موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 30 أكتوبر 2015

حكم اغتيال الكفار
الأصل أن لا يفرد اغتيال الكفار بمبحث خاص لأنه فرع عن الجهاد, ولكن لما قام علماء الطواغيت واعتبروا عمليات الاغتيال محرمة وليست من الشرع؛ اقتضى ذلك إفراد الموضوع بمبحث خاص.
وقبل البدء نورد أقوال علماء الطاغوت في الموضوع ثم نكر عليها بالأدلة الشرعية إن شاء الله.
قال ابن باز: [ بيان حول خطف الطائرات وترويع الآمنين: الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه, أما بعد:
فمن المعلوم لدى كل من له أدنى بصيرة أن اختطاف الطائرات, وبني الإنسان, من السفارات وغيرها,من الجرائم العظيمة العالمية, التي يترتب عليها من المفاسد الكبيرة والأضرار العظيمة وإضاقة الأبرياء وإيذائهم ما لا يحصيه إلا الله.] الفتاوى الشرعية: ص43
وسئل ابن عثيمين السؤال التالي: [ لا يخفى عليكم حادث التفجير الذي سبق وأن وقع في العليا, وحدث فيه إزهاق للأرواح من المعاهدين وغير ذلك من مفاسد, والذي حدث من أحداث الأسنان, وسفهاء الأحلام, وإنكم تعلمون عظم هذا الفعل وما فيه من مخالفة لأمر الله وأمر رسوله, وعدم الأخذ بالأدلة الشرعية, وتسفيه لأراء العلماء الراسخين في العلم, ومن مشاقة ومحاربة لولي الأمر, والآن وقد حدث تفجير جديد في الخبر فهل من كلمة؟
الجواب : لا شك أن هذا العمل لا يرضاه كل عاقل فضلاً عن المؤمن, لا يرضاه كل أحد لأنه خلاف الكتاب والسنة,... ولو قدرنا على أسوأ تقدير أن الدولة التي ينتمي إليها هؤلاء الذين قتلوا دولة معادية للإسلام - أمريكا - فما ذنب هؤلاء؟ هؤلاء الذين  جاءوا بأمر حكومتهم, قد يكون بعضهم جاءوا عن كره ولا يريد الاعتداء !!.ولهذا تعتبر هذه الجريمة من أبشع الجرائم ] الفتاوى الشرعية ص 50  
وسئل الفوزان: [ هل يجوز اختطاف الطائرات وتفجير المنشآت.
الجواب: هذه الأمور من التخريب الذي ينهى عنه الإسلام,..وهذا الذي اتخذه الكفار سبباً لذم الإسلام لأنهم يصفون الإسلام بأنه دين إرهاب, أخذوا ذلك من هذه التصرفات, والله جل وعلا أمر بجهاد الكفار تحت راية وتحت ولاية المسلمين, أما قضية التفجيرات والتخريب وخطف الطائرات فهذا مما ينهى عنه الإسلام.
وسئل الفوزان أيضاً: هل القيام بالاغتيالات وعمل التفجيرات في المنشآت الحكومية في بلاد الكفار ضرورة وعمل جهادي؟
الجواب: الاغتيالات والتخريب هذا أمر لا يجوز, إنما المشروع مع الكفار الجهاد في سبيل الله ومقابلتهم في المعارك إذا كان عند المسلمين استطاعة... ثم قال:
هل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يوم كانوا في مكة, هل كانوا يقتلون الكفار؟ أبداً بل كانوا منهيين عن ذلك,
هل كانوا يخربون أموال الكفار وهم في مكة؟؟   أبداً إنهم كانوا منهيين عن ذلك 
فالرسول مأمور بالدعوة والبلاغ فقط وهو في مكة, أما القتال إنما كان في المدينة لما صار للإسلام دولة.] الفتاوى الشرعية ص53
وجاء في المنهج الشرعي في بيان حقيقة الجهاد وضوابطه ل عبد العزيز بن باز و صالح الفوزان
[أحسن الله إليكم: هل القيام بالاغتيالات وعمل التفجيرات في المنشآت الحكومية في بلاد الكفار ضرورة وعمل جهادي. جزاكم الله خيرا؟   الجواب: لا، هذا لا يجوز،   الاغتيالات والتخريب هذا أمر لا يجوز.] المنهج الشرعي في بيان حقيقة الجهاد وضوابطه (ص: 4) المؤلف: عبد العزيز بن باز - صالح الفوزان  
وقال العباد في شرح سنن أبي داود:  السؤال حكم اغتيال الكهان في الدول الكافرة
  هل يجوز قتل الكهان في دول غير إسلامية؟ الإجابة: الاغتيالات لا تجوز] شرح سنن أبي داود للعباد (440/ 27، بترقيم الشاملة آليا)

وقبل الخوض في البحث نود مراجعة فتاوى علماء الطاغوت قليلاً .

أولاً فتوى ابن باز: فدعوى الأنسنة من ابن باز دعوى غريبة مستغربة, هجينة مستهجنة, بدعية مبتدعة من الشيخ, ومتى كان خطاب الشرع متعلق بحفظ بني الإنسان؟! إن دعوة الأنسنة دعوى ماسونية والشيخ يكفر الماسونية, والله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بحفظ أرواح الكفار من البشر بل قال لنا: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} [محمد: 4] وقال تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} [البقرة: 191]
ثم لماذا لم تتحرك عواطف وفتاوى علماء الطاغوت لمذابح المسلمين في الهند, وفي بورما, وفي الفيلبين, وفي تايلاند, وفي أندونيسيا, وبرزت دعوة الأنسنة ومشتقاتها عندما قتل الأمريكان؟!!
ثانيا حول فتوى ابن عثيمين: فالسائل لا يسأل استفساراً بل يسأل استنطاقاً للببغاء لأنه يقرر في سؤاله أن من قام بالعمليات:[ فيه إزهاق للأرواح من المعاهدين وغير ذلك من مفاسد, والذي حدث من أحداث الأسنان, وسفهاء الأحلام, وإنكم تعلمون عظم هذا الفعل وما فيه من مخالفة لأمر الله وأمر رسوله, وعدم الأخذ بالأدلة الشرعية, وتسفيه لأراء العلماء الراسخين في العلم, ومن مشاقة ومحاربة لولي الأمر,] ثم ينساق ابن عثيمين مع السائل حيث يريد ويعطيه الجواب المطلوب قوله من أمريكا. وأمريكا عند الشيخ ليست دولة معادية, فيقول [ولو قدرنا على أسوأ تقدير أن الدولة التي ينتمي إليها هؤلاء الذين قتلوا دولة معادية للإسلام فما ذنب هؤلاء؟ هؤلاء الذين  جاءوا بأمر حكومتهم, قد يكون بعضهم جاءوا عن كره ولا يريد الاعتداء] وكيف تكون معادية وهي التي تحمي بمجنداتها اللاتي يلبسن الشورت ويسحن في شوارع الرياض يحمين ابن عثيمين وولي أمره, وكيف تكون معادية وفهد يواليها ويسلمها العباد والبلاد؟, فهي ولية الأمر الحقيقية لفهد وعلمائه, ثم يقول على فرض أنها معادية – وهذا تنزلاُ- فما ذنب جنود المارينز يستولون على البلاد ويعيثون في الأرض فساداً ويقتلون إخواننا في العراق وأفغانستان والصومال وغيرها ؟ ما ذنبهم ؟! ربما يكونون مضطرين مجبرين من حكومتهم؟!!
ما شاء الله على هذا الورع الإبليسي! إنه فقه الطاغوت . وعلى قاعدة ابن عثيمين هذه فما ذنب جنود يهود في قتل الفلسطينيين ؟ ربما يكونون مضطرين مجبرين من حكومتهم. وما ذنب جنود حافظ وبشار؟! ربما يكونون مضطرين وما ذنب جنود فرعون في مطاردة موسى عليه السلام ربما يكونون مجبرين من فرعون, وما أدري ما رأي صاحب الغبطة ابن عثيمين في هذا فلعل له ملاحظات على الله سبحانه وتعالى وعلى كتابه, تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً, عندما قال الله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: 8] وما رأي ابن عثيمين في قتل بني قريظة ربما يكون لا علم لهم بما اقترفته قيادتهم ولعل الشيخ له ملاحظات على تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم وما رأي الشيخ  بالفتوحات الإسلامية فربما كان جنود الردة وجنود كسرى وقيصر مجبرين من قبل قياداتهم, وحسب فتوى العلامة الفهامة ابن عثيمين يجب الامتناع عن قتل جنود الكفار أينما كانوا لأنهم ربما يكونون مجبرين, ولا أدري على أي مرجع اعتمد الشيخ في هذه الفتوى؟ هل اعتمد على بروتوكولات حكماء صهيون؟! أو على التوراة المحرفة؟! أو على التلمود؟!  لست أدري, ولكن الذي أدريه جيداً أن فتواه ليس لها مستند من الدين الإسلامي, ولا من العقول السليمة.
ثالثا حول فتوى الفوزان: قرر الفوزان أن المسلمين الآن في العهد المكي لذا لا يجب الجهاد بل الدعوة فقط: ونسي هذا الفوزان أوتناسى أن الله سبحانه وتعالى أتم دينه وأكمل شرعه, وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3]
ونسي أن المسلمين اليوم أكثر من مليار ونصف إنسان, ويملكون أكبر ثروة في العالم, ولكن طواغيتهم الذي يسميهم علماء الطاغوت (ولاة الأمر) منهمكون في محاربة الإسلام, وطاعة محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي بزعامة أمريكا ولا ينسون أن يمارسوا اللهو والعبث وتبذير أموال الأمة على القمار والخنا والفساد ودفع الجزية حفاظاً على عروشهم المهددة من الشعوب التي تكرههم أكثر مما تكره إبليس,
إن تسعة عشر رجلاً مجاهداً صفعوا أمريكا, وأبكوها, ومرغوها في الرغام, بينما نرى خمسين دولة على كل دولة زنديق ومعه شيطان يفتي له لا تأبه لهم أمريكا ولا تقيم لهم وزنا. وإذا كان الناس في العهد المكي حسب رأي الفوزان, فليس فقط يلغى الجهاد, فلم يكن في العهد المكي صوم, ولا زكاة, ولا حج, ولا تحريم خمور, ولا تحريم ربا, ولا أدري هل السعودية أخذت بفتوى الفوزان هذه فشرعت البنوك الربوية, ولم يترك ولاة أمر السعودية حانة خمر تعتب عليهم, فلماذا يقتصر الفوزان على الجهاد هل لأن أمريكا وعبيدها من ولاة أمر الفوزان يريدون ذلك .
ثم أن في العهد المكي كما قال الفوزان لم يكن للإسلام دولة فقال:[ هل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يوم كانوا في مكة, هل كانوا يقتلون الكفار؟ أبداً بل كانوا منهيين عن ذلك, هل كانوا يخربون أموال الكفار وهم في مكة؟؟   أبداً إنهم كانوا منهيين عن ذلك  فالرسول مأمور بالدعوة والبلاغ فقط وهو في مكة, أما القتال إنما كان في المدينة لما صار للإسلام دولة.]
فعلى قياس الفوزان لا يوجد دولة الآن وإذا كان ذلك فكيف يدعي بوجود ولي أمر يجب طاعته؟؟!! وإذا كان هناك دولة يسقط كلام الفوزان , إلا إذا كانت الدولة ليس لها علاقة بالإسلام, إنما هي أداة في يد محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي بالزعامة الأمريكية, لحرب الإسلام والقيم والأخلاق.ولم يبق إلا احتمال أخير وهو أن الفوزان قال هذا الكلام بعد أن اختلط. والله أعلم.
شرعية الاغتيالات
قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} [التوبة: 5] ولقد قال العلماء في شرح هذه الآية ما يلي:
1.   القرطبي:[ الرابعة قوله تعالى  واقعدوا لهم كل مرصد المرصد  الموضع الذي يرقب فيه العدو يقال رصدت فلانا أرصده أي رقبته أي اقعدوا لهم في مواضع الغرة حيث يرصدون قال عامر بن الطفيل:
   ولقد علمت وما إخالك ناسيا                    أن المنية للـفتى بالمرصد
 وقال عدي بن حاتم:
    أعاذل إن الجهل من لذة الفتى                  وإن المنايا للنفوس بمرصد
 وفي هذا دليل على جواز اغتيالهم قبل الدعوة] القرطبي 8/73
2.   وقال ابن كثير:[ وقوله وخذوهم أي وأسروهم إن شئتم قتلا وإن شئتم أسرا وقوله واحصروهم واقعدوا لهم عند كل مرصد أي لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم بل اقصدوهم بالحصار في معاقلهم وحصونهم والرصد في طرقهم ومسالكهم حتى تضيقوا عليهم الواسع وتضطروهم إلى القتل أو الإسلام ] تفسير ابن كثير 2/337
3.   الطبري:[ واقعدوا لهم كل مرصد يقول واقعدوا لهم بالطلب لقتلهم أو أسرهم كل مرصد يعني كل طريق ومرقب] الطبري 10/78
4.   وقال الثعالبي:[ وقوله وخذوهم معناه الأسر وقوله كل مرصد معناه مواضع الغرة حيث يرصدون]  تفسير الثعالبي 2/117
5.   قال الإمام ابن حزم:[ وأما من لا يتمكن منه فقد قال تعالى: { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} وقال تعالى: { فَإِذَا انسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فقتل هؤلاء واجب كيف ما أمكن بالنص المذكور وهذا لا نعلم فيه خلافا وهو ظاهر الآيات المذكورات] الأحكام لابن حزم 7/405
وقال رحمه الله:[ إذ يقول تعالى:{  فَإِذَا انسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ  } فلم يبح الله تعالى لنا ترك سبيلهم إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ] الأحكام7/430
وقال رحمه الله:[ قال أبو محمد وأيضا فإن الله عز وجل قد أمر بقتل المشركين جملة ولم يستثن منهم أحدا إلا كتابيا يغرم الجزية مع الصغار أو رسولا حتى يؤدي رسالته ويرجع  أو مستجيرا ليسمع كلام الله تعالى ثم يبلغ إلى مأمنه وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل من بدل دينه] الفصل في الملل والنحل 3/134
وقال الله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء: 91]
6.   وقال البغوي:[ ومعناه واقتلوهم حيث أبصرتم مقاتلتهم وتمكنتم من قتلهم] تفسير البغوي 1/162
7.   وقال الشوكاني:[ فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم أي حيث وجدتموهم وتمكنتم منهم] فتح القدير 1/496
8.   وقال الجصاص في أحكام القرآن:[ واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم: فإنه أمر بقتل المشركين إذا ظفرنا بهم وهي عامة في قتال سائر المشركين من قاتلنا منهم ومن لم يقاتلنا بعد أن يكونوا من أهل القتال] أحكام القرآن للجصاص 1/321
9.   اغتيال كعب بن الأشرف: لقد صنف البخاري باباً بعنوان [(بَاب الْفَتْكِ بِأَهْلِ الْحَرْبِ ) وأورد فيه قصة كعب بن الأشرف فقال: حَدَّثَنِي عَبْد ُاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأْذَنْ لِي فَأَقُولَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ] البخاري برقم 3033  
{وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا قَالَ: قُلْ فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ قَالَ: وَأَيْضًا وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ قَالَ إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَلا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ و حَدَّثَنَا عَمْرٌو غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ يَذْكُرْ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ أَوْ فَقُلْتُ لَهُ فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ فَقَالَ أُرَى فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ فَقَالَ: نَعَمِ ارْهَنُونِي قَالُوا أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ قَالَ: ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ فَيُقَالُ رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللآْمَةَ قَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي السِّلاحَ فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ فَجَاءَهُ لَيْلا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ وَهُوَ أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحِصْنِ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ وَقَالَ: غَيْرُ عَمْرٍو قَالَتْ: أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَرَضِيعِي أَبُو نَائِلَةَ إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لأَجَابَ قَالَ: وَيُدْخِلُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ قِيلَ لِسُفْيَانَ سَمَّاهُمْ عَمْرٌو قَالَ: سَمَّى بَعْضَهُمْ قَالَ عَمْرٌو جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: عَمْرٌو جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ فَقَالَ إِذَا مَا جَاءَ فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ فَأَشَمُّهُ فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ فَدُونَكُمْ فَاضْرِبُوهُ وَقَالَ مَرَّةً ثُمَّ أُشِمُّكُمْ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا وَهُوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رِيحًا أَيْ أَطْيَبَ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو قَالَ عِنْدِي أَعْطَرُ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ قَالَ: عَمْرٌو فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشُمَّ رَأْسَكَ قَالَ: نَعَمْ فَشَمَّهُ ثُمَّ أَشَمَّ أَصْحَابَهُ ثُمَّ قَالَ: أَتَأْذَنُ لِي قَالَ: نَعَمْ فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ قَالَ: دُونَكُمْ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ } متفق عليه  البخاري برقم 4037ومسلم برقم 1801
10.   اغتيال أبي رافع اليهودي: [وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالا مِنَ الأنْصَارِ فَأَمَّر عَلَيْهِمْ عَبْد َاللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَرَاحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ فَقَالَ عَبْد ُاللَّهِ لأصْحَابِهِ اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ يَا عَبْد َاللَّهِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ ثُمَّ عَلَّقَ الأغَالِيقَ عَلَى وَتَدٍ قَالَ فَقُمْتُ إِلَى الأقَالِيدِ فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ وَكَانَ فِي عَلالِيَّ لَهُ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ قُلْتُ إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَيَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ لا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ فَقُلْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ قَالَ مَنْ هَذَا فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ وَأَنَا دَهِشٌ فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ فَقَالَ لأمِّكَ الْوَيْلُ إِنَّ رَجُلا فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ قَالَ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ ثُمَّ وَضَعْتُ ظِبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَانْكَسَرَتْ سَاقِي فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ لا أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ النَّجَاءَ فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ ابْسُطْ رِجْلَكَ فَبَسَطْتُ رِجْلِي فَمَسَحَهَا فَكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ] البخاري 3733.
11.     اغتيال خالد بن سفيان الهذلي: باب قتل خالد بن سفيان الهذلي: عن عبد الله بن أنيس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني فائته فاقتله قال قلت يا رسول الله أنعته لي حتى أعرفه قال إذا رأيته وجدت له قشعريرة قال فخرجت متوشحا سيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا وحين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة فصليت وأنا أومىء برأسي الركوع والسجود فلما انتهيت إليه قال من الرجل قلت رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك قال أجل أنا في ذلك قال فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني قال: أفلح الوجه قال: قلت قتلته يا رسول الله قال: صدقت قال: ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بي بيته فأعطاني عصا فقال امسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس قال فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا قلت: أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن امسكها قالوا أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه ا لعصا قال: آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا قلت روى أبو داود بعضه في صلاة الخوف رواه احمد وأبو يعلى بنحوه] مجمع الزوائد ج: 6 ص: 203  .
12.   اغتيال من جاء ليأخذ أبا بصير رضي الله عنه : [ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ مُسْلِمٌ، فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا: العَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا، فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الحُلَيْفَةِ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلاَنُ جَيِّدًا، فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ، فَقَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ، ثُمَّ جَرَّبْتُ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ، وَفَرَّ الآخَرُ حَتَّى أَتَى المَدِينَةَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ يَعْدُو، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ: «لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا» فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللَّهُ مِنْهُمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ» فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ البَحْرِ قَالَ: وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لاَ يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ، فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّأْمِ إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُنَاشِدُهُ بِاللَّهِ وَالرَّحِمِ، لَمَّا أَرْسَلَ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] صحيح البخاري (3/ 197).
قال الحافظ في الفتح:
[ثم رجع النبي  صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير بفتح الموحدة وكسر المهملة رجل من قريش هو عتبة بضم المهملة وسكون المثناة وقيل فيه عبيد بموحدة مصغر وهو وهم بن أسيد بفتح الهمزة على الصحيح بن جارية بالجيم الثقفي حليف بني زهرة سماه ونسبه ابن إسحاق في روايته, وعرف بهذا أن قوله في حديث الباب (رجل من قريش) أي بالحلف لأن بني زهرة من قريش.
قوله: (فأرسلوا في طلبه رجلين) سماهما ابن سعد في الطبقات في ترجمة أبي بصير خنيس وهو بمعجمة ونون وآخره مهملة مصغر ابن جابر ومولى له يقال له كوثر, وفي الرواية الآتية آخر الباب أن الأخنس بن شريق هو الذي أرسل في طلبه, زاد بن إسحاق (فكتب الأخنس بن شريق والأزهر بن عبد عوف إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم كتابا وبعثا به مع مولى لهما ورجل من بني عامر استأجراه ببكرين ) اهـ .
والأخنس من ثقيف رهط أبي بصير, وأزهر من بني زهرة حلفاء أبي بصير فلكل منهما المطالبة برده, ويستفاد منه أن المطالبة بالرد تختص بمن كان من عشيرة المطلوب بالأصالة أو الحلف, وقيل أن اسم أحد الرجلين مرثد بن حمران, زاد الواقدي فقدما بعد أبي بصير بثلاثة أيام.
 قوله: (فدفعه إلى الرجلين) في رواية بن إسحاق "فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يا أبا بصير إن هؤلاء القوم صالحونا على ما علمت, وإنّا لا نغدر, فالحق بقومك. فقال: أتردني إلى المشركين يفتنوني عن ديني ويعذبوني؟ قال: اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك فرجا ومخرجا" وفي رواية أبي المليح من الزيادة "فقال له عمر أنت رجل وهو رجل ومعك السيف" وهذا أوضح في التعريض بقتله. ... قوله: (فنزلوا يأكلون من تمر لهم ) في رواية الواقدي (فلما كانوا بذي الحليفة دخل أبو بصير المسجد فصلى ركعتين وجلس يتغدى, ودعاهما فقدم سفرة لهما فأكلوا جميعا).
قوله: (فقال أبو بصير لأحد الرجلين في رواية ابن إسحاق للعامري وفي رواية بن سعد (لخنيس بن جابر).
قوله: (فاستله الآخر) أي صاحب السيف أخرجه من غمده.
قوله: (فأمكنه به) أي بيده, وفي رواية الكشميهني (فأمكنه منه).
قوله: فضربه حتى برد بفتح الموحدة والراء أي خمدت حواسه, وهي كناية عن الموت, لأن الميت تسكن حركته, وأصل البرد السكون, قاله الخطابي, وفي رواية ابن إسحاق فعلاه حتى قتله.
قوله: وفر الآخر في رواية ابن إسحاق وخرج المولى يشتد أي هربا.
قوله: ذعرا أي خوفا وفي رواية ابن إسحاق فزعا.
قوله: قتل صاحبي بضم القاف, في رواية بن إسحاق, قتل صاحبكم صاحبي.
قوله: وإني لمقتول أي إن لم تردوه عني وعند الواقدي وقد أفلت منه ولم أكد. ووقع في رواية أبي الأسود عن عروة فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم  إليهما فأوثقاه, حتى إذا كان ببعض الطريق ناما فتناول السيف بفيه فأَمَرَّهُ على الأسار فقطعه وضرب أحدهما بالسيف وطلب الأخر فهرب والأول أصح, وفي رواية الأوزاعي عن الزهري عند ابن عائذ في المغازي وجمز الآخر واتبعه أبو بصير حتى دفع إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم ....قوله: قد والله أوفى الله ذمتك أي فليس عليك منهم عقاب فيما صنعت أنا, زاد الأوزاعي عن الزهري فقال أبو بصير: يا رسول الله عرفت أني إن قدمت عليهم فتنوني عن ديني ففعلت ما فعلت وليس بيني وبينهم عهد ولا عقد .  وفيه أن للمسلم الذي يجيء من دار الحرب في زمن الهدنة قتل من جاء في طلب رده إذا شرط لهم ذلك لأن النبي  صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي بصير قتله العامري ولا أمر فيه بقود ولا دية والله أعلم .
قوله: ويل أمه بضم اللام ووصل الهمزة وكسر الميم المشددة وهي كلمة ذم تقولها العرب في المدح ولا يقصدون معنى ما فيها من الذم لأن الويل الهلاك فهو كقولهم (لأمه الويل) قال بديع الزمان في رسالة له: والعرب تطلق تربت يمينه في الأمر إذا أهم ويقولون ويل أمه ولا يقصدون الذم. والويل يطلق على العذاب والحرب والزجر وقد تقدم شيء من ذلك في الحج في قوله للأعرابي ويلك. وقال الفراء: أصل قولهم ويل فلان وي لفلان أي فكثر الاستعمال فألحقوا بها اللام فصارت كأنها منها وأعربوها, وتبعه ابن مالك إلا أنه قال تبعا للخليل: إن وي كلمة تعجب وهي من أسماء الأفعال واللام بعدها مكسورة ويجوز ضمها اتباعا للهمزة وحذفت الهمزة تخفيفا, والله أعلم. قوله: (مسعر حرب) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح العين المهملة وبالنصب على التمييز وأصله من مسعر حرب أي يسعرها. قال الخطابي: كأنه يصفه بالإقدام في الحرب والتسعير لنارها, ووقع في رواية ابن إسحاق محش بحاء مهملة وشين معجمة وهو بمعنى مسعر, وهو العود الذي يحرك به النار.
قوله: (لو كان له أحد) أي ينصره ويعاضده ويناصره, وفي رواية الأوزاعي لو كان له رجال فلقنها أبو بصير فانطلق, وفيه إشارة إليه بالفرار لئلا يرده إلى المشركين, ورمز إلى من بلغه ذلك من المسلمين أن يلحقوا به, قال جمهور العلماء من الشافعية وغيرهم: يجوز التعريض بذلك لا التصريح كما في هذه القصة والله أعلم,
قوله: (حتى أتى سيف البحر) بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها فاء أي ساحله, وعيَّنَ ابن إسحاق المكان فقال حتى نزل العيص وهو بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها مهملة قال: وكان طريق أهل مكة إذا قصدوا الشام. قلت: وهو يحاذي المدينة إلى جهة الساحل, وهو قريب من بلاد بني سليم .  قوله: وينفلت منهم أبو جندل أي من أبيه وأهله, وفي تعبيره بالصيغة المستقبلة إشارة إلى إرادة مشاهدة الحال كقوله تعالى:{ الله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا} وفي رواية أبي الأسود عن عروة وانفلت أبو جندل في سبعين راكبا مسلمين فلحقوا بأبي بصير فنزلوا قريبا من ذي المروة على طريق عير قريش فقطعوا مادتهم.
قوله: (حتى اجتمعت منهم عصابة) أي جماعة ولا واحد لها من لفظها وهي تطلق على الأربعين فما دونها وهذا الحديث يدل على أنها تطلق على أكثر من ذلك, ففي رواية بن إسحاق أنهم بلغوا نحوا من سبعين نفسا, وفي رواية أبي المليح بلغوا أربعين أو سبعين, وجزم عروة في المغازي بأنهم بلغوا سبعين, وزعم السهيلي أنهم بلغوا ثلاثمائة رجل, وزاد عروة فلحقوا بأبي بصير وكرهوا أن يقدموا المدينة في مدة الهدنة خشية أن يعادوا إلى المشركين وسمى الواقدي منهم الوليد بن الوليد بن المغيرة. قوله: (ما يسمعون بِعِيرٍ) أي بخبر عير بالمهملة المكسورة أي قافلة قوله إلا اعترضوا لها أي وقفوا في طريقها بالعرض, وهي كناية عن منعهم لها من السير.
قوله: (فأرسلت قريش) في رواية أبي الأسود عن عروة فأرسلوا أبا سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ويتضرعون إليه أن يبعث إلى أبي جندل ومن معه وقالوا ومن خرج منا إليك فهو لك.... قال وقدم أبو جندل ومن معه إلى المدينة فلم يزل بها إلى أن خرج إلى الشام مجاهداً فاستشهد في خلافة عمر. قال فعلم الذين كانوا أشاروا بأن لا يسلم أبا جندل إلى أبيه أن طاعة رسول صلى الله عليه وسلم خير مما كرهوا (وفي قصة أبي بصير من الفوائد جواز قتل المشرك المعتدي غيلة)] فتح الباري ج: 5 ص: 437.
13.    اغتيال ابن سنينة: - وذلك بعد مقتل كعب بن الأشرف - [فأصبحنا وقد خافت يهود تبعتنا فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه وقال رسول الله: من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار يهود وكان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم فقال لمحيصة: وكان أسن منه لمَّا قتله وجعل يبصره يضربه يا عدو الله أقتلته أما والله لرب شحم في بطنك من ماله فقال محيصة: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك قال: فقال والله إن دينا بلغ بك هذا لدين له شأن انطلق إلى صاحبك حتى أسمع منه فانطلق إلى رسول الله فكان أول إسلام حويصة. ] سيرة ابن إسحاق ج: 3 ص: 300
14.   اغتيال عصماء بنت مروان: قال الشهاب في مسنده: [ عن عبد الله بن الحارث بن فضل عن أبيه قال ثم كانت عصماء  بنت مروان من بني أمية بن زيد وكان زوجها يزيد بن زيد بن حصن الخطمي وكانت تحرض على المسلمين وتؤذيهم وتقول الشعر فجعل عمير بن عدي نذراً أنه لئن رد الله رسوله سالما من بدر ليقتلنها قال فعدا عليها عمير في جوف الليل فقتلها ثم لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم  فصلى معه الصبح وكان النبي صلى الله عليه وسلم  يتصفحهم إذا قام يدخل منزله فقال لعمير بن عدي قتلت عصماء قال نعم قال فقلت يا نبي الله هل علي في قتلها شيء فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لا ينتطح فيها عنزان فهي أول ما سمعت هذه الكلمة من رسول الله  صلى الله عليه وسلم ] مسند الشهاب2/48 حديث رقم 858
15.   اغتيال أبي عفك اليهودي: وقال ابن سعد في الطبقات:[ سرية سالم بن عمير ثم سرية سالم بن عمير العمري إلى أبي عفك  اليهودي في شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجر رسول الله  صلى الله عليه وسلم وكان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخا كبيرا قد بلغ عشرين ومائة سنة وكان يهوديا وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم  ويقول الشعر فقال سالم بن عمير وهو أحد البكائين وقد شهد بدرا علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه فأمهل يطلب له غرة حتى كانت ليلة صائفة فنام أبو عفك بالفناء وعلم به سالم بن عمير فأقبل فوضع السيف على كبده ثم اعتمد عليه حتى خرج من قفاه وصاح عدو الله فثاب إليه ناس ممن هم على قوله فأدخلوه منزله وقبروه] الطبقات الكبرى لابن سعد 2/28
 وقال الحسن بن عمر بن حبيب:[ سرية سالم بن عمير إلى أبي عفك اليهودي سنة اثنتين من الهجرة نهض في شوال من السنة المعينة وسار لا يسمع في قتل اليهودي دعوى ولا بينة وكان شيخا قد بلغ عشرين ومائة عام يقول الشعر محرضا فيه على من سبح في بحر النبوة وعام فجاءه ليلا وقد قام بفناء داره فوضع السيف على كبده حتى أخرجه من فقاره ثم رجع سالم في حرز السلامة بعد أن أورد عدو الله ورسوله حمامه.
   إلام لحاك الله تلقى محرضـا              على خير مبعوث إلى الإنس والجن
حباك حنيف آخر الليل طعنة              فخذها أبا عفك على كبر السن]
المقتفى من سيرة المصطفى1/ 135 للحسن بن عمر بن حبيب
   16.     - اغتيال الأسود العنسي:
يقول ابن كثير عن ردة الأسود العنسي [جاءهم كتاب رسول الله يحثهم على مصاولة الأسود العنسي فكتبنا إليهم أ لا يحدثوا شيئا حتى نبرم الأمر قال قيس فدخلت على امرأته أزاذ فقلت يا ابنة عمي قد عرفت بلاء هذا الرجل عند قومك قتل زوجك وطأطأ في قومك القتل وفضح النساء فهل عندك ممالأة عليه قالت على أي أمر قلت إخراجه قالت أو قتله قلت أو قتلة قالت نعم والله ما خلق الله شخصا هو أبغض إلي منه فما يقوم لله على حق ولا ينتهي له عن حرمة فإذا عزمتم أخبروني أعلمكم بما في هذا الأمر قال فأخرج فإذا فيروز وداوذيه ينتظراني يريدون أن يناهضوه فما استقر اجتماعه بهما حتى بعث إليه الأسود فدخل في عشرة من قومه فقال ألم أخبرك بالحق وتخبرني بالكذابة إنه يقال يا سوأة يا سوأة إن لم تقطع من قيس يده يقطع رقبتك العليا حتى ظن قيس أنه قاتله فقال إنه ليس من الحق أن أهلك وأنت رسول الله فقتلي أحب إلي من موتات أموتها كل يوم فرق له وأمره بالانصراف فخرج إلى أصحابه فقال اعملوا عملكم فبينما هم وقوف بالباب يشتورون إذ خرج الأسود عليهم وقد جمع له مائة ما بين بقرة وبعير فقام وخط خطاً وأقيمت من ورائه وقام دونها فنحرها غير محبسة ولا معلقة ما يقتحم الخط منها شيء فجالت إلى أن زهقت أرواحها قال قيس فما رأيت أمرا كان أفظع منه ولا يوما أوحش منه ثم قال الأسود أحق ما بلغني عنك يا فيروز لقد هممت أن أنحرك فألحقك بهذه البهيمة وأبدي له الحربة فقال له فيروز اخترتنا لصهرك وفضلتنا على الأبناء فلو لم تكن نبيا ما بعنا نصيبنا منك بشيء فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الآخرة والدنيا فلا تقبل علينا أمثال ما يبلغك فأنا بحيث تحب فرضي عنه وأمره بقسم لحوم تلك الأنعام ففرقها فيروز في أهل صنعاء ثم أسرع اللحاق به فإذا رجل يحرضه على فيروز ويسعى إليه فيه واستمع له فيروز فإذا الأسود يقول أنا قاتله غدا وأصحابه فاغد علي به ثم التفت فإذا فيروز فقال مه فأخبره فيروز بما صنع من قسم ذلك اللحم فدخل الأسود داره ورجع فيروز إلى أصحابه فأعلمهم بما سمع وبما قال وقيل له فاجتمع رأيهم على أن عاودوا المرأة في أمره فدخل أحدهم وهو فيروز إليها فقالت إنه ليس من الدار بيت إلا والحرس محيطون به غير هذا البيت فأن ظهره إلى مكان كذا وكذا من الطريق فأذا أمسيتم فانقبوا عليه من دون الحرس وليس من دون قتله شيء وإني سأضع في البيت سراجا وسلاحا فلما خرج من عندها تلقاه الأسود فقال له ما أدخلك على أهلي ووجأ رأسه وكان الأسود شديدا فصاحت المرأة فأدهشته عنه ولولا ذلك لقتله وقالت ابن عمي جاءني زائرا فقال اسكتي لا أبالك قد وهبته لك فخرج على أصحابه فقال النجاء النجاء وأخبرهم الخبر فحاروا ماذا يصنعون فبعثت المرأة إليهم تقول لهم لا تنثنوا عما كنتم عازمين عليه فدخل عليها فيروز الديلمي فاستثبت منها الخبر ودخلوا إلى ذلك البيت فنقبوا داخله بطائن ليهون عليهم النقب من خارج ثم جلس عندهاجهرة كالزائر فدخل الأسود فقال وما هذا فقالت إنه أخي من الرضاعة وهو ابن عمي فنهره وأخرجه فرجع إلى أصحابه فلما كان الليل نقبوا ذلك البيت فدخلوا فوجدوا فيه سراجا تحت جفنة فتقدم إليه فيروز الديلمي والأسود نائم على فراش من حرير قد غرق رأسه في جسده وهو سكران يغط والمرأة جالسة عنده فلما قام فيروز على الباب أجلسه شيطانه وتكلم على لسانه وهو مع ذلك يغط فقال مالي ومالك يا فيروز فخشي إن رجع يهلك وتهلك المرأة فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل فأخذ رأسه فدق عنقه ووضع ركبتيه في ظهره حتى قتله ثم قام ليخرج إلى أصحابه ليخبرهم فأخذت المرأة بذيله وقالت أين تذهب عن حرمتك فظنت أنها لم يقتله فقال أخرج لأعلمهم بقتله فدخلوا عليه ليحتزوا رأسه فحركه شيطانه فاضطرب فلم يضبطوا أمره حتى جلس اثنان على ظهره وأخذت المرأة بشعره وجعل يبربر بلسانه فاحتز بلسانه فاحتز الآخر رقبته فخار كأشد خوار ثور سمع قط فابتدر الحرس إلى المقصورة فقالوا ما هذا ما هذا فقالت المرأة النبي يوحي إليه فرجعوا وجلس قيس داذويه وفيروز يأتمرون كيف يعلمون أشياعهم فاتفقوا على أنه إذا كان الصباح ينادون بشعارهم الذي بينهم وبين المسلمين فلما كان الصباح قام أحدهم وهو قيس على سور الحصن فنادى بشعارهم فاجتمع المسلمون والكافرون حول الحصن فنادى قيس ويقال وبر بن يحنش الأذان اشهد أن محمدا رسول الله وأن عبهلة كذاب وألقى إليهم رأسه فانهزم أصحابه وتبعهم الناس يأخذونهم ويرصدونهم في كل طريق يأسرونهم وظهر الأسلام وأهله وتراجع نواب رسول الله إلى أعمالهم وتنازع أولئك الثلاثة في الأمارة ثم اتفقوا على معاذ ابن جبل يصلي بالناس وكتبوا بالخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أطلعه الله على الخبر من ليلته كما قال سيف بن عمر التميمي عن أبي القاسم الشنوي عن العلاء بن زيد عن ابن عمر أتى الخبر إلى النبي من السماء الليلة التي قتل فيها العنسي ليبشرنا فقال قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين قيل ومن قال فيروز فيروز] البداية والنهاية (السيرة) ج: 6 ص: 308
17.   اغتيال أم ولد الأعمى: عن ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنَانِ وَكَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَسُبُّهُ فَيَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ وَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَقَعَتْ فِيهِ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهَا فَأَصْبَحَتْ قَتِيلاً فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَ النَّاسَ وَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلا لِي عَلَيْهِ حَقٌّ فَعَلَ مَا فَعَلَ إلا قَامَ فَأَقْبَلَ الأعْمَى يَتَدَلْدَلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ أُمَّ وَلَدِي وَكَانَتْ بِي لَطِيفَةً رَفِيقَةً وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِيكَ وَتَشْتُمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ فَلَمَّا كَانَتِ الْبَارِحَةُ ذَكَرْتُكَ فَوَقَعَتْ فِيكَ فَقُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ } رواه النسائي برقم: 4070
18.        اغتيال عمرو بن جحاش: [وقال الحافظ في الإصابة عند ترجمة يامين بن عمير:  [يامين بن عمير بن كعب أبو كعب النضيري ذكره أبو عمر فقال كان من كبار الصحابة أسلم فأحرز ماله ولم يحرز ماله من بني النضير غيره وغير أبي سعيد بن عمرو بن وهب فأحرزا أموالهما قاله بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وقال بن إسحاق أيضا بلغني أن يامين بن كعب لقي أبا ليلى عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان فقالا لم نجد عند النبي صلى الله عليه وسلم  ما يحملنا عليه فأعطاهما ناضحا وقال بن إسحاق حدثني بعض آل يامين أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال ليامين  ألم تر إلى بن عمك عمرو بن جحاش وما هم به من قتلى يعني في قصة بني النضير وكان أراد أن يلقي على النبي صلى الله عليه وسلم رحى فيقتله فأنذره جبريل فقام من مكانه ذلك فجعل يامين لرجل جعلا على أن يقتل عمرو بن جحاش فقتله] الإصابة ج: 6 ص: 641
19.        عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنه قَالَ مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالأبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ وَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ قَال:{َ هُمْ مِنْهُمْ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لا حِمَى إلا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم } متفق عليه البخاري برقم 3013 ومسلم 1745
20.        حدثنا عبد الله قال حدثني أبو حميد قال ثنا عبد الوهاب بن نجدة قال ثنا إسماعيل بن عياش قال حدثني جعفر بن الحرث عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس عن الصعب بن جثامة الليثي قال ثم سألت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن الدار من دور المشركين نغشاها بياتا  فكيف بمن يكون تحت الغارة من الولدان قال هم منهم حدثنا عبد الله قال انا إسحاق بن منصور الكوسج من أهل مرو في سنة ثمان وعشرين ومائتين قال انا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله يعنى بن عبد الله عن بن عباس أخبره الصعب بن جثامة ثم سئل النبي  صلى الله عليه وسلم  عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم قال هم منهم حدثنا عبد الله انا إسحاق بن منصور قال انا عبد الرزاق قال انا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن الصعب بن جثامة قال قلت ثم يا رسول الله إنا نصيب في البيات من ذراري المشركين قال هم منهم.] مسند أحمد ج: 4 ص: 72
21.        وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة:[ الثاني قلت واحتج غيره من الأصحاب بوجوه أخر سوى ما ذكره منها قوله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فلا يجوز الإمساك عن قتالهم إلا إذا كانوا صاغرين حال إعطاء الجزية والمراد بإعطاء الجزية من حين بذلها أو التزامها إلى حين تسليمها وإقباضها فإنهم إذا بذلوا الجزية شرعوا في الإعطاء ووجب الكف عنهم إلى أن نقبضها منهم فمتى لم يلتزموها أو التزموها وامتنعوا من تسليمها لم يكونوا معطين لها فليس المراد أن يكونوا صاغرين حال تناول الجزية منهم فقط ويفارقهم الصغار فيما عدا هذا الوقت هذا باطل قطعا .وإذا علم هذا فمن جاهرنا بسب الله ورسوله وإكراه حريمنا على الزنى أو تحريق جوامعنا ودورنا ورفع الصليب فوق رؤوسنا فليس معه من الصغار شيء فيجب قتالهم بنص الآية حتى يصيروا صاغرين فإن قيل فالمأمور به القتال إلى هذه الغاية فمن أين لكم القتل المقدور عليه فالجواب من وجوه أحدها أن كل من أمرنا بقتاله من الكفار فإنه يقتل إذا قدرنا عليه.
 الثاني أنا إذا كنا مأمورين أن نقاتلهم إلى هذه الغاية لم يجز أن نعقد لهم عهد الذمة بدونها ولو عقد لهم كان عقدا فاسدا.
الثالث أن الأصل إباحة دمائهم يمسك عصمتها الحبلان حبل من الله بالأمر بالكف عنهم وحبل من الناس بالعهد والعقد ولم يوجد واحد من الحبلين أما حبل الله سبحانه فإنه إنما اقتضى الأمر بالكف عنهم إذا كانوا صاغرين فمتى لم يوجد وصف الصغار المقتضي للكف منهم وعنهم فالقتل المقدور عليه منهم والقتال للطائفة الممتنعة واجب وأما حبل الناس فلم يعاهدهم الإمام والمسلمون إلا على الكف عما فيه إدخال ضرر على المسلمين وغضاضة في الإسلام فإذا لم يوجد فلا عهد لهم من الإمام ولا من الله وهذا ظاهر لا خفاء به أن العهد لا يبقى للمشرك إلا ما دام مستقيما ومعلوم أن مجاهرتنا بتلك الأمور العظام تقدح في الاستقامة كما تقدح مجاهرتنا بالاستقامة فيها بل مجاهرتنا بسب ربنا ونبينا وكتابه وإحراق مساجدنا ودورنا أشد علينا من مجاهرتنا بالمحاربة إن كنا مؤمنين فإنه يجب علينا أن نبذل دماءنا وأموالنا حتى تكون كلمة الله هي العليا ولا يجهر بين أظهرنا بشيء من أذى الله ورسوله فإذا لم يكونوا مستقيمين لنا مع القدح في أهون الأمرين فكيف يستقيمون لنا مع القدح في أعظمهما يوضح ذلك قوله كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم  إلا ولا ذمة أي كيف يكون لهم عهد ولو ظهروا عليكم لم يرقبوا الرحم التي بينكم وبينهم ولا العهد فعلم أن من كانت حالته أنه إذا ظهر لم يرقب ما بيننا وبينه من العهد لم يكن له عهد ومن جاهرنا بالطعن في ديننا وسب ربنا ونبينا كان ذلك من أعظم الأدلة على أنه لو ظهر علينا لم يرقب العهد الذي بيننا وبينه فإنه إذا كان هذا فعله مع وجود العهد والذلة فكيف يكون مع القدرة والدولة وهذا بخلاف من لم يظهر لنا شيئا من ذلك فإنه يجوز أن يفي لنا بالعهد ولو ظهر فإن قيل فالآية إنما هي في أهل الهدنة المقيمين في دارهم قيل الجواب من وجهين أحدهما أن لفظها أعم  والثاني أنها إذا كان معناها في أهل الذمة المقيمين بدارهم فثبوته في أهل الذمة المقيمين بدارنا أولى وأحرى.] أحكام أهل الذمة ج: 3 ص: 1377.
22.        قال النووي عن المستأمن الذي يلبس على المسلمين
[وهل يغتالهم لتلبيسهم علينا أم يلحقهم بالمأمن؟ فيه تردد، والظاهر اغتيالهم لتدليسهم،] المجموع شرح المهذب21/170.
وقال في روضة الطالبين:[ فــرع الأسير المقهور متى قدر على الهرب، لزمه، ولو أطلقوا أسيراً بلا شرط، فله أن يغتالهم قتلاً وسبياً وأخذاً للمال،] روضة الطالبين 9/190
23.        فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلاشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ }
قال أبو حيان الأندلسي في تفسير الآيات :[وفي إطلاق الأمر بالقتل دليل على قتلهم بأي وجه كان، وقد قتل أبو بكر أصحاب الردّة بالإحراق بالنار، وبالحجارة، وبالرمي من رؤوس الجبال، والتنكيس في الآبار. وتعلق بعموم هذه الآية، وأحرق عليّ قوماً من أهل الرّدّة، وقد وردت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن المثلة. ولفظ المشركين عام في كل مشرك، وجاءت السنة باستثناء الأطفال والرهبان والشيوخ الذين ليسوا ذوي رأي في الحرب،ومن قاتل من هؤلاء قتل. وقال الزمخشري: يعني الذي نقصوكم وظاهروا عليكم. ولفظ: «حيث وجدتموهم» عام في الأماكن من حل وحرم. «وخذوهم» عبارة عن الأسر، والأخيذ الأسير. ويدل على جواز أسرهم: واحصروهم، قيدوهم وامنعوهم من التصرف في البلاد. وقيل: استرقوهم. وقيل: معناه حاصروهم إنْ تحصّنوا. وقرىء: فحاصروهم شاذاً، وهذا القول يروى عن ابن عباس. وعنه أيضاً: حولوا بينهم وبين المسجد الحرام. وقيل: امنعوهم عن دخول بلاد الإسلام والتصرف فيها إلا بإذن. قال القرطبي في قوله: «واقعدوا لهم كل مرصد» دلالة على جواز اغتيالهم قبل الدعوة، لأنّ المعنى اقعدوا لهم مواضع الغرة، وهذا تنبيه على أنّ المقصود إيصال الأذى إليهم بكل طريق، إما بطريق القتال، وإما بطريق الاغتيال. وقد أجمع المسلمون على جواز السرقة من أموال أهل الحرب، وإسلال خيلهم، وإتلاف مواشيهم إذا عجز عن الخروج بها إلى دار الإسلام، إلا أنْ يصالحوا على مثل ذلك.] البحر المحيط
24.        قال الزمخشري: «كل مرصد» كل ممر ومجتاز ترصدونهم فيه،]
25.        وقال عبد الرحمن با علوي:[ وإن انتفى شرط من ذ لك - أي من شروط الأمان الشرعية -  جاز الاغتيال والإرقاق مطلقاً] بغية المسترشدين 1/106
26.        وقال الحافظ في الفتح تعليقاً على قصة اغتيال ابن أبي الحقيق:[” فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فبشرته ” يحمل على أنه لما سقط من الدرجة وقع له جميع ما تقدم، لكنه من شدة ما كان فيه من الاهتمام بالأمر ما أحس بالألم وأعين على المشي أولا، وعليه يدل قوله: ” ما بي قلبة ” ثم لما تمادى عليه المشي أحس بالألم فحمله أصحابه كما وقع في رواية ابن إسحاق، ثم لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم مسح عليه فزال عنه جميع الألم ببركته صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث من الفوائد جواز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة ] فتح الباري باب المغازي
27.        قال الإمام مالك في المدونة:[  عن يحيى بن سعيد أنه قال لا بأس بابتغاء عورة العدوّ بالليل والنهار لأن دعوة الإسلام قد بلغتهم وقد كان رسول الله بعث إلى خيبر فقتلوا أميرهم ابن أبي الحقيق غيلة وإلى صاحب بني لحيان من قتله غيلة وبعث نفراً فقتلوا آخرين إلى جانب المدينة من اليهود منهم ابن الأشرف] المدونة الكبرى 2/3.
28.        وقال الشافعي:[ أَمَرَ النبيُّ عند ما قُتل عاصمُ بْنُ ثابتٍ وخُبِيب وابن حسان بقتلِ أبي سفيان في دارِهِ بـــ «مكَّةَ» غِيلةً إنْ قُدر عليه] الأم 4/354       
29.        وقال الإمام ابن تيمية:[ فعلم بذلك أن إيذاء الله ورسوله موجب للقتل لا يعصم منه أمان ولا عهد وذلك لا يكون إلا فيما أوجب القتل عينا من الحدود كحد الزنى وحد قطع الطريق وحد المرتد ونحو ذلك فان عقد الأمان لهؤلاء لا يصح ولا يصيرون مستأمنين بل يجوز اغتيالهم  والفتك بهم لتعين قتلهم] الصارم المسلول 2/522
30.        وقال الشرواني: [وجاز لنا قتله - أي للحربي - غيلة   أو استرقاقه وأخذ ماله ويكون فيأً] حواشي الشرواني ج: 9 ص: 276
31.        وقال ابن عابدين:[ وعن ابن عمر وعلي: لا تقبل توبة من تكررت ردته كالزِّنديق، وهو قول مالك وأحمد والليث وعن أبي يوسف: لو فعل ذلك ِمراراً يقتل غيلة،] حاشية ابن عابدين4/7
وهنا لابد أن نقول للذين يحرمون ما أحل الله:
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]
  {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج: 1 - 4]
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } [لقمان: 33]
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78]

{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: 116، 117]

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.