال للعلماء رجح أن يتخذ القرار بعد البحث الجدي في كل المآلات الممكنة.
ومثال ذلك كف
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل
المنافقين, وإنما كف عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعتبارات أخرى من المآلات
كقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه".
راجع "زاد المعاد" جـ3 ص 8.
وقال في شرح
الطحاوية: {فليس في قدر الله أن عبدًا يعمل الصالحات والإيمان ويكون شقيًا من أهل
النار، فإن الله كما كتب المآلات -أي: أن هذا في الجنة وهذا في النار، وأن هذا شقي
وهذا سعيد- فقد كتب الأعمال، وكل مآل له عمل يناسبه} شرح
الطحاوية - يوسف الغفيص (13/ 4، بترقيم الشاملة آليا)
وقال الشاطبي:
وَالثَّالِثُ: الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ وَالِاسْتِقْرَاءُ التَّامُّ أَنَّ
الْمَآلَاتِ مُعْتَبَرَةٌ فِي أَصْلِ الْمَشْرُوعِيَّةِ الموافقات (5/
179)
وفي نظرية
المقاصد عند الإمام الشاطبي ( اعتبار المآلات: أي أن المجتهد، حين يجتهد ويحكم
ويفتي، عليه أن يقدر مآلات الأفعال التي هي محل حكمه وإفتائه) المقاصد
عند الإمام الشاطبي (ص: 353)
فكلامي على
السمَّاعين بَنَيْتُه على وقائع, وأمامك جزء منها, وليس على مآلات, ودراستي
للمخاطر التي سَتَلُمُ بالجبهة بنيته على دراسة منها توقع المآلات, وهنا دراسة
وليست حكمًا كما لا يخفاك وأنت الرجل الفطين
والمدقق الأريب والشرعي الحاذق.
7- قال أخي
الحبيب (أبو عبد الله الشامي) : (لا نضع الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
في الخانة التي وضعهما فيها الشيخ أبو فراس).
أقول: لا بأس
عليك ولولا أني أخشى طول الرد لذكرت من مواقفهما ما يوضح لك الرؤيا, ويجلّي ما خفي
عنك, ويعلِّمك ما جهلت, ويزيح من سماء فكرك الضباب. ولا بأس بسرد بعض رؤوس
المسائل:
كان ابن باز
يفتي بعدم جواز الاستعانة بالكفار على الكفار ثم لما طلب فهد فتوى بالاستعانة أفتى
بجواز الاستعانة بالكفار على ذبح وقتل المسلمين العراقيين.
كان ابن باز
يكفِّر من يلبس الصليب ولما لبس فهد الصليب قال: (لا بأس إن هذا الأمر - أي لبس
الصليب- يعود لولي الأمر فإن كان فيه دفع
ضرر أو جلب مصلحة فلا بأس.
أصدر الشيخ ابن باز, فتوى في الوزير المرتد, غازي القصيبي هذا نصها:
[الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى
بهداه, أما بعد:
فقد اطلعت على ما نشر في مجلة النيوزويك الأمريكية الصادرة في 17/إبريل/
1978 وعلى ما نشر في العدد الصادر يوم 24/إبريل/1978, من مجلة التايم الأمريكية,
من الكلام الذي نسب إلى وزير الصناعة والكهرباء الدكتور غازي القصيبي, وجاء فيه ما
ترجمته:"إنك إذا لم تَتَذَكَّر تطَّلُع شعبنا إلى حياة أفضل بعد ثلاثة آلاف
سنة من الوجود اللا إنساني فإنك لن تستطيع فهم ما يجري اليوم في السعودية"
وهذا الكلام سبق نشره في مجلة نيوزويك الأمريكية الصادرة في 9/يوليو/1977
والمنقول عن مجلة الاعتصام المصرية.
ورغم صدور هذا الكلام في الصحف الأمريكية غير مرة, وفي مجلة الاعتصام
المصرية, فإننا لم نسمع تكذيباً له من الدكتور القصيبي, وذلك يدل على إقراره بما
جاء فيه, وإلا لسارع إلى تكذيبه وتفنيده.
وقائل ذلك الكلام يعتبر الفترة الذي حددها بثلاثة آلاف سنة دون مستوى
الإنسان, وأن الناس فيها يعيشون حياة لا إنسانية, وهذه الفترة يدخل فيها زمن
النبوة, والخلافة الراشدة, وعهد السلف الصالح, ومن سار على نهجهم.
ولا شك أن ذلك نوع من أنواع الردة عن الإسلام, لأن كل من انتقص الإسلام, أو
طعن فيه, أو زعم أنه لم يحصل به إسعاد الأمة ولا رقّيها, أو زعم أن حالة الناس
اليوم أحسن من حالهم في عصر النبوة والسلف الصالح على سبيل الإطلاق, فهو مرتد عن
الإسلام, مكذب للنصوص من الكتاب والسنة وإجماع الأمة, وإن لم يشعر بذلك. وهو في
الحقيقة إنكار لفضل الإسلام على الإنسانية, وما حصل به لها من الرقي العظيم,
والسعادة والعز التي لم يسبق لها نظير في تاريخ الأمم, وهو أيضاً إنكار للإسلام
ودعوته وجحود رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وفضلها على البشرية, وذلك كفر صريح,
بإجماع المسلمين, ولقد وصف الله الذين استهزءوا برسول الله وأصحابه بالكفر, ولم
يقبل اعتذارهم فقال تعالى: ) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ
لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ
وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُون َ% لا تَعْتَذِرُوا قَدْ
كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( ] مجلة المجتمع
العدد 456 الثلاثاء 3/ذي الحجة/1399 هـ 23/أكتوبر/1979 ص 35
فما كان من الحكومة السعودية؟ إلا أنها كافأت القصيبي على ردته, وعينته
وزيرًا للصحة أيضًا ليصبح وزيرًا بوزارتين -وإقرار الردة ردة - فكيف بتولية المرتد.
ثم بقي ابن باز يرى فهد ولي أمر واجب الطاعة بعد ردته.
وابن باز يعمل في مؤسسة سيادية من مؤسسات الطائفة الممتنعة عن تطبيق
الشرائع.
وابن باز كان
يشتم المجاهدين ويدعو للصلح مع يهود بناء على توجيه ولي أمره وإن شاء الله سنكتب
رسالة بعلماء الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع تبين حالهم وتوضح لطلبة العلم ما
ألحقه هؤلاء من ضرر بالإسلام.
8- قال الأخ الحبيب الشاب الأديب (أبو عبد الله
الشامي) ( ما أثاره الشيخ الفاضل أبو فراس حول قضية فك ارتباط جبهة النصرة عن
تنظيم قاعدة الجهاد .....فلا نرى داعيًا لما ذكره)
وأقول أخي الفاضل
(أبو عبد الله الشامي) هذا رأيك الذي يتناسب مع رؤيتك للواقع واستشفافك للمستقبل,
أو رؤية واستشفاف من قال لك هذا, ولي رأي آخر يتناسب مع رؤيتي للواقع واستشفافي
للمستقبل, وأنت تعرف تمامًا أن الأمر ليس كما صورته أنت هنا. ولولا أني لا أريد ذكر
ما تكره ذكره من التفاصيل لذكرت كل التفاصيل, واللبيب تكفيه الإشارة.
9- ينصحني الأخ الحبيب والمهذب النبيل (أبو عبد الله الشامي) أن الجماعة
أحب من الفرقة فجزاه الله خيرًا, وهذا الذي أحب وأدعو إليه, ولكن ليس بفهم
الكواليس والفردية والـ.... وأتمنى من أعماق قلبي أن يهيئ الله لنا وللأحرار وسائر
المجاهدين قيادة تضبط مسار المركب, وتجنبه الضياع في لجة البحر, وتعود به إلى شاطئ
السلامة على طريقة أهل السنة والجماعة, فإني أدعو الله لنا ولهم ولجميع المجاهدين
الثبات على المبدأ وعدم الانحراف عن السمت, أدعو لنا ولهم في جوف الليل مهما
شتموني فهدايتهم أحب إلى قلبي وأنفع للأمة.
وفي الختام
أتمنى على الشيخ الحبيب (أبو عبد الله
الشامي) أن لا يقلع عن الكتابة وينشط لها فيما يراه حقًا, لأنني أفضل استمرار
المناظرة والنقاش العلمي الهادئ لتصل الحقيقة إلى أكبر عدد من الناس, ولا تبقى في
الكهوف المظلمة, فما أحسن المناظرة إذا كانت بآدابها، وصَحَتْ نية أربابها، وكان
الحق ضالتهم، والبرهان قائدهم, والسلام عليكم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق